الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 13:01

مفهوم الرّؤية المدرسيّة/ بقلم: المربي ابراهيم طه

كل العرب
نُشر: 26/06/14 10:01,  حُتلن: 08:14

المربي ابراهيم طه في مقاله:

يجب ان تكون الرؤيا شمولية بمعنى انها تشتمل على عدّة أمور تتعلّق بصورة المدرسة بالمستقبل القريب والبعيد

رسالتنا من هذا الباب لمدارسنا بكوادرها، وجميع العاملين بها على ضرورة فحص وتقييم رؤيتنا المدرسيّة الّتي يجب أن تتّسم بالوضوح وتصاغ بشكل دقيق وتكون شموليّة

تشهد مؤسّساتنا التّربوية التّعليميّة نقطة انطلاق جديدة في العقد الاخير وخاصة في ظل برنامج الاصلاح في التربية - "الأفق الجديد" . للبرنامج أهداف عديدة وُضعت وحُددت من أجل احداث تغييرات واسعة في المجالين التربوي والتعليمي في مدارسنا، وما نشهده اليوم، أن كلّ مؤسّسة تسعى جاهدة بكوادرها ومواردها المتوفرّة لديها، بالنّهوض قُدُما من أجل تحقيق انجازات ونجاحات عديدة، بكلمات اخرى ثقافة مدرسيّة جديدة، علّها تلائم التّوقعات والطّموحات.

قد نجد احيانا صعوبات في تحقيق ما نسعى اليه، على الرّغم من توفّر الطّاقات الايجابيّة والموارد العديدة التي يوفرها ويخصصها برنامج الافق الجديد من معلمين اكفاء، مبانٍ فخمة، مكيّفة ومجهزة بكل ما تحتاجه المدرسة العصرية: أجهزة تكنولوجيّة، حواسيب، برامج تعليميّة محوسبة، ساعات تدريس، ساعات فردانيّة، ساعات مكوث وغيرها الكثير.

السّؤال الّذي يطرح ما هي العوامل التي يجب أن تتوفر من أجل تحقيق التّطلعات والطّموحات؟ وأي ثقافة مدرسيّة ننشد والتي من شأنها ان توفّر تعليما عالي الجودة؟ لعلّ أحد العوامل الاساسيّة وحجر الاساس الّذي تعطيه الدّراسات التربويّة كتوصيات ذات أهميّة كبيرة لنجاح المدرسة ورقيها هي الرؤية الخاصة بها وهي بمفهومها البسيط، الصورة المستقبليّة التي يسعى في بنائها والعمل على تحقيقها جميع العاملين في المدرسة والمنتمين لها.

الرّؤية المدرسيّة نوعان: الاول رؤية غير ناجعة بمعنى سلبي والثانية رؤية ناجعة بمعنى الايجابي.

• الرؤية غير الناجعة هي الرؤية الّتي ترسم وتوضع بدافع القوّة ، أي تحدّد من جانب واحد فقط تستطيع أن تحدث تغيير بسيط في مجال العمل ولكن لفترة زمنيّة قصيرة وهذا ما يسمّى برؤية غير ناجعة.
• الرؤية الناجعة هي الرّؤية الّتي ترسم وتوضع بمشاركة المجموعة ضمن طموحات انية ومستقبليّة مشتركة ، تستطيع أن تُحدث تغييرات ايجابيّة لفترات زمنيّة طويلة ، والتّغيير هو جذري وثابت وهذا ما يسمّى رؤية ناجعة.
ما هو مدى أهميّة الرّؤية المدرسيّة ؟
• تساعد على سد الثّغرات والفروقات الموجودة في الثّقافة المدرسيّة الآنية ، وبين الامور المنشودة على جميع الاصعدة : تحصيل علمي، مستوى تعليم ، انتماء ومسؤوليّة .
• نقطة انطلاقة أساسيّة لخطوات عمليّة ومبادرات متنوّعة حيث تتيح المجال وتشجّع المبادرات في المدرسة.
• تعزّز الثّقة بين جميع الكوادر والعاملين في المدرسة .
• تعزّز الانتماء والثّقة بالنّفس عند الطّلاب وتقوّي الارادة .
• سياسة مدرسيّة ترتكز على اسس وقوانين ذات شفافيّة جليّة وواضحة للجميع .
• تساهم في تحقيق الطّموحات المشتركة وتعطي محفّزات للعمل والاجتهاد.
من هم المشاركون في رسم الرّؤية المدرسيّة؟ هل تقتصر الرّؤية على مشاركة جانب واحد؟ ام هنالك عدّة جوانب أخرى مشاركة؟
في الرّؤية المدرسيّة يجب أن يشارك كل من له صلة في السّلك التّربوي والتّعليمي في المدرسة من :معلمين، طلاّب، لجنة ممثّلة من أولياء الأمور، أدارة قسم المعارف في المجلس المحلّي، المجلس الطلاّبي للمدرسة، ووزارة المعارف .
لمشاركة الجميع أهميّة كبيرة في رسم رؤية مدرسيّة مشتركة، بحيث تعتمد هذه المشاركة على التّنسيق الجيّد، ملاءمة التّوقعات والطّموحات، تعزيز الكوادر الدّاعمة والطّاقات بأفكارها وطرحها الّتي تعتبر جزء من الثّقافة المدرسيّة في التّنفيذ والتّطبيق، ازاحة كل معوقات تحقيق الرؤية مثل المعارضة، الخلافات، الصّراعات الدّاخليّة.

على ماذا يجب ان تشتمل الرّؤية المدرسيّة؟ هل يجب أن تشتمل على مجال واحد فقط، تربوي أو تعليمي!
الاجابة طبعا لا، يجب ان تكون الرؤيا شمولية بمعنى انها تشتمل على عدّة أمور تتعلّق بصورة المدرسة بالمستقبل القريب والبعيد وأيضا تتضمّن على خطوات عمليّة منها: قيم تربويّة أخلاقيّة ، أمثلة : الاستقامة ، الاحترام المتبادل ، الصّدق والأمانة، التّحصيل العلمي ، ملائمة مستوى التّعليم لمستوى الطّالب، اليّات التّقييم، الايمان بأمور وجوانب دينيّة، تربويّة ، اجتماعيّة، ونفسيّة مثل: قدرات الطّالب، الثّقة بالنّفس وبالآخرين، التزامات، حدود، مسؤوليّة، احترام الوقت، الاجتهاد والسّعي في البناء، اقتراحات ومبادرات.

رسالتنا من هذا الباب لمدارسنا بكوادرها، وجميع العاملين بها على ضرورة فحص، وتقييم رؤيتنا المدرسيّة الّتي يجب أن تتّسم بالوضوح، وتصاغ بشكل دقيق وتكون شموليّة، صادقة، حقيقيّة وقابلة للتّنفيذ تعكس رسالتنا وايماننا والانتباه باستغلال طاقاتنا في المواقع المنشودة التّي تحقّق حلمنا، لذلك يجب العمل على استغلال كافة الموارد المتوفرة لدينا بصورة ناجعة، من اجل تحقيق ما نسعى اليه جميعا .
الـــــغــايــــات الــنــّبــيــلــة، تــتــطــلـّـب وســـائـــل نــّـبـــيـــلـــــة (مارتن لوثر)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة