الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 17:02

ماذا ينتظر قطاع غزة؟/ بقلم: أ. محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 01/07/14 16:05,  حُتلن: 07:31

أ. محمد خليل مصلح في مقاله:

طبيعة الاخطار غير ساكنة بالمطلق فهي قابلة للتدحرج والتحول بدون مقدمات براميل متفجرة في وجه الاحتلال

ما عادت الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي قادر على مساعدة دولة الاحتلال كما في العهود السابقة وما عادت دولة الاحتلال تلك الدولة القادرة على التحكم بمجريات الاحداث في المنطقة

بالرغم من دفعة التصريحات والتهديدات إلا انها لا تخلوا من البروبوغاندا في طبيعتها العملياتية؛ - الدعوة لعودة احتلال قطاع غزة من جديد لتحقيق هدف هلامي القضاء على بنية حماس بالكامل - قد تكون النهاية مأساوية في جانب من جوانبها لأهالي المستوطنين؛ الذين حاولت قياداتهم ان تزرع الامل في عودتهم احياء؛ دون ان ينتبه المجتمع الاسرائيلي ولا المؤسسات ان الاحتمال الآخر؛ القتل وارد جدا وهو الاقرب الى المنطق والعقل في ظل المطاردة التي قامت بها دولة الاحتلال الاسرائيلية؛ ما جعل البدائل والخيارات محدودة بل معدومة للجهة او الافراد التي نفذت عملية الخطف وهي النتيجة التي كانت تتمناها في سرها قيادة الاحتلال، وهذا لاعتبارات استراتيجية امنية وسياسية وحزبية؛ في الاساس هناك سعي واضح من رئيس الوزراء ألا يظهر بمظهر الضعيف المتردد في معالجة مثل تلك العمليات لما لها من انعكاسات سلبية جدا على نظرية التضامن المجتمعي من ناحية، ومن ناحبة اخرى على هيبة دولة الاحتلال بعد صفقة شاليط، والمسألة الاكثر حيوية؛ تماسك حكومة نتنياهو بالتوافق على آليات المعالجة للحدث سياسيا وامنيا ومجتمعيا دون ان تتحمل مسؤولية النتيجة أي كانت مأساوية أمام الرأي العام الاسرائيلي خاصة بعد تشريع قانون عدم الافراج بالعفو عن الاسرى الفلسطينيين.

دولة هشة
توصيف الحالة وتصنيف الوضع ودرجة الخطورة التي اعتادت عليه الاجهزة المسؤولية والمؤتمرات السنوية التي تعقدها الدولة سنويا لوضع التقديرات المستقبلية بعد دراسة وتحليل الاحداث والتهديدات والمخاطر التي واجهت دولة الاحتلال الماضية لا يفي اليوم بالغرض خاصة في وضع كوضع دولة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين؛ طبيعة الاخطار غير ساكنة بالمطلق فهي قابلة للتدحرج والتحول بدون مقدمات براميل متفجرة في وجه الاحتلال، ولا يمكن احد التحكم بطبيعة الخطر ووصفه بالاستراتيجي او دون ذلك؛ فالأخطار والتهديدات في تقدير الاحتلال توصف كلها بالتهديد الوجودي؛ المغالاة في التقدير الامني اصبح سمه في النظرية الامنية الاسرائيلية، وعند القيادة الاسرائيلية لاعتبارات شخصية من جهة للتملص من المسؤولية والمحاسبة و من جهة اخرى ضعف الجيش والأجهزة الامنية بعد الاخفاقات المتلاحقة للأجهزة الامنية الاسرائيلية؛ الاجهزة تفتقر الى الحدس والمصدر المعلوماتي؛ الانذار المبكر؛ ملاك الانقاذ؛ الحظ الاسرائيلي.

براعة التوصيف تفتقر الى القدرة على المعالجة وهذا مرتبط بعوامل كثيرة الذاتية منها لدولة الاحتلال وغيرها المحيطة بها والمتعلقة ب " العدو " ؛ اولا ما عادت الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي قادر على مساعدة دولة الاحتلال كما في العهود السابقة؛ وثانيا ما عادت دولة الاحتلال تلك الدولة القادرة على التحكم بمجريات الاحداث في المنطقة، وثالثا ان دولة الاحتلال وقياداتها لها اليوم فلسفة هجينة في معالجة ازماتها القادمة من جهة العدو بالبحث او الانتظار لحلول منقذه لها؛ على غرار قتل المستوطنين المخطوفين أخيرا؛ خاصة عندما يتسلق نتنياهو وحكومته اعلى الشجرة.

ما بعد قتل المستوطنين الثلاثة
الكل يترقب وينتظر ويبحث فيمل يمتلك من خيارات للخروج من المأزق؛ جميع الاطراف يتحسب من أي خطوة غير مدروسة جيدا؛ ضغوطات داخلية على جميع الأطراف؛ نتنياهو غير معني بحرب مفتوحة فهو لا يميل لهذه الخيارات لمعرفته نتائجها مسبقا، وعدم فعاليتها فهي معالجات وقتية ظرفية ينتهي مفعولها بوقف اطلاق النار؛ يتمنى ان لا يضطر للخروج الى حرب، وان يستكفي بالردود الموضوعية الاغتيالات دون ان يدفع المقاومة لتوسيع رقعة الحرب ومن ثم الخروج عن السيطرة والنهايات المجهولة غير متوقعة؛ قتل مقابل قتل محدود، وتقفل الستارة للحدث الاخير، وهو في نفس الوقت يضغط لجني ثمن سياسي من السيد عباس رئيس السلطة بقطع العلاقة مع قطاع غزة وحماس والتعامل مع القطاع؛ اقليم متمرد ليسهل عقابه؛ لكن ما هي حقيقة موقف السيد عباس وتقييمه للمرحلة القادمة؛ قد يرى ابو مازن انه قدم اكثر من اللازم لنتنياهو وان لاثمان يمكن دفها بعد اليوم؛ وان الحل الامثل له الابقاء على المصالحة وحكومة التوافق وتنفيذ تهديده بالذهاب الى الامم المتحدة والمطالبة بالحماية وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة وإكمال الالتحاق بالمؤسسات الدولية التابعة لها، ومن جهة اخرى اللعب على نار هادية مع حماس دون حد الانفجار وتحميل حماس المسؤولية خاصة اذا نفذت حماس تحذيراتها بالعودة الى الامساك بزمام الامور في القطاع، ومن ثم يتملص من التزامات حكومة التوافق وتداعياتها الداخلية والإقليمية والدولية.

اما المقاومة الطرف الثالث خاصة حماس وحساباتها للمرحلة القادمة في ظل التهديد الوجودي لها بعد الانتقال الى خطة ترك ادارة القطاع اداريا؛ لكنها تعمل بكل قوتها عدم تركه سياسيا وأمنيا، لذلك فهي اليوم امام خيارات صعبة؛ خاصة في حال تلقت المقاومة ضربة موجعة من الاحتلال بسلسلة اغتيالات لقياداتها؛ كما هددت قيادات دولة الاحتلال؛ لا بد من حسابات لكل تهديد ورد وأين المصلحة تكمن؟ الاندفاع بردود غير محسوبة أو العمل على ضبط ايقاع الردود أو الاستدراج لمعركة مفتوحة قد تؤذي سكان القطاع اكثر من المقاومة في ظل الوضع المأساوي لقطاع غزة، خاصة وأنها لم ولن تكون المعركة الاخيرة مع الاحتلال، أو ان القيادة ترى ان المصلحة تتطلب قلب الطاولة في وجه كل الاطراف؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة