الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 04:02

حماس وإسرائيل:من ابتلع الطعم؟ /بقلم:حلمي النمنم

كل العرب
نُشر: 23/07/14 08:03,  حُتلن: 08:11

حلمي النمنم في مقاله:

في النهاية فإن الذي يدفع الفاتورة كاملة هم المواطنون الفلسطينيون في غزة

حماس هي الأخرى في وضع يجعل خوض الحرب هو البديل الوحيد أمامها، الأزمات الاقتصادية تخنقها منذ قيام القوات المسلحة المصرية بدك الأنفاق على الحدود فى رفح

بالنسبة لنا كمصريين سوف تبقى حدودنا مع غزة، مصدر خطر وتهديد، ما لم يتحقق السلام وتقم الدولة الفلسطينية، وهذا ما يجب أن نعمل عليه وندفع بقوة نحو إقامة تلك الدولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

في الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلىي على غزة، راج تحليل مفاده أن إسرائيل استدرجت حماس إلى القتال وأن حماس ــ لسذاجتها ــ ابتلعت الطعم، ولا أعرف من الذي استدرج الآخر ومن الذي ابتلع الطعم، إسرائيل أم حماس؟ لأن كلاً منهما كان يريد الحرب وسعى إليها، وكل من الطرفين لديه دوافعه الذاتية، إسرائيل أرادت أن تشن هجوماً ساحقاً على غزة، فيهرع العالم إليها طالباً وقف القتال، فتفرض شروطها، لتأمن جبهة غزة، على غرار ما حدث مع حزب الله سنة 2006، حيث توصلت إلى تعهدات بمقتضاها لم يعد جنوب لبنان ولا حزب الله مصدر تهديد لها.

إسرائيل تريد شيئاً من هذا مع غزة، يضمن عدم إطلاق الصواريخ عليها، صحيح أن الصواريخ لم توقع أى ضحية ولم تدمر حائطاً واحداً فى منزل لكنها تثير الهلع وتفقد سكانها الشعور بالأمن، وتلك قضية ليست هينة بالنسبة للإسرائيليين، ورأت إسرائيل أن الظروف مواتية لها، العالم العربي في أسوأ حال، العراق مهدد بالتقسيم وحرب داعش، سوريا لديها ما هو أصعب وأعقد، لديها حربها أو حروبها الداخلية، إيران منشغلة في سوريا وفي العراق، وتحاول استرضاء الغرب والولايات المتحدة تحديداً من أجل المفاوضات حول مشروعها النووي، الولايات المتحدة منشغلة بانتخابات الكونجرس والرئيس أوباما في وضع لا يسمح له بممارسة أى ضغط على إسرائيل، وفي مصر لم تنجح حماس إلا في تقديم نفسها كعدو لغالبية المصريين، وتصور فريق منا أن حماس هي فلسطين وذلك خطأ فادح.

حماس هي الأخرى في وضع يجعل خوض الحرب هو البديل الوحيد أمامها، الأزمات الاقتصادية تخنقها منذ قيام القوات المسلحة المصرية بدك الأنفاق على الحدود فى رفح، وهذه الأنفاق كانت تضخ شهرياً إلى حماس ما بين 30 و70 مليون دولار، وبسبب ذلك لم تعد قادرة على دفع رواتب الموظفين والعاملين، الأمر الذي أدى إلى تآكل هيبتها وشعبيتها فلم تعد قادرة على أن تقدم شيئاً للمواطنين، مما دفع إلى بروز بعض التنظيمات المنافسة والأكثر تشدداً داخل غزة ولديها القدرة على جذب الشباب أكثر، ولعل هذا ما اضطرها إلى قبول المصالحة مع الرئيس أبومازن وتشكيل حكومة وطنية، مما يعني فتح الباب أمام منظمة التحرير للعودة ثانية إلى غزة، عودة مظفرة تطيح في النهاية بحماس ومن ثم راحت حماس تستفز إسرائيل أو تترك التنظيمات الأخرى تفعل ذلك، وقد فعلت والنتيجة النهائية أن وقع الهجوم على غزة، وتحقق لكل طرف ما يريده، وراحت حماس تطلق الصواريخ بكثافة، دون أي إصابات وبدا لبعضنا أنها تعطي المبرر لإسرائيل لمزيد من الهجمات وحصدت إسرائيل المساندة التامة من أوباما، ولكن حماس بهذه الصواريخ تقدم زاداً معنوياً للمواطنين في غزة ولأنصارها خارج غزة، وبدا وكأنها تستفز إسرائيل أكثر لمزيد من الغارات فتثير الرأي العام ضدها ــ أي إسرائيل ــ خاصة في بلاد الغرب وفي المجتمع العربى كذلك.
في المقابل وجدت إسرائيل المبرر الذي تريده، وفي النهاية فإن الذي يدفع الفاتورة كاملة هم المواطنون الفلسطينيون في غزة.
على الأغلب لن يستمر الغزو الإسرائيلي طويلاً لغزة، لا إسرائيل تحتمل ذلك ولا حماس أيضاً، وسوف يتوقف الغزو وتحدث التهدئة أو الهدنة، لكن بانتظار انفجار جديد بعد عامين أو ثلاثة، وربما أقل من ذلك، حماس والجهاد تحدثتا عن إمكانية هدنة لعشر سنوات مع إسرائيل، أي الرغبة فى التعايش الآمن ومن ثم الاعتراف ــ الصامت ــ بإسرائيل لكن لن يكون هناك حل جذرى، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، دولة مستقلة ذات سيادة.

بالنسبة لنا كمصريين سوف تبقى حدودنا مع غزة، مصدر خطر وتهديد، ما لم يتحقق السلام وتقم الدولة الفلسطينية، وهذا ما يجب أن نعمل عليه وندفع بقوة نحو إقامة تلك الدولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

نقلاً عن "المصري اليوم"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة