الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 12:02

تساؤلات في ظل الحرب: دولتنا تخوض حربا ضد شعبنا/ بقلم: النائب عيساوي فريج

كل العرب
نُشر: 23/07/14 14:42,  حُتلن: 08:23

النائب عيساوي فريج في مقاله:

منذ اليوم الأول لخطف ومقتل المستوطنين الثلاثة ظهر الاختلاف الحاد بين الأقلية والأغلبية في إسرائيل ومن بعدها اشتد الفرق والتحرك بسبب اختطاف وحرق محمد أبو خضير حيا وتأتي الحرب على غزة لتؤكد صعوبة الموقف الذي نعيشه

المساحة الإلكترونية شكلت للأقلية العربية في إسرائيل مكانا للتعبير عن الغضب والاستياء وحتى إعلاء تصريحات ومواقف متطرفة بأعين الأغلبية لدرجة تصنيفها على أنها خيانة للدولة ومعادية له

بعد هذا التطرف كله كيف ستكون استمرارية الحياة بعد الحرب؟ هذا المصير المشترك والنسيج الاجتماعي في إسرائيل غير الواضح كيف سيكون شكله؟

تجارب المجتمع العربي داخل إسرائيل مع الحروب تختلف نوعيا مع باقي مواطني الدولة، موقفنا، مشاركتنا وواقعنا يعدان من أصعب المواقف في ظل ضوضاء الحرب، القتل والكراهية. منذ اليوم الأول لخطف ومقتل المستوطنين الثلاثة ظهر الاختلاف الحاد بين الأقلية والأغلبية في إسرائيل، ومن بعدها اشتد الفرق والتحرك بسبب اختطاف وحرق محمد أبو خضير حيا، وتأتي الحرب على غزة لتؤكد صعوبة الموقف الذي نعيشه!

في عهد التكنولوجيا وسهولة النشر والإعلان أصبحت هناك مساحة اكبر للتعبير عن الرأي تحت نظرة أنها مساحة آمنة وشرعية. شبكات التواصل الاجتماعي جعلت من الحديث بين مواطني الدولة تصريحات بدون نقاش، هتافات وتصريحات واخذ موقف حتى لو كان حادا وجارحا للطرفين وهذا يشمل سياسيين، وزراء ونواب، مواطنين عاديين، رجال دين وموظفين، طلاب جامعات وممثلي اطر اجتماعية. جراء هذه المساحة أصبح للأقلية العربية في إسرائيل مكان للتعبير عن الغضب والاستياء وحتى إعلاء تصريحات ومواقف متطرفة بأعين الأغلبية لدرجة تصنيفها على أنها خيانة للدولة ومعادية لها. وغير مساحة شبكات التواصل الاجتماعي توجد أيضا مساحة المظاهرات. وكذلك توجد مواقف عديدة عند الأغلبية التي تشعرنا بالعنصرية والكراهية.

لا اعلم إن كانت التصريحات الواضحة للبعض هي موقف أم انجرار وراء مشاعر، ولا اعلم إن كانت توجهاتنا وقت الحرب تبعدنا عن واقعنا أو أنها تكشف واقعنا، لا علم إذا كان هذا يسيء على استمرار حياتنا اليومية واختلاطنا بالأغلبية اليهودية أو انه يضيء ضوء احمر عند الحكومة ويقول لها يوجد شرخ في المجتمع الإسرائيلي.

سؤال المصير المشترك لمواطني الدولة العرب واليهود هو سؤال مركزي لا يفهم ضمنا مع مكانتنا السياسية وحق التعبير عن الرأي والهوية القومية، في وقت الحرب تحدث أيضا خسائر في الأرواح قرب المواطنين العرب، وفي نفس الوقت نحن عرب وننتمي للشعب الفلسطيني ويصعب علينا تقبل الظلم الموجود في غزة والضفة، بالإضافة إلى ذلك هناك الواقع الأقرب علينا وهو العنصرية والتحريض اتجاهنا داخل الدولة التي لا يخفيها شخص مثل وزير الخارجية ليبرمان "المحرض القومي".

سؤال بعد هذا التطرف كله كيف ستكون استمرارية الحياة بعد الحرب؟ هذا المصير المشترك والنسيج الاجتماعي في إسرائيل غير الواضح كيف سيكون شكله؟ هل المواقف التي نتخذها الآن ستؤثر على علاقتنا مع الأغلبية والحكومات؟ هل فعلا توجد مساحة للأقلية حتى وان اختلفوا بالرأي مع الأغلبية؟ فإذا بعد الحرب، وبعد هدوء المشاعر كيف ستكون الحياة؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة