الخطيب الشيخ موفق شاهين:
بتلك الكلمات وبهذه العبارات كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يفتتح خطب العيد بتسع تكبيرات والسر في ذلك عندما يستشعر العبد المؤمن أن الهم الذي يعتريه قد يكون كبيرًا فإن الذي يزيل الهم الله أكبر لأن الله أكبر من الهموم
غصَّ جامع عمر المختار يافة الناصرة صباح يوم الاثنين بالمصلين الذين حجوا من مختلف نواحي البلدة رجال وأطفال ونساء لأداء شعائر صلاة عيد الفطر السعيد، وذلك وسط أجواء رحمانية آمنة مطمئنة، روحانية دينية بهيجة مفعمة بالخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى وبريحان المحبة في هذا اليوم الفضيل.
وارتفعت الأصوات بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ملؤها اثار الفرحة والسرور على وجوه المصلين قبل أن تقام صلاة العيد وإلقاء خطبتها شاكرين الله على ما أتمه من نعمة صيام شهر رمضان المبارك وقيام لياليه، إلى دخول الإمام حيث أدى الجميع صلاة العيد وعقبها صعد الخطيب الشيخ موفق شاهين المنبر وألقى الخطبة وشنف أسماع المؤمنين بأروع الكلمات وبدأها بالتكبير وقال: "بتلك الكلمات وبهذه العبارات كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يفتتح خطب العيد بتسع تكبيرات والسر في ذلك عندما يستشعر العبد المؤمن أن الهم الذي يعتريه قد يكون كبيرًا فإن الذي يزيل الهم الله أكبر لأن الله أكبر من الهموم، اذا استشعر العبد المؤمن أن كربًا حل في ساحاته ولا بد أن الله أكبر ولا يفرج الكروب إلا الله".
وأضاف: "الله تعالى أكبر من أي علة لأن الله تعالى هو الذي يبتلي من يشاء متى يشاء كيفما يشاء إنه على ذلك قدير، وعندما يستشعر العبد المؤمن أن هناك فرحًا قد حل في ساحته فإنه يكبر وأنه يعلم أن الله تعالى أيضًا أكبر من الفرح ولا يتجاوز حدود الفرح في أدبٍ وأخلاق واحترام الاخرين ومراعاة مشاعر الاخرين فلا يحذف نفسه فيعلم أن الله أكبر، واذا شعر العبد المؤمن أنه عنده قوةً أو جولة أو نصًا مؤزرًا فإنه لا يفرح والله أكبر وليس صدفة أن النبي كان يفتتح خطب العيد كلها بتكبيرات تسعة ليعلم الانسان المؤمن بالذات إذا أصابه خير والله قادر على سلبه وإذا أصاب هم أو كرب فلا يقنط من رحمته لأنه قادر على تغييره بلمح البصر لأن الله على كل شيء قدير".
وتابع:" لذلك في ظل هذا العيد المبارك تارة نفرح وتارة نحزن، نفرح لأن العيد عطية من الله لنا فهو يوم الجائزة كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ومن حق الأطفال أن يفرحوا وكما قال الشاعر (وما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ) ولا أمل إلا بالله ((ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) والله عز وجل أخبر بعباده".
ثم ختم خطبته: "من الطرف الآخر يحزن المؤمن والمسلم بما يعتري أُمته من حروب سفك دم وتقتيل وتفرقة لا تبرر بقتل إنسان إلا بالحق كما شرع القرآن الكريم لأن الحرية هذه البشرية كلها مخلوق من نفس واحدة يا ليت البشر يتعلمون من روح الاسلام، الإسلام الحقيقي وليس الذي شوه وتشوه بصورته للأسف مهما كان من كروب وأزمات وحروب إلَّا أنه كما يقال المثل (الضربة التي تقصب ظهرك تقويه)".
بعد ذلك جرى تبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة في مشهد جميل من المحبة والتآخي والتارز قبل أن ينصرف الجميع للاستمتاع بلحظات سعيدة رفقة أفراد العائلة بالمناسبة الغالية متمنين من الله العزيز القدير وقبول صيامهم وقيامهم.
وبهذه المناسبة السعيدة تتقدم أسرة جامع عمر المختار يافة الناصرة باحر التهاني والتبريكات وأصدق الأمنيات وأن يعيده الله سبحانه وتعالى لم البشرية جمعاء بالخير والبركات وبالأمن والأمان والسلم والسلام فعيد مبارك سعيد وكل عام والجميع بألف خير.