الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 14:02

الأغنية الوطنية الفلسطينية في المعركة/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 29/07/14 11:31,  حُتلن: 18:11

شاكر فريد حسن في مقاله:

عبر مسيرة الثورة الفلسطينية الماجدة كان للأغنية الوطنية والسياسية الملتزمة الدور الكبير في نضالات شعبنا وانتفاضاته المتعاقبة ضد الاحتلال وموبقاته وممارساته التعسفية التنكيلية

 الأغنية الوطنية الفلسطينية شهدت تراجعاً في شعبيتها ودخلت في إجازة بعد توقيع إتفاق اوسلو لأن السلطة الوطنية الفلسطينية تعاملت مع هذه الأغنية كجزء من خطابها التعبوي السياسي والثقافي

تلعب الأغنية الوطنية والسياسية في معارك النضال الوطني، وتأجيج ثورات الشعوب ضد المحتلين والمستعمرين والمضطهدين، وفي زمن الحروب، دوراً نضالياً وتحريضياً مؤثراً وخلاقاً في شحذ واستنهاض وشحن الجماهير وتثويرها وإلهاب حماسها وتوجيه طاقاتها وجبروتها، وبث روح الصمود والمقاومة والأمل في نفوس المقاتلين والمناضلين. فهي أيقونة الثورة وبمثابة النبوءة الثورية الشعبية، وتشكل سلاحاً مهما في المعركة لأجل الإنتصار.

وعبر مسيرة الثورة الفلسطينية الماجدة كان للأغنية الوطنية والسياسية الملتزمة الدور الكبير في نضالات شعبنا وانتفاضاته المتعاقبة ضد الاحتلال وموبقاته وممارساته التعسفية التنكيلية، وكان لكلماتها القوية ونبراتها الحماسية الهادرة الأثر الهام في نفوس الشعب ومقاتليه. وقد ولدت هذه الأغاني الثورية الأصيلة المعبرة في الخنادق وسط المعارك، وإبان العدوان الصهيوني على الثورة والمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية في بيروت الصمود، التي لا تموت، وفي خضم الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية ضد المحتل، وكان لها إسهام في توثيق الأحداث التاريخية التي مرت على شعبنا المشرد ووطننا الفلسطيني المسلوب وحركة تحرره الوطني.

ولا نزال نردد ونحفظ عن ظهر قلب أغاني فرقة "العاشقين" و"الأرض" و"الميادين" و"أبو عرب"، وأناشيد مارسيل خليفة واحمد قعبور وخالد الهبر ومصطفى الكرد وجميل السائح ووليد عبد السلام، وسواهم من رواد أغاني الثورة والإلتزام السياسي الواضح، التي تحاكي الواقع، وجاءت تعبيراً حقيقياً عن الوجع الفلسطيني والحدث وتداعياته، وفيها الكثير من الصور والأحاسيس الوطنية التي تلهب حماس الجماهير الغاضبة المتمردة والثائرة، وتخاطب وجدانها، وتحفزها على المشاركة في عمليات المقاومة.

وفي الحقيقة أن الأغنية الوطنية الفلسطينية شهدت تراجعاً في شعبيتها ودخلت في إجازة بعد توقيع إتفاق اوسلو ، لأن السلطة الوطنية الفلسطينية تعاملت مع هذه الأغنية كجزء من خطابها التعبوي السياسي والثقافي، فتم إنتاج أغاني تتماشى وتساير المرحلة ومع السلام والحب والأمل والتعايش المشترك. ولكن هذه المرحلة الضبابية لم تدم طويلاً، وسرعان ما شهدت الأغنية الوطنية مع انتفاضة الأقصى عودة قوية واحتلت مساحة كبيرة في الإذاعات والفضائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية، وظهرت أعمال غنائية وطنية عبرت وجسدت روح هذه المرحلة بكل تفاصيلها وملامحها.

واليوم، وفي خضم الحرب الإجرامية العدوانية الدائرة في غزة بين المقاومة الوطنية الفلسطينية وبين قوات الغزو الإسرائيلي ، تغيب أغاني الحب والغرام، وأغاني الخلاعة الاستعراضية والاستهلاكية التجارية الهابطة، وتسطع من جديد أغاني الوطن والثورة والالتزام، أغاني النهج الثوري التقدمي، أغاني فيروز، ومارسيل خليفة، وأبو عرب، والعاشقين، وأحمد قعبور، وريم بنا، وأمل مرقص، وغيرها من الأغاني التي تبث وتزرع الأمل، وتعمق الانتماء، وتصون الهوية، وتثير المشاعر الوطنية ، وتهز الوجدان الفلسطيني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة