الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 11:01

كيف نعتني بأسنان أولادنا ونقنعهم أن الطبيب لا يخيف؟/ د. سليمان حسن يحيى

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 31/07/14 15:45,  حُتلن: 21:44

د. سليمان حسن يحيى:

هنالك ضرورة دائمة لتنظيف لثة طفلك بعد كل رضاعة

عدم استخدام أسلوب التخويف من طبيب الأسنان هو خطوة هامة تساعد الطفل على تقبل زيارة طبيب الأسنان

استعمال القسوة تعتبر إحدى الطرق العلمية للتعامل مع الطفل داخل عيادة الأسنان وذلك في حالات معينة يحددها الطبيب

 طبيب الأسنان الوحيد الذي يستطيع تحديد نوع المعاملة التي يجب أن يعامل بها هذا الطفل لتهيئته لتقبل العلاج وذلك حسب نوعية ‏الطفل وردة فعله

‏تعود ردود الأفعال من ملاقاة طبيب الأسنان إلى أسبابه كثيرة بالنسبة لعامة الناس مثل الوراثة والبيئة والنمو الجسمي ‏في تصرف الطفل وفلسفتهم في تربية أبنائهم

يجب معرفة تأثير الأدوية والحذر عند ممارسة الرياضة والاهتمام بمشاكل المعدة وعدم استعمال الأسنان إلا عند مضغ الطعام ومراجعة طبيب الاسنان بتكرار تلك خطوات هامة للحفاظ على الأسنان

أوضح الدكتور سليمان حسن يحيى الإختصاصي في طب الأسنان في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب بأن العناية بأسنان الأطفال تبدأ منذ الولادة من خلال العناية باللثة ونظافة الفم، وذلك بعد تناول الطفل لطعامه. وبدءً من عمر الـ 6 أشهر تبدأ الأم بغسل الأسنان بفرشاة صغيرة مبلولة بالماء، وعندما تكتمل الأسنان في عمر السنتين، يتم استعمال الفرشاة ومعجون الأسنان، وبعد عمر الـ4 سنوات يبدأ الطفل بالاهتمام بأسنانه بنفسه.


د. سليمان حسن يحيى

شدّد الدكتور سليمان يحيى في الوقت نفسه على أهمية الاهتمام بصحة الأسنان، كما نصح في حال عدم ظهورها خلال 8 أشهر الأولى من حياة الطفل، بمراجعة طبيب الأسنان. وفي أول زيارة للطبيب، ذكر الدكتور سليمان يحيى أهمية كسر الحاجز النفسي بين الطفل والطبيب وتعريفه بالجو الموجود في العيادة. مشيرا إلى أن من أبرز الأسباب في تأخّر نموّ الأسنان عند الأطفال: الوراثة، نقص في الفيتامينات والكالسيوم.

وأشار الدكتور سليمان يحيى إلى مشكلة تسوّس الرضاعة الذي يعود سببه إلى إعطاء الطفل عصيراً سكّرياً قبل النوم، حيث نصح بالاكتفاء فقط بإعطاء الماء للطفل قبل النوم وغسل أسنانه.

موقع العرب يطرح مجموعة من الأسئلة على الدكتور سليمان يحيى لنبحر واياكم في ملف كيفية العناية بأسنان أولادنا. 

موقع العرب: في أي سن بالتحديد تستطيع الأم أن تبدأ العناية بأسنان طفلها؟

د. يحيى: هناك من يعتقد للأسف الشديد إلى أن العناية بصحة الفم والأسنان للأطفال تبدأ عند بداية ظهور الأسنان لديهم، وهذا بالطبع خطأ كبير، لأن العناية بالأسنان يجب أن تتخذ اتجاهين:

‏أولا: العناية ببناء الأسنان وتشكيلها.

‏ثانيا: العناية بنظافة الأسنان منذ بداية بزوغها وسلامة بقائها لأطول مدة ممكنة.

‏أما بالنسبة للجانب الأول وهو بناء الأسنان، فإن الأم هي المسؤولة الأولى عنه، ولعلها يجب أن تبدأ هذا الاهتمام منذ البداية  ذلك بضرورة الاهتمام بغذائها جيداً أي يجب أن تتناول طعاماً متوازناً وصحياً ومتنوعاً ‏يشتمل على كافة العناصر الغذائية وأن يحتوي ‏على الفواكه الطازجة والخضار والحليب والزبدة والمياه المعدنية والفيتامينات التي يجب أن تدخل الجسم إما عن طريق الغذاء أو الدواء، لأن تشكل الأسنان اللبنية منذ الشهر الرابع داخل الرحم وتستمر عملية تكوينها، فتبدأ أسنانه الأولى أو الأسنان اللبنية في البزوغ من خلال اللثة وهي القواطع الوسطى السفلية، تليها القواطع الوسطى العلوية، وبالرغم من أن جميع الأسنان اللبنية والبالغ عددها 20 ‏سنا عادة ما يكتمل ظهورها حتى عمر ثلاث سنوات تقريبا، ويكون الطفل بذلك قد وصل إلى مرحلة الانتهاء من تشكيل جذور الأنياب، وعند ولادة الطفل تبدأ الأسنان الدائمة في التشكل إلى أن يصل الإنسان إلى عمر 25 ‏سنة حيث تتشكل جذور الرحى الثالثة (ضرس العقل). من هنا فإنني أؤكد وأنصح الأمهات بضرورة الاهتمام بغذاء الطفل وتنويعه والاهتمام بنظافة أسنانه وتعويده على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري لمتابعة حالة صحة فمه وأسنانه أولا بأول.

موقع العرب: متى تتكوّن أسنان الأطفال ويبدأ تنظيفها؟

د. يحيى: كما ذكرت سابقا تبدأ أسنان الأطفال في التكون قبل الولادة، وفي وقت مبكر لا يتعدى الشهر الرابع من عمر الطفل، إلا أنها تختلف في سرعة وترتيب بزوغها، من هنا يجب أن تبدأ العناية بصحة الفم بعد ولادة الطفل بفترة وجيزة، ويجب تنظيف اللثة بعد كل رضاعة، يمكنك بدء غسل أسنان طفلك بالفرشاة بمجرد ظهورها .

هنالك ضرورة دائمة لتنظيف لثة طفلك بعد كل رضاعة، وذلك بمسح اللثة بقطعة من القماش أو الشاش النظيف والرطب، وعلى الأهل تنظيف أسنان أطفالهم بالفرشاة يومياً باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومبتلة وكمية قليلة من معجون أسنان فلور لا تتعدى حجم حبة البازلا، إذا تطلب الأمر إعطاء طفلك زجاجة الرضاعة عند القيلولة أو النوم ليلا، فيجب عدم ملء الزجاجة بالطيب الطبيعي أو الصناعي أو العصائر وذلك لمنع النخر المبكر لأسنان الطفل، قد يوصي طبيب أسنانك بعمل جلسات علاج بالفلورايد على فترات منتظمة من أجل تقوية المينا ومقاومة النخر.

 موقع العرب: هنالك الكثير من ردود الفعل لدى الاطفال من زيارة عيادات طب الاسنان واهمها الخوف، القلق، المقاومة والخجل، ما هي الأسباب، وما نصائحك في هذا المجال؟

د. يحيى: ‏تعود ردود الأفعال هذه إلى أسبابه كثيرة، بالنسبة لعامة الناس، فمثلاً الوراثة والبيئة والنمو الجسمي ‏في تصرف الطفل، وفلسفتهم في تربية أبنائهم، ‏كل هذه الأمور تدخل في تحديد أسلوب التعامل الذي يجب أن يتبعه الطبيب ويجب أن يعلم الأهل أن طبيب الأسنان الوحيد الذي يستطيع تحديد نوع المعاملة التي يجب أن يعامل بها هذا الطفل لتهيئته لتقبل العلاج. وهناك طريق عديدة ومختلفة للتعامل، حسب نوعية ‏الطفل ونوعه وردة فعله، وأن هذا الطبيب ‏مدرب على الطرق الصحيحة العلمية داخل العيادة وليس حسب مزاجه الشخصي كما يعتقد البعض، فالمطلوب من الأهل تسهيل عمل طبيب الأسنان، لما فيه من مصلحة للطفل.

موقع العرب: ما الخطوات التي تساعد الطفل على تقبل زيارة طبيب الأسنان دون خوف؟

د. يحيى: بالتأكيد أولا وقبل كل شيء، عدم استخدام أسلوب التخويف من طبيب الأسنان، حيث يجب إظهاره بصورة الصديق الذي سيقوم بإصلاح أسنان الطفل لتبدو بمظهر جيد، علما أنه يتوجب عدم التدخل في طريقة معاملة الطبيب للطفل حتى إذا اضطر لاستعمال القسوة ويجب الامتثال لما يقوله الطبيب لأن هدفه مصلحة الطفل واتمام علاجه، حيث إن استعمال القسوة تعتبر إحدى الطرق العلمية للتعامل مع الطفل داخل عيادة الأسنان، وذلك في حالات معينة يحددها الطبيب.

كما وهنالك أهمية بالغة لتعويد الطفل على زيارة طبيب الأسنان من عمر السنتين ونصف حتى ‏في حال عدم وجود حاجة لمعالجة أسنانه لأن هذه الزيارات لها تأثيرا ‏كبيرا، حيث يتعود الطفل على زيارة العيادة ويزول الخوف منه، وكذلك فإن هذه الزيارات المبكرة تفيد في التأكد من سلامة الأسنان ولإعطاء الأم الإرشادات اللازمة لكي تحافظ على أسنان طفلها، وفي النهاية يجب أن نعمل جميعاً ليكون طبيب الأسنان صديقاً للطفل، وليس أداة لتخويفه.

موقع العرب: هل لك ان تقدم لنا أهم عشر وصايا للحفاظ على صحة الأسنان؟

د. يحيى: نعم بالتأكيد وإليكم أهم عشر نصائح للحفاظ على صحة الأسنان:

1-أحسن استعمال فرشاة الأسنان، وجّه رأس الفرشاة نحو لثتك بزاوية 45 درجة وحركها برفقة ضربات قصيرة. بدل يديك عند الفرك بين حين وآخر لكي تتمكن من تنظيف كل سن من أسنانك. مارس ذلك لمدة ثلاث دقائق على الأقل.

2- خفف من تناول الأطعمة المؤذية للأسنان مثل حبوب الفوشار (بوب كورن) والسكاكر المجمدة ومكعبات الثلج، فهذه يمكنها جميعاً إحداث شقوق بأسنانك. كذلك اقتصد في شربك للأشربة التي تحتوي على الحمض الكربوني ( وهو المادة التي تعمل على إيذاء ميناء الأسنان ) ولا تسرف في شرب القهوة والشاي الذين يسببان اصطباغ الأسنان.

3- نظف أسنانك بصورة متكررة بخيط التنظيف. إذا كنت لا تستعمل خيط تنظيف الأسنان إلا بين الحين والحين أو إذا كنت لا تستعمله أبداً، فإنك تتغاضى عن تنظيف 30 % من المساحة السطحية لكل سن وتخلق على أسنانك اللويحات التي تتحول في نهاية الأمر إلى قلح (tartar ) صلابته صلابة الصخر. استعمل خيط التنظيف مرتين يومياً على الأقل ولكن برفق.

4- لا تستعمل أسنانك إلا لمضغ الطعام. إن العض على الأجسام الصلبة في محاولة لنزعها بالأسنان، وكذلك كسر البندق والجوز واللوز وما شابهها بالأسنان، جمعيها تسبب تشقق ميناء الأسنان أو نزع الحشوات أو خلخلة التيجان المركبة.

5- امتنع عن التدخين، إذ أن المدخنين أكثر من غيرهم معرضون للإصابة بآفات لثات الأسنان وذلك بمقدار أربعة أضعاف. دخان السجائر قد يسبب الإصابة بسرطان الفم. (الموضوع هو نسبي، متل أخطار الإصابة بسرطان الرئة من الدخان، يعني لتخلية المسؤولية،  لكن على المدى الطويل الموضوع شبه مؤكد).

6- أوقف الطن والصرف بأسنانك. إن الحك الليلي بالأسنان (bruxism ) يسبب على الأسنان ضغطاً مقداره مائة كليو غراما على كل 2 سم2 منها وذلك يمكن أن تسبب بعض انخساف للثة ويسرع حدوث آفات ما حول السن، إذا كنت تستيقظ من النوم مصاباً بآلام في العنق أو الفك أو بين الحين والحين بصداع بسبب هذه العادة، فراجع طبيب أسنانك الذي قد يرشدك إلى أداة واقية.

7- اعرف الآثار الجانبية للأدوية. إن حوالي (400) من العقاقير الطبية يمكن أن تحث تأثيراً غير مباشر على صحة أسنانك. فعلى سبيل المثال إن الأدوية الموصوفة طبياً لمعالجة الكآبة والحساسية والقلق يمكن لها إبطاء إنتاج اللعاب بالفم، مما يعرقل قدرته على إبعاد الجراثيم الضارة.

8- لا تتجاهل مشاكل المعدة. فهذه إذا ما تركت بدون علاج، يمكن أن يكون لها تأثيرا سلبيا على أسنانك ولثتك. مثلا إن متلازمة الجزر المعوي يمكن أن يسبب عادة الأحماض الهضمية عبر المريء إلى الفم، مما قد يذيب ميناء الأسنان وكذلك قد يجذب الجراثيم الضارة إلى اللثة.

9- مارس الرياضة بحذر، إذا كنت تمارس رياضة عنيفة كالملاكمة، فلا تنسى أن تضع على أسنانك الأداة الواقية وبخاصة إذا كنت تمارسها للمرة الأولى، أو كنت تضع في فمك جسوراً سنية أو رباطات معدنية.

10- راجع طبيب الأسنان مرتين كل عام، واعهد إلى طبيب الأسنان أن ينظف أسنانك ويفحصها كل ستة أشهر.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة