الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 18:02

رفعنا الراية الحمراء/ بقلم: عادل جميل زعبي

كل العرب
نُشر: 09/08/14 16:24,  حُتلن: 20:02

أمنا
رفعنا الراية البيضاء
جردنا قلوب الناس من أسماء من مروا
ومن عادوا برايات فضاء الروح يحميها
ومن كان على قاماتنا نذر
وظل النور يدهمها فيرويها

أمنا
رفعنا الراية البيضاء
ارث العز تذروه رياح الحزن
والتاريخ
إذ كنا سماء ترقب الأفاق
أمال تتوجها دم الأعناق
كنا الروح في ذرات هذا العرق
في صلوات طائرنا
وفي مساكب وجه الشرق
إذ بخضر فيه الساق

أمنا
رفعنا الراية البيضاء
قصفنا القلب من خفقات طائرنا
ومن لثغات أكرة بابنا المنسي
لممنا الضوء من نظراتنا الأولى
ومن عتبات شيخنا ألامي
هل سقطت عكاز الفتى الأتي
ليحملنا الى اخضرار الجذر في ذبول الكلمات

أمنا
رفعنا الراية البيضاء
قد نمشي بلا ارث وقد نسهو
ولكن شوكة الماضي تخز بطانة العرش
تذر رماد أسلافي
تقض هدأة الرمش
وتلقيني كما أيوب في النعش بلا نعش

أمنا
رفعنا الراية البيضاء
أنخن الجرح فوق وسادة الأيام
شيعنا صهيل جوادنا المذبوح
وألمنا رحيل الروح من خفقات طائرنا
وأكملنا خطى الماضين نحو سماءنا المسقوفة بالنسيان

أمنا
ودخنا أمانينا
أضعنا طفولتنا واحرقنا خطا فينا
هل أنسى
أتنسينا الراية البيضاء اذ تعلو
أتنسينا هوى فينا
هوى للشرق
للموروث من عقم
للموروث من الم
للموروث من ندم
من غد تعلق فينا إن شئنا وان أبينا
سيعلو طائر ألفينيق
يمضي نحو حقولنا الخضراء
يرش حواسنا بالماء
يعد لطفولتنا الطريق
سيعلو طائر ألفينيق

امنا
رفعنا الراية الحمراء
بستان ونافذة غدا أتي
وردة للروح حين تضيء
نافذة لوجودنا المنسي
بردية لسماء طائرنا
إذ يضج به الفضاء
إذ سيرسمنا اخضرار في وجوه الآخرين

أمنا
رفعنا الراية الحمراء
دمنا يلج الحكاية
من البداية للنهاية
دمنا احتضار الآخرين
دمنا الهداية
دمنا الطريق
دمنا الرصيف
خطا تعود
أحجار وادينا انتظار
روح تقود الروح للحلم البعيد
أشجار وادينا نشيد
دمنا يصب نهاره الموعود
كلثغة الطفل الوليد

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة