الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

هل هناك اتفاق تهدئة في الافق؟ /بقلم: د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 10/08/14 14:36,  حُتلن: 08:00

د.هاني العقاد في مقاله:

لم تترك اسرائيل المقاومة الفلسطينية تختار سوى استكمال المعركة حتى النصر او الاستشهاد وتحقيق ما يطمح له الشعب الفلسطين

حجم الدمار الذي خلفته المعركة الاولى قبل هدنة التفاوض على طلبات المقاومة حتم على المقاومة الثبات عند موقفها والمضي قدما في احد الخيارات اما تحقيق طلبات الفلسطينيين او الاستمرار بالمعركة 

عادت المعركة بوتيرة مختلفة بعد توقف ثلاثة ايام تفاوض فيها وفد فلسطيني موحد بوساطة المخابرات المصرية على طلبات فلسطينية كانت قد اقرت قبل ذلك في اتفاقية مع السلطة الفلسطينية لذا فهي طلبات وحقوق اقرت من قبل في الاتفاقيات السابقة وصادرتها اسرائيل بفعل القوة المسلحة ولم تكن هذه طلبات مستحدثة

يمكن القول أن هناك اتفاق تهدئة في الافق حتى لوكان بعد ايام او اسابيع او بالحد البعيد جدا شهور بوساطة مصر او بسعي اقليمي ودولة عبر الهيئات الاممية قد تقبل فيه اسرائيل رفع الحصار عن غزة ضمن مراقبة دولية مشددة وتقبل بإنشاء ميناء بحري في غزة ومطار تحت الرقابة الالكترونية الاسرائيلية والرقابة الدولية المباشرة 

لم تترك اسرائيل خيارات متعددة امام الفلسطينيين فإما ان يستمروا في المعركة او يتراجعوا بعد النصر وهذا غير ممكن فإسرائيل لا تريد دفع ثمن الحرب والدم والدمار في القطاع برفع الحصار وفتح المعابر والسماح بأعمار قطاع غزة المهدم وانشاء الميناء البحري والمطار و الممر الامن للضفة الغربية ليتواصل الناس ويعيشوا حياة البشر، ولم تترك اسرائيل المقاومة الفلسطينية تختار سوى استكمال المعركة حتى النصر او الاستشهاد وتحقيق ما يطمح له الشعب الفلسطيني ، وبذلك تكون قد توافقت هذه المقاومة مع طموح الشعب الفلسطينيين وتطلعاته وايمانه أن الوطن لن يحرر الا بالبنادق ولن تحرره الا السواعد القوية ، فحجم الدمار الذي خلفته المعركة الاولى قبل هدنة التفاوض على طلبات المقاومة حتم على المقاومة الثبات عند موقفها والمضي قدما في احد الخيارات اما تحقيق طلبات الفلسطينيين او الاستمرار بالمعركة ، لان المعركة الان اصبحت معركة المصير الفلسطيني والمعركة تتطلب من المقاومة الضغط على اسرائيل لتفهم ان كل قوتها لن تهزم المقاومة ولن تدفعها للتراجع عن استراتيجية التحرير واقامة الدولة.

عادت المعركة بوتيرة مختلفة بعد توقف ثلاثة ايام تفاوض فيها وفد فلسطيني موحد بوساطة المخابرات المصرية على طلبات فلسطينية كانت قد اقرت قبل ذلك في اتفاقية مع السلطة الفلسطينية لذا فهي طلبات وحقوق اقرت من قبل في الاتفاقيات السابقة وصادرتها اسرائيل بفعل القوة المسلحة ولم تكن هذه طلبات مستحدثة ، عادت المعركة على شكل استنزاف على اعتقاد إسرائيلي أن سلاح المقاومة يمكن نزعه بهذه الطريقة ، وهذه المرة يدرك الجميع انها حرب استنزافية قد تطول فلا حاجة للهرولة نحو تعميقها ورفع وتيرتها منذ الساعات الاولى لانتهاء التهدئة ، وهنا تحاول المقاومة الحفاظ على مستوي معين من النار والاشتباك العسكري ولهذا معني في المحفل السياسي ان عدم الهرولة الى المعركة من جديد يعني تلبية رغبة الطرف المصري بتهدئة نسبية غير معلنة لتسهيل مجريات الامور في القاهرة كإشارات ايجابية من المقاومة تستخدمها مصر في ترطيب اجواء المعركة التفاوضية وسحب زريعة اسرائيل بالادعاء انها لن تفاوض تحت النار ، ومع كل هذا يظهر سؤال وحيد على مساحة العناوين الاخبارية والتحليلات السياسية هل هناك اتفاق تهدئة في الافق ..؟
استطيع القول نعم سيكون هناك اتفاق سواء بالرعاية المصرية او حتى عبر نقل الملف بسعي مصري و اقليمي و دولي بالكامل للأمم المتحدة وهذا سيحدث مهما طالت المعركة او قصرت ،اشتدت او خفت وتيرتها وصلت الى مرحلة التدمير الشامل او احتلال اجزاء من غزة كما تدعي اسرائيل وتلوح فإن المعركة لن تنتهي الا باتفاق تهدئة يقبله الفلسطينيين كل الفلسطينيين دون استثناء لهذا فإن البحث الفلسطيني عن اتفاق مشرف يعيد الحقوق التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي بممارساته العنصرية يعتبر عنصر من عناصر نجاح واستمرار أي اتفاق ، فالوفد يتحدث بإسم الكل الفلسطيني ويقول كلمة لها حساباتها المستقبلية وعليها سيبني الساسة الفلسطينيين استراتيجية الحل النهائي وعلى قاعدة الاتفاق المتوقع يتوجب توفر ضمانات فلسطينية ودولية كبيرة لعدم تكرار اسرائيل خرق هذه الاتفاقات واستخدام القوة العسكرية مرة اخري كنزعة ارهابية عدائية لتبقي الشعب الفلسطيني تحت الوصاية الاسرائيلية ، والضمانات الفلسطينية اعتقد انها هامة وهي سلاح المقاومة بكافة تشكيلاته الذي سيواجه أي اختراق اخرق لأي اتفاق تهدئة طويل الامد ،فقد جرب الفلسطينيين اسرائيل بضامن دولي فقط في اتفاقيات عدة منها اتفاقية السلام (اوسلوا) بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل وعادت عن هذه الاتفاقية واجتاحت وحاصر الضفة الغربية وقتلت الرئيس ابو عمار وحاصرت غزة وقتلت ابنائها ودمرت احيائها على مدار عدة حروب.

يمكن القول أن هناك اتفاق تهدئة في الافق حتى لوكان بعد ايام او اسابيع او بالحد البعيد جدا شهور بوساطة مصر او بسعي اقليمي ودولة عبر الهيئات الاممية قد تقبل فيه اسرائيل رفع الحصار عن غزة ضمن مراقبة دولية مشددة وتقبل بإنشاء ميناء بحري في غزة ومطار تحت الرقابة الالكترونية الاسرائيلية والرقابة الدولية المباشرة ، دون الاهتمام بتاريخ معين ينهي هذه الرقابة ويكون فيه الفلسطينيين احرارا في معابرهم ومطاراتهم وموانئهم حتى في ظل الحل النهائي ، نعم قد ندفع دم جديد ودمار جديد مقابل اتفاق يبقي سلاح المقاومة دون مساس ، دون ذلك لن نحقق كفلسطينيين ما يطمح اليه الشعب ولن تأتي اسرائيل بقدميها الى اتفاق يعيد الحقوق التي سلبتها اسرائيل بالقوة الاحتلالية دون ضغط فلسطيني فاعل يستنفذ خطط وحملات اسرائيل العسكرية وخاصة ان الضغط الدولي الرسمي الحقيقي في غياب كامل ولا يرغب في الوقت الحالي اجبار إسرائيلي إنهاء هذه الحرب مبكرا باتفاق هدنة طويلة الامد تحقق فيه للفلسطينيين كافة طلباتهم التي تساوي بين الشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى في العيش الامن والاستقرار والتواصل الحر مع باقي شعوب العالم. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة