الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 12:01

هل "إسرائيل" أكثر أمنا بعد الحرب على غزة ؟/ بقلم: محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 13/08/14 16:54,  حُتلن: 11:04

د. محمد خليل مصلح في مقاله:

المستوطنون يخافون من تساقط الصواريخ والأنفاق

حماس استطاعت أن تكشف ضعف وهشاشة دولة الاحتلال عندما تفقد القوة الفاضة لجيشها أمام استراتيجية الأنفاق

 سترفع المقاومة من درجة التصعيد وستكشف عن أسلحة جديدة لم تستخدم بعد وعن خطط واستراتيجيات وعمليات ستفاجئ العدو

حكومة الاحتلال تكافح ألا تتسرب الهزيمة لنفسيتها ولمستوطنيها فهي تتصرف وكأنها تتحكم بقواعد اللعبة وإدارة المعركة في تجاهل واضح للواقع

لا أعرف أي قيادة تلك التي تدير معركتها وهي منشغلة بالبحث عن أي نصر وهمي لتضليل الرأي العام لدولة الاحتلال؛ نتنياهو وقيادة جيش الاحتلال وأركان حكومته منشغلون بمعاركهم الشخصية معارك تنصب تتصيد أخطاء بعضها؛ يدور اليوم معركة واتهامات داخلية حول من يقف وراء تريب التقرير المتعلق بالحرب البرية واحتلال غزة والتي كشفت خبايا التفكير الاستراتيجي لقيادة دولة الاحتلال، وكيف هي التقديرات؛ والتي انكشافها يضر بإدارة الحرب على قطاع غزة، والسيناريوهات المحتلة في حالة استمرار الحرب ما يضيق الخناق بالمناورة لقيادة الجيش ويفضح كيف تدار جلسات الكابينت؛ في بيئة من الشك والريبة والقلق وعدم الثقة والتردد ما يخدم المقاومة الفلسطينية ويعزز الثقة في صفوفها؛ خاصة عندما تعترف مصادر وتصرح بقولها "نحن لم نعد نتحكم بقواعد اللعبة، وحماس لا تفكر حسب توقعاتنا " عاموس يادلين"، "الحرب لم تنجز أهدافها ونحن لا يمكننا أن نقضي على قدرة حماس العسكرية في هذه الحرب ونحن نخوض حرب استنزاف"؛ ينتظر قوات الاحتلال خيارات صعبة؛ خطاب المقاومة تصعيدي لا يسمح لدولة الاحتلال استغلال الوقت؛ فهي تضع سقفا زمنيا للمفاوضات على التهدئة؛ لا تلعب حسب قواعد اللعبة الاسرائيلية في المفاوضات باستنزاف جهود المقاومة واستعداداتها على طريقة أوسلو والسلطة؛ سترفع المقاومة من درجة التصعيد وستكشف عن اسلحة جديدة لم تستخدم بعد وعن خطط واستراتيجيات وعمليات ستفاجئ العدو.

الإحباط والخوف في صفوف المستوطنين
المستوطنون يخافون من تساقط الصواريخ والأنفاق، دولة الاحتلال لا تستخف بتهديدات حماس بقصف المدن الإسرائيلية والقواعد العسكرية؛ التصريحات الأخيرة بعد انهيار الهدنة الإنسانية؛ بأن سقف الرد سيرتفع إذا عادت حماس لإطلاق الصورايخ على دولة الاحتلال، يعكس هذا الخوف والقلق من العودة الى مناطق الغلاف الجغرافي؛ المستوطنون لا يثقون بالجيش، كذبت عليهم عندما تحدثت عن عودة الهدوء للمستوطنات والمدن المحاذية لقطاع غزة .

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدولة الاحتلال: "إنه تم تعزيز القوات التي تقوم بحماية التجمعات السكنية في المنطقة القريبة من الحدود الدولية بين إسرائيل وقطاع غزة مؤكداً أن الجهات الأمنية المختصة تعمل بصورة حثيثة على توفير حلّ تكنولوجي لإبطال التهديدات الناجمة عن أنفاق الإرهاب"؛ حكومة الاحتلال تكافح ألا تتسرب الهزيمة لنفسيتها ولمستوطنيها؛ فهي تتصرف وكأنها تتحكم بقواعد اللعبة وإدارة المعركة في تجاهل واضح للواقع؛ اوري سافير المفاوض الإسرائيلي في أوسلو "تعتبر إسرائيل إحدى الدول الرائدة من الناحية العسكرية لكنها غير قادرة على مجموعة تتألف من 20 ألف من المقاتلين الذين نجوا تحت أرض قطاع غزة"، الوزير من حزب اسرائيل بيتنا عوزي لانداو "إذا اوقفنا العملية العسكرية على قطاع غزة فان قوة الردع الإسرائيلية ستنهار كليا". عندما تسقط المفاوضات في متاهات المراوغة والمماطلة تنقلب القاعدة يتراجع المفاوض للمقاوم، وهذا ما يجري اليوم مع دولة الاحتلال المقاوم يسقط مؤامرة التفاوض؛ فما لا يؤخذ بالحوار يؤخذ بالقوة وملا يؤخذ بالقوة يؤخذ بمزيد من القوة"؛ لم تنجح دولة الاحتلال والمحور الإقليمي المعادي للمقاومة استنزاف المفاوض الفلسطيني لمصلحة جوهر المطلب الاسرائيلي تجريد سلاح المقاومة والعودة إلى اتفاق أوسلوا الذي يسمح بحيازة اسلحة خفيفة فقط؛ والعمل تحت مظلة الخطة الاسرائيلية لا مفاوضات تحت تهديد السلاح، ووهم القوة الاسرائيلية وحدودها؛ مع إدراك كل الاطراف ان العودة لنقطة الصفر مستحيلة من قبل المقاومة وان تحالفات المنطقة المعادية للمقاومة لن تتمكن من تغيير الواقع العسكري للمقاومة؛ حماس استطاعت أن تكشف ضعف وهشاشة دولة الاحتلال عندما تفقد القوة الفاضة لجيشها أمام استراتيجية الأنفاق؛ من يستطيع الإدعاء من المؤسسة الأمنية والسياسية أن "اسرائيل" بعد أن فقدت هيبتها كجيش ودولة أمام نظرية الرعب التي جسدتها المقاومة في المعركة؛ "اسرائيل" لم تعد أكثر أمنا بعد هذه الحرب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة