الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

عذراً غزة!/ بقلم: هنادي وليد شاعر

كل العرب
نُشر: 13/08/14 20:17,  حُتلن: 10:30

هنادي وليد شاعر في مقالها:

أيعقل ان تستهدف طفلة وبيدها لعبتها للحفاظ على حياة وأمن العدو؟!

اقدم اعتذاري لأبناء شعبي الصامد ولأطفالهم الابرياء فاعذروني إذ ليس بوسعي تقديم أي شيء لكم سوى كلماتي

عذرا اهلي في غزة فدولنا العربية التي افتخرت بها يوما اصبحت تذنبكم بسلطتكم ونسيت ان عدد شهدائكم يزداد نسيت الحصار والدمار على مر السنين

عذرا ايها التاريخ فسجل على اوراق الخيبة بان عروبتي قد خجلت من حكام خضعت للعدو وساهمت في احتلال القطاع وحصار غزة فجعلتني اخجل كل يوم من عروبتي

في ظل هذه الحرب السوداء التي تستمر بحق ابناء شعبي الفلسطيني، أجلس عاجزة ليس بوسعي فعل أي شيء سوى الكتابة، اكتب لتصرخ كلماتي في زمن صمت الضمير العربي، فهل من مجيب؟ّ!! أم اغلبكم اصبح يتكلم لغة العنف ويتقنها بالقتل، الخطف، الانتقام والتحريض؟!!

فرض علي ان أعيش في دولة يسكنها الاغلبية من المتطرفين المتعطشين لسفك الدماء وقتل ارواح بريئة، ارواح باتت ضحية لعبة سياسية قذرة، لعبة حولت نساءنا لأرامل واطفالنا لأيتام، لعبة حولت حياتهم لقلق وبيوتهم اصبحت ركاما، فمتى يحق لشعبي ان يعيش بأمان؟!! تذكروا جميعكم بأن الفلسطيني انسان.

أعجز عن وصف ما بداخلي من الآم، تعاسة وكآبة. اعداد شهدائنا باتت بازدياد وعلى شاشات التلفاز نرى كل يوم عددا جديدا من شهدائنا ولكنهم ليسوا بأرقام وازدياد خانات، هم بشر حرموا من حق العيش والحياة. الى متى سيستمر هذا الواقع الفلسطيني، شهيد يتلو شهيد، مجازر وحشية بشعة هزت كيان الانسانية، أيعقل ان يموت طفل يعانق امه في تهمة "ارهاب"؟! أيعقل ان تستهدف طفلة وبيدها لعبتها للحفاظ على حياة وأمن العدو؟! .

وما زال التحريض والكراهية مستمران في حياتنا اليومية وعبر الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل عدد كبير من المتطرفين. بالإضافة الى اعضاء الكنسيت الذين يمثلون الحزب اليميني المتطرف ويتحدثون باسم الشعب، فنتيجة لسماع افكار وآراء مشبعة بالكراهية، مناشدة للحرب ومتعطشة للدماء يولد بداخلي شعور من القلق والاشمئزاز فادرك بانني قد ولدت في عالم غير آمن ومستقر وأنفاسي مهددة بالخطر.

لا ولن استطيع ان افسر مدى غضبي وتعاستي امام هذه القوى المكثفة التي تحاصر ابناء اهلنا في غزة يوما بعد يوم، فأنا اجلس في بيتي، اتابع الاخبار عبر القنوات وأعجز عن فعل شيء لوقف اطلاق النار وفك الحصار على شعب يعاني سنين من ظلم واضطهاد، ففي تلك الفترة تحديدا نسمع اصوات المتطرفين، الذين ينادون بتدمير غزة بأكملها اما الاصوات المليئة بالضمير والانسانية يطالبون بصمتها او يجعلونها تصمت حتى يستمر العنف في كل مكان.

وفي النهاية اقدم اعتذاري لأبناء شعبي الصامد ولأطفالهم الابرياء. فاعذروني اطفالي، اعذروني فليس بوسعي تقديم أي شيء لكم سوى كلماتي. عذرا اهلي في القطاع فأنا عربية اعيش في داخل دولة تسحقنا كل يوم من جديد.عذرا اهلي، فانا لا اشعر ما تشعرون ولا يمر علي بما تمرون فلكم كل الفخر ايها الصامدون. عذرا أطفالي، فقد سلبت منكم قوات الاحتلال طفولتكم، حريتكم وضحكتكم. عذرا اهلي في غزة، فدولنا العربية التي افتخرت بها يوما اصبحت تذنبكم بسلطتكم ونسيت ان عدد شهدائكم يزداد، نسيت الحصار والدمار على مر السنين. عذرا اهلي في غزة، فالعرب يقتلونكم بنفطهم المبعثر في الطائرات الإسرائيلية. عذرا ايها التاريخ فسجل على اوراق الخيبة بان عروبتي قد خجلت من حكام خضعت للعدو وساهمت في احتلال القطاع وحصار غزة فجعلتني اخجل كل يوم من عروبتي .عذرا غزة !

يافة الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة