الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 04:01

عصر التكنولوجيا/ بقلم: رائدة عكاشة على العرب.نت

كل العرب
نُشر: 16/08/14 10:45,  حُتلن: 10:47

رائدة عكاشة:

نحن إزاء مخاطر حقيقة وجديّة وتحديات كبيرة تتطلب المزيد من الوعي والإدراك واليقظة والعمل الجماعي والنّضال المشترك

هذه الحضارة أفسدت أخلاقنا وطبائعنا كعرب وتعطلت عقولنا عن التّفكير وراحت من أيدينا أخلاقنا وأرضنا ومن يصبح بدون أرض وعرض وأخلاق

لا شكّ أنّ مواقع التّواصل الاجتماعي أخذت حيّزًا واسعًا لدى كافة شرائح المجتمع!

للفيسبوك إيجابيات كثيرة ومهمة، فموقع التّواصل الاجتماعي هذا قدّم للعالم نعمة التّواصل بين البشر لتبادل الأفكار والثقافات.
لكن يبقى السّؤال لأيّ الاستعمالات توظفوه. وأصبح اهتمام العديد اطلاع الناس على ما هو جديد والكشف عن مكان تواجده وصور السّعادة الزّوجيّة، وعرض المأكولات والحلويات. مما جعلنا نفقد أحاسيسنا ومشاعرنا ونتخلى عن حلاوة لحظات حياتنا. حيث أصبح أكثر ما يهمنا هو الكشف عن آخر نشاطاتنا أيّ كان، دون الاستمتاع بأوقاتنا لقد أفقدنا الفيسبوك لخصوصياتنا حيث نكشف له عن أي نشاط تقوم به أو أي أحساس نعيشه. في الوقت الّذي يجدر بنا الاهتمام بمشاكل وهموم شعبنا وهي الأهم قضايا الفقر والبطالة والعنف والقتل والاستغلال الجنسي والتشغيل والتعليم والتفرقة العنصرية وهدم البيوت...

نحن إزاء مخاطر حقيقة وجديّة وتحديات كبيرة تتطلب المزيد من الوعي والإدراك واليقظة والعمل الجماعي والنّضال المشترك من أجل حلّ الأزمات التّي تعاني وتواجه أمتنا في جميع المجالات الحياتيّة المختلفة.

يُقال: العلم سلاح ذو حدين، على الانسان أن يحسن استغلال تلك النّعمة، حتى لا تصبح التّكنولوجيا التّى هى مصدر راحة الإنسان حملًا ثقيلًا لا يتحمل تبعاته و تصبح نقمة ومصدر شقاؤه.

لماذا لا نجعل الفيسبوك وسيلة تدفعنا نحو حياة أفضل وأكثر متعة وسط الحفاظ على خصوصياتنا ووسيلة توّحد أبناء المجتمع الواحد وأصحاب القضيّة الواحدة والهمّ الواحد دون التلّون الكاذب والشعارات المزيّفة، وأن نسعى الى نشر الثقافة والوعي بين أبناء مجتمعنا؟

جميعنا على علم بسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي علينا، وقدرته على زرع الفتنة من بين أبناء الأمة، رغم ذلك لا نتردد في تبادل الشّتائم والتّهم والتّخوين والتّكفير، وتحوّلت لغة التّحاور إلى نبرة عنصريّة وسوقيّة في نشر الفتنة التي يثيرها رأي تافه أو انتقاد لشخص تطاول على آخر فنردّ بطرق أكثر بشاعة وبكلمات أكثر فظاعة متخذين لأنفسنا مبررات. لقد تجاوز الأمر حده وأصبح البعض ينتظر نزول أي منشور، لينزل إلى ساحة المعركة ويبدأ في شتم من يعتبرهم أعداءه..

لقد أفسدت هذه الحضارة أخلاقنا وطبائعنا كعرب وتعطلت عقولنا عن التّفكير وراحت من أيدينا أخلاقنا وأرضنا ومن يصبح بدون أرض وعرض وأخلاق، مثله مثل باقي بهائم الأرض لا يردعة منطق أو عقل ولا يتحكم فيه إلّا الجهل والتّخلف..

وأخيرا عزيزي القارئ الكريم إذا كنت ممن يسيئون استخدام الشّبكة فاسمح لي بأن أسألك ماذا بعد؟ ماذا حققت لنفسك من هذه الاستخدامات؟ ماذا حققت لأمتك ولوطنك؟

إنّ الأمل بك كبير في ظلّ الظّروف الّتي تعصف بالأمة، ادعوك لتحوّل هذه الاستخدامات الخاطئة إلى استخدامات نافعة ومفيدة.

مقالات متعلقة