الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 06:02

أربعة سيناريوهات أمام مفاوضات وقف اطلاق النار/د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 17/08/14 11:23,  حُتلن: 09:16

د. هاني العقاد في مقاله: 

اسرائيل تريد وقف اطلاق النار وتريد تهدئة لكن تهدئة مقابل تهدئة فقط على اساس اتفاق 2012 ليس اكثر وما تريده فقط هو وقف الصواريخ وتبقي يدها طائلة في العمق الغزي متى ارادت

حتى الورقة المصرية القاضية بتأجيل القضايا الهامة كالمطار والميناء والممر الامن والاسري الى ما بعد تثبيت وقف اطلاق النار قد لا تعجب الإسرائيليين كثيرا وقد لا يوافقوا عليها خاصة أن الكابينت الإسرائيلي المصغر أنهي إجتماعه في ضوء تصريح هام

نفتالى بينت دعا الى إنهاء عملية (الجرف الصامد) على غزة من طرف واحد مع ادخال بعض التسهيلات على الحصار المفروض على غزة وهذا سيناريو اخر قد يلجأ اليه وزراء الكابينيت المصغر

ما يقارب الاسبوعين ووفد المقاومة الفلسطينية الموحد يفاوض اسرائيل عبر الوسيط المصري دون تقدم يمكن البناء عليه، ودون اعتراف إسرائيلي حقيقي بحاجة الفلسطينيين لما يطلبه وفد المقاومة الذي تواجد في القاهرة طوال فترة ما يقارب الاسبوعين، وعاد اليوم ليستكمل ما تم التوافق عليه هناك وصياغة إتفاق مشرف يحقق للشعب الفلسطيني طموحاته الإنسانية بالدرجة الاولى ويرفع الحصار الظالم الذي جعل من غزة سجن كبير تراقبه اسرائيل بأدواتها الالكترونية على مدار الساعة، الوفد الفلسطيني كان قد اعلن على لسان السيد (عزام الاحمد) مساء الاربعاء الماضي قبل انتهاء الهدنة بساعة واحدة أن الوفد وافق على تمديد الهدنة الانسانية لمدة خمس ايام تنتهي يوم الاثنين من اجل اتاحة فرصة للجميع للتشاور واعادة حسابات المرحلة القادمة، وأكد أن هناك تقدم في بعض النقاط وقال "قطعنا شوطا كبيرا في الكثير من النقاط لكن قضايا الاسري والمطار والميناء والممر الآمن تحتاج الى بعض الكلمات الضرورية حتى نستطيع القول أن الإتفاق اكتمل ويؤدي الغرض بوقف اطلاق النار" وهذا يعنى أن أي عودة للوراء من قبل الوفد الإسرائيلي يكون بمثابة نسف المفاوضات.

اسرائيل تريد وقف اطلاق النار وتريد تهدئة لكن تهدئة مقابل تهدئة فقط على اساس اتفاق 2012 ليس اكثر، وما تريده فقط هو وقف الصواريخ وتبقي يدها طائلة في العمق الغزي متى ارادت، حتى الورقة المصرية القاضية بتأجيل القضايا الهامة كالمطار والميناء والممر الامن والاسري الى ما بعد تثبيت وقف اطلاق النار قد لا تعجب الإسرائيليين كثيرا وقد لا يوافقوا عليها خاصة أن الكابينت الإسرائيلي المصغر أنهي إجتماعه في ضوء تصريح هام جاء فيه "أن إنجاز إتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة ليس قريبا" بالإضافة الى أن الوفد الإسرائيلي تلقي تعليمات هامة بمراعاة مصالح الأمن الإسرائيلي كشرط للتوصل لإتفاق والأمن يعنى إستمرار وضع الفلسطينيين في السجن ..!، كل هذا ينذر بعودة الوفد الإسرائيلي الى الوراء في عملية التفاوض ويبدأ من الصفر وهذا ما سيرجح تواصل تمديد الهدنة الانسانية الى أيام أخرى، وهذا يضع امام المفاوضات اربع سيناريوهات محتملة.
ومع هذه السيناريوهات يبقي السؤال الاكبر الذي اصبح على لسان الجميع هل نحن امام حرب استنزاف قادمة مع الإسرائيليين ام تهدئة طويلة الامد .؟ ما يحدد اجابة هذا السؤال هو السلوك الاسرائيلي التفاوضي، والإهتمام الدولي بوقف الحرب، وهنا أعتقد أن لا أحد يفضل العودة للحرب مرة اخرى ، لكن اذا فرضت على الفلسطينيين فانهم سيدافعون عن شعبهم لأخر لحظة وهذا السيناريو الاول وهو حرب الاستنزاف طويلة الامد لكن اعتقد أن اسرائيل لا يمكنها أن تخوض مثل هذه الحرب وتتفاداها لاعتبارات اجتماعية واقتصادية وأمنية وهي تفضل الحرب الخاطفة والتي تجاوزتها واصبحت وراءها، أما السيناريو الثاني فهو إستمرار التفاوض من أجل الوصول الى إتفاق نهائي يحقق للفلسطينيين طموحهم الانساني في رفع الحصار والتحرك والتنقل من والى غزة وبناء ما دمره الاحتلال بالأيدي الفلسطينية وهذا ما تحاول اسرائيل عدم التوسع فيه والجنوح اليه ، وبالتالي فإن الهدنة الطويلة التي تحقق للفلسطينيين طموحاتهم الانسانية تبدو بعيدة حتى اللحظة إن لم يحدث تغير دراماتيكي في القاهرة يجبر اسرائيل على تنفيذ الورقة المصرية بالرغم من سلبياتها وافتقادها الى الضمانات اللازمة لعودة اسرائيل للتفاوض على ما تبقى من شروط بعد تنفيذ شروط المرحلة الاولى من الإتفاق.

كان ( نفتالى بينت) قد دعا الى إنهاء عملية (الجرف الصامد) على غزة من طرف واحد مع ادخال بعض التسهيلات على الحصار المفروض على غزة، وهذا سيناريو اخر قد يلجأ اليه وزراء الكابينيت المصغر للتنصل من مسؤوليات اسرائيل عما سببته في القطاع والكارثة التي تعرض لها القطاع على ايدي القوات الاسرائيلية عبر تسهيلات على المعبر فقط وبالتالي رمي كل شيء علي عاتق السلطة الفلسطينية من اعمار وإعادة تأهيل قطاع غزة دون مسؤولية إسرائيلية، قد يكون هذا السيناريو الثالث والبديل عن الإتفاق الكامل لكنه يعيدنا الى الحرب مرة اخرى بسبب إنسحاب اسرائيل بكافة خططها للأمام وهذا سيناريو خبيث يتجاهل الفلسطينيين كطرف لهذا فإن المقاومة ستسقط هذا السيناريو وتستمر الصواريخ وتبقى العمليات الى أن تستجيب اسرائيل لطلباتها، هذا قد يجر الى حرب استنزاف وهي حرب غير مقبولة اسرائيليا بالأخص أن سكان الجنوب الإسرائيلي بالكيبوتسات المحاذية يريدوا حياة هادئة ولم تستطيع اسرائيل أن توفرها لهم بالحرب، ومع هذا المر او ذاك العلقم فإن اسرائيل محتاره في امرها فهي لا تريد أن تعطي المقاومة ما تريد وكبريائها يمنعها من ذلك لكن في النهاية ستقبل باتفاق ما يبقيها مسيطرة على كل شيء يدخل ويخرج من غزة، واليوم ظهر سيناريو آخر أمام المفاوضات وهو وقف إطلاق النار بقرار من مجلس الأمن مع ضمانات أوروبية وأمريكية دون تفاصيل واعتقد أن هذا ما تفضله اسرائيل حتى اللحظة لأنها قد لا تدفع للفلسطينيين كل المطلوب وتجد في نفس الوقت من يدفع عنها فاتورة الحرب وتحظي بالمشاركة الدولية الدقيقة على كل البوابات والمعابر التي تؤدي الى غزة وهذا ما تريده اسرائيل، لكن أي حل وإتفاق لوقف إطلاق النار يستثني مصر سيكون غير قابل للتطبيق ولن يستمر في الحياة طويلا لان مصر عامل هام جداً في المتغير الاقليمي والدولي يعتمد عليه لأمن واستقرار المنطقة وهنا نعود للورقة المصرية وسناريو المفاوضات الحالية الجارية في القاهرة التي قد توصل لإتفاق يضمن للجميع حالة من الاستقرار الطويل وخاصة أن الفلسطينيين يثقوا بدور مصر الكبير في رفع الحصار بالكامل عن غزة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة