الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 25 / مايو 02:01

كلمة حق في رثاء أخ ٍ وصديق/ بقلم: عوض حنا

كل العرب
نُشر: 24/08/14 18:15,  حُتلن: 14:56

كلمة حق في رثاء أخ ٍ وصديق ِ عُمر ٍ صدوق –في الشاعر الكبير - شاعر العرَب أبي وَطَن سميح القاسم الحَبيب:
كانت عقاربُ ألساعةُ تشـــيرُ إلى الحــاديةَ عَشرةَ والنصف عندما فتحتُ حاسوبي, وإذْ بقــراءَةِ هذا الخبر ِالمشئـــــوم الذي فُجعْتُ بهِ فقادني يراعي السيّال ومشاعري الحزينة الملتهِبَة لكتابةِ كلمــــاتِ الوَداع التــالية, فلكَ يــا أبــا وَطَن الحبيب أقول:

واأسفاهُ يا صديقَ طفـــولتي وعُمري .. هل تسقطُ الصُروحُ وشموخُ الجِبــال؟ .. وهل تذبلُ هذه العيـــــون الثــــــــاقبة الرؤيا ولمْ نَعُدْ نراها بعدُ ؟.. وهل توَقفَتْ نبَضاتُ هذا القلب الواسع الحَنـــــون الطــافِح حِسًّــا بالمحبَّةِ للبشر وللوطن المغمور وطنيَّة؟

وهل تغيبُ هذه الابتسامةُ العذبةُ المنســــابةُ سلسبـــيلَ محبَّةٍ تخترقُ قلــــوبَ البشر؟ وهل يسكتُ الصـــوتُ الهادر المجلجلُ في كل أرجـاء الوطَن ومن على تلات ِ حَيدَر رامةِ الجلــــيل الأسَد الــرابض المُـــدافِع الشجــــاع كشجاعتكَ ودِفاعُكَ عن الوَطن ِ الغالي وعن الحق يا أبا وَطَن الحبيب؟

وهـــــل لا يزأرُ الوَرْد ُوتذبلُ الــوُرودُ ولا نشتمّ أريجَ الزنـــابق والفـــــلّّ واليــــاسمين والزعتر العَبِق؟ وهل لا نتذوَّق زيتَ زيتـــــونِ رامتكَ الحبيبة ونتفيَّــــأ بظِلِّ شجرتها المبــاركة – رمز الخــــير كخـِــيرةِ عطــائكَ ورمز السلام الذي نـــــادَيتَ لتحقيقه؟
وهل لا نستمتعَ بتذوُّقِ وشّــمِّ أريج كل مــــا ذكرتُ والـذي تضـــوَّعَ عِطْرُهُ أشِعـــــارًا زرَعْتَها مشــــــاعرَ وطنيَّةٍ, غزليَّةٍ,
أدبيَّةٍ, إجتمـــاعيَّةٍ , ثوريَّةٍ فـــي بســـاتين عَرَبكَ وعـــالمكَ وخضَّبْتَها أكالـــيل َغـــار ٍ وليسَ أكالــــيلََ مَوت ٍ كرهْتَه؟؟...
فواأسفاهُ ! أنْ لا نسمَعَكْ ولمْ نَعُدْ نَجْلِسْ مَعَكْ!!!!

يا أيُّها الحبـيبُ الكبــيرُ والأخُ الوفيُّ أبـــا وَطَن : لا لم تمتْ, فروحكَ تنـــاديني وتتكلمُ عبرَ حُروفِ أشعــــاركَ ومشاعِركَ كلما قـرأنا من دُرَرها واسْتمتعنا بعمق وجمـــالِ استعاراتها وصُوَرها!.سنظلُّ نقرأها ونشتمَّ أريجكَ الفوّاح مِنْ خِلالِها... وعندها سنسمعُ جَلجَلَةَ زئـــــيرَكَ ونجلسُ معْ الصـــديق ِ كِِتــابكَ, نَجْلِسْ مَعَكْ.

لا أومِنُ بالقدَر وأعتبرها كلمة اخترعنــاها كي تهَوِّنَ كُربَة َ الحزين فأقول:


بفقدان ِالأحِبَّةِ نَسْتَكِينُ وتخضِعُنا المَصائبُ والحَنينُ

لأسباب ٍ نُعَوِّلـُها غِلابًـا إلى الأقدار ِ يَعْـزوها الحَزينُ

سأظلُّ أذكركَ يا أبا وَطَن وأذكر محبتكَ الصـــــادقة ولقـاءات الطفـــولةِ والشبــابِ والكِبَر ِ المحفــورة أبدًا فـي الـــذاكرة, فلتحفّ بـــروحِكَ الطـــاهرة الملائكة ُوالقدّيســـونَ الأبــــرار وتحلـِّق معها في زرقاءِ الخُلود وتنقلكَ إلــــى جَنـّـــات ِ ربّكَ الفيحــاء, وإلى نيل السعـادَةِ الأبديَّة حيث ألقــاكَ هنـــاك.. رحمكَ الله وَليَكُنْ ذِكْرُكَ مُؤَبَّدًا...

الرّامَة 19 آب 2014

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة