أحمد عارف لوباني في مقاله:

يبدو والحسرة تلازمنا اجمعين أن حكام الانظمة العربية لم يصلوا بعد الى وعي الاغنام التي تخشى على نفسها من الذئاب وغدرها

ما بالكم وصواريخ حماس موجودة والانفاق محفورة وأهل غزة لا يأمنون على انفسهم من الهجمات الاسرائيلية القاتلة المدمرة

الطريقة الحالية المتمثلة في فرض حصار على سكان القطاع البالغ عددهم مليون ونصف المليون لا بد في النهاية من حدوث انفجار مثل ما هو حاصل حاليا

المفاوض الإسرائيلي اشترط نزع سلاح المقاومة مقابل فك الحصار عن غزة
من القصص الطريفة التي قرأتها (( بعيدا عن التشبيه)) والتمسك بالعبرة. أن الذئاب ارسلت وفدا الى الاغنام تعرض عليهم اقامة سلام دائم بينهم بشرط أن تقوم الاغنام بإبعاد كلاب الحراسة فورا برهانا على صدق النية. فكادت الاغنام أن توافق لولا كبش عجوز اكسبته السنون حكمة وخبرة تدخل قائلا: انى لنا أن نعيش معكم في سلام!! ما بالكم ونحن تحت حراسة الكلاب لا نأمن على انفسنا من هجماتكم القاتلة. كيف لو رفعنا الحراسة؟! فشلت المفاوضات وعاد وفد الذئاب خائبا. فهذه القصة الطريفة وإن كانت خيالية الا أنها تعبر عن واقع شروط المفاوض الاسرائيلي بتخلي حماس عن صواريخها، ما بالكم وصواريخ حماس موجودة والانفاق محفورة وأهل غزة لا يأمنون على انفسهم من الهجمات الاسرائيلية القاتلة المدمرةـ كيف لو تخلت المقاومة عن ما تملك من سلاح؟ هل سيسجل التاريخ الحاضر مذبحة ((صبرا وشاتيلا )) بأقسى وابشع مما كانت عليه؟ اخ والف اخ لو يظهر من بين حكام الانظمة العربية من محيطها الى خليجها من يتصرف مثلما تصرف ذلك الكبش العجوز، ولكن يبدو والحسرة تلازمنا اجمعين أن حكام الانظمة العربية لم يصلوا بعد الى وعي الاغنام التي تخشى على نفسها من الذئاب وغدرها((حقيقة لا خيال )).

لا بد من وضع ايدينا على الجرح مهما سبب ذلك من ألم!!
حصار غزة اهانة لكرامة الشعب الفلسطيني والانسانية جمعاء وبالذات الامة العربية.
الطريقة الحالية المتمثلة في فرض حصار على سكان القطاع البالغ عددهم مليون ونصف المليون، لا بد في النهاية من حدوث انفجار مثل ما هو حاصل حاليا. الحصار هو الحصار وهو ممارسة تعود للعصور المظلمة. عصور الحروب حسب شريعة الغاب التي لا تراقبها منظمات حقوق الانسان ولا يودع المتحاربين فيها اي معايير اخلاقية او انسانية. وهذا المفهوم غير المقبول حصار القطاع سنين طويلة فهو اسلوب مستهجن في عصر الحريات اسلوب مرفوض لانه في المفهوم الصحيح اهانة للشعب المحاصر. ومن المخجل بل من العار على نظام عربي لم يسارع لانقاذ الجرحى الذين كان بالامكان انقاذ حياتهم لو ان بوابات معبر رفح فتحت امامهم ليتلقوا العلاج في بعض الدول التي فتحت ابوابها لاستقبالهم بدلا من تركهم يموتون والاكتفاء بالتفرج عليهم فأين الانسانية. واين احترام الحياة والعمل على صيانتها . التحدث عن عروض تافهة للسماح بادخال انواع معينة من الطعام للقطاع وكأن المشكلة تقتصر على توفير الغداء للناس!! الغزيون لا يحيون فقط بالخبز والمآكل . هم بشر يحتاجون للحرية والكرامة والانسانية التي اهدرتها وما زال تهدرها اسرائيل من خلال الحصار بتواطؤ عربي اسلامي مكشوف. وهل يمكن للطائر المحبوس في قفص ان يتقبل الامر حتى لو قدم اليه الذ انواع الطعام. ام انه سينطلق الى آفاق الحرية بمجرد فتح القفص؟ هذا هو الطائر فكيف بالانسان الذي خلقه الله حرا طليقا وجاء فرض الحصار ليحيطه بالاسوار والاسيجة والمدافع والطائرات والزوارق الحربية التي تخنق حركته وتجعل من قطاع غزة اكبر سجن ومعتقل بشري في العالم ؟ بالله عليكم اليس حصار غزة اهانة لكرامة الشعب الفلسطيني والانسانية جمعاء وبالذات الامة العربية.

في ذكرى حرق المسجد الاقصى المبارك
فوجيء سكان مدينة القدس في صبيحة يوم الخميس الموافق 21.8.1969 بحريق في المسجد الاقصى التهمت نيرانه منبر صلاح الدين الايوبي واجزاء من سقف المسجد الاقصى وقبته من جهتها الداخلية، بالاضافة الى اتلاف بعض نوافذ المسجد وشبابيكه وحرق اعداد كبيرة من المصاحف والسجاجيد والبسط والمفروشات في مواقع مختلفة من داخل المسجد. وطبيعة الحريق تدل على أن المجرمين كانوا اكثر من فاعل للحريق!!

إدعت الشرطة الاسرائيلية بأن حارق المسجد الاقصى هو شخص استرالي معتوه، فبعد أن تمكن حرس الاقصى من إلقاء القبض على المجرم وهو يحاول الهرب من جهة باب الاسباط تدخلت الشرطة الاسرائيلية وخلصته منهم. وأبعدت الشرطة الفاعل عن وسائل الاعلام ثم ساقته الى جهة مجهولة ولم يعد يعلم اين هو حتى وقتنا الحاضر. جاء في تقرير الشرطة الاولي بأن الفاعل يعاني من جنون عقلي او اختلال نفسي جاء هذا الاختلاق حتى يعفي المجرم مايكل كوهين من مسؤولية الحريق. فإلصاق صفة الاختلال العقلي والنفسي معناه عدم فتح ملف محكمة له وحمايته من المحاكمة. وكل ما وصل الى مسامعنا أن جرى ترحيل مايكل كوهين الى استراليا ومنذ ذلك الوقت انقطعت اخباره. وما زلنا نذكر تصريح ((غولدا مئير)) رئيسة الوزراء حينذاك حيث قالت: " لم يغمض لي جفن حين علمت بحريق المسجد الاقصى تحسبا لرد عربي اسلامي ولكن بعد غروب شمس ذلك اليوم علمت أن شيئا من هواجسي لم يحدث سوى الشجب والاستنكار"، وعلى الفور اجتمع مجلس الامن اثر هذا الحريق بناء على طلب من بعض الدول العربية والخلاصة استنكر مجلس الامن حريق الاقصى بشدة. ولكي يسترضي الجانب الاسلامي في فلسطين والعالم قرر مجلس الامن الاعتراف بالهيئة الاسلامية العليا التي تعاقب على رئاستها المرحومين الشيخ عبد المجيد السائح والشيخ حلمي المحتسب والشيخ سعد الدين العلمي وبوفاة الاخير انتخب الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيسا لها. كهيئة دينية قائمة على القدس مما اضفى عليها نوعا من الاعتراف الاممي.

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net