الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 17:02

هل روضت الشعوب العربية واصبحت اكثر نعاجاً من حكامها؟/عوض حمود

كل العرب
نُشر: 25/08/14 19:01,  حُتلن: 08:41

عوض حمود في مقاله: 

الجامعة العربية اسم بلا مضمون ومن افضل أن لا تبقى او تعلن موتها السريري

الجامعة العربية غائبة ومغيبة عن هذا المشهد الرهيب فذلك إن لم يتصف بالخيانة العظمى قد يكون بالتخاذل المتعمد

هل الشعوب العربية روضت وأصبحت أكثر نعاجاً وأكثر خنوعاً وجبناً من حكامها؟ للأسف الشديد إنما هذا ما هو حاصل على أرض الواقع والمصري خاصة

لماذا يبقى الشارع المصري في حالة صمت كصمت أهل الكهف عندما يغلق منفذ رفح وهو المنفذ الوحيد عربياً لقطاع غزة على العالم الخارجي؟ 

هل اهل لندن وباريس وغيرها من الشعوب الأوروبية بمعظمها أولى من الشعوب العربية بالتضامن والتظاهر ورفع الشعارات المنددة بما يجري من جرائم الحرب في غزة؟ هل الشعوب الأمريكية واللاتينية خاصة أولى بالتظاهر والتضامن بألوفهم المؤلفة مع الشعب الفلسطيني من أهل جلدتنا يا للأسف؟

هناك من هذه الدول اللاتينية اتخذت إجراءات سياسية غاضبة وصارمة إحتجاجاً لما تقوم به اسرائيل ضد أهلنا في قطاع غزة. وقد وصفت هذه الأعمال من قبل خبراء دوليين بأنها ترتقي الى جرائم حرب عندما يتعرض المدنيون من شيوخ ونساء واطفال وهم بداخل بيوتهم لغارات طائرات F16 وانتم لا حراك فيكم ايها الشعوب العربية! هل هذا يعقل لربما أحدا منكم للأسف تدب به الشهشقة والتشفي لما يحدث من دمار أي الارض المحروقة في قطاع غزة عدا عن الأشلاء المتناثرة هنا وهناك نتيجة القصف المتواصل. لماذا لا تلحق الشعوب العربية بركب الشعوب الأوروبية وهي الأولى بذلك بملء الشوارع والمدن العربية إحتجاجا وتنديداً بحرب الإبادة الجارية هناك؟

هل الشعوب العربية روضت وأصبحت أكثر نعاجاً وأكثر خنوعاً وجبناً من حكامها؟ للأسف الشديد إنما هذا ما هو حاصل على أرض الواقع والمصري خاصة. لماذا يبقى الشارع المصري في حالة صمت كصمت أهل الكهف عندما يغلق منفذ رفح وهو المنفذ الوحيد عربياً لقطاع غزة على العالم الخارجي؟

لماذا رفض السماح بدخول أطباء من النرويج ودول أوروبية أخرى التي جاءت لتعالج أبناء غزة من الجرحى والمصابين أثناء الحرب وبعد وقف إطلاق النار؟!

لا اقول هذه المعلومات من عندي وقد نقلت هذه المعلومات أكثر من وسيلة إعلام أثناء تغطيتهم للمعارك العسكرية في قطاع غزة.

هل هؤلاء الجرحى من الاطفال هم رجال مقاومة؟
لماذا لم ترد السلطات المصرية على الطلب الإيراني حتى الآن عندما تقدمت إيران بالسماح لطائراتها بالهبوط بالموانئ المصرية لنقل الجرجى والمصابون للعلاج في المشافي الإيرانية؟!
كل هذه الاسألة التي وردت وهناك الكثير من الاسئلة حول الغموض الذي يلف الموقف المصري ولكننا نبقى في هذا الحد حتى الان في حين أن جميع هذه الاسئلة تضع القيادة المصرية الحالية وعلى رأسهم السيد السيسي الرئيس المصري الجديد في موقع الشك والريبة في مواقفه اتجاه الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة الخطيرة.

الجامعة العربية اسم بلا مضمون ومن افضل أن لا تبقى او تعلن موتها السريري.

كم عقد من الإجتماعات لجامعة الدول العربية لإستعراض ما تتعرض له غزة على مدار اكثر من شهر ونصف من دمار شامل؟!

كم من قرار تنديد إتخذته جامعة الاعراب ضد هدم البيوت على رؤوس أصحابها وقتل من فيها من سكان؟ كم شجب وإستنكار قل ما يمكن أن تخذه جامعة الاعراب ضد قصف المشافي ودور المعابد على أنواعها وقتل من كان يحتمي من القصف بداخلها؟
أليس من المعيب أن تسمى جامعة عربية!؟

كم هي قرارات الجامعة العربية التي اتخذت تنديداً بجرائم قصف مدراس الانيروا التابعة للأمم المتحدة وبداخلها المئات من الطلاب والنساء والشيوخ وقتل العشرات منهم نتيجة قصف طائرات الـF16؟.

الجامعة العربية غائبة ومغيبة عن هذا المشهد الرهيب فذلك إن لم يتصف بالخيانة العظمى قد يكون بالتخاذل المتعمد. الجامعة العربية كنا نراها مهرولة متسارعة بأتخاذ القرارات الظالمه ضد بلد عربي واحد من مؤسسيها وهو سوريا فأين هي اليوم مما يجري على الساحة الغزية؟

لقد اتخذت هذه الجامعة قرارا بأيقاف عضوية سوريا من جامعة العربية وعدم السماح للوفد السوري بالجامعة العربية بأبداء الرأي لما هو حاصل على الاراضي السورية من عدوان خارجي ولمؤامرة كبرى تدعمها الإمبريالية الكبرى وقوى أخرى اقليمية إلا أن الصوت السوري كان بواد والجامعة العربية بواد اخر.
إلا أن سوريا إستمرت بالدفاع عن أراضيها وشعبها وصمدت أمام المؤامرة التي كان هدفها قلب نظام الحكم وتحويلها الى دولة تابعة للمحور الأمريكي مستخدمة شعار الحرية والديموقراطية للشعب السوري وهو كذب وهراء. وكل منا رأى افعال هؤلاء الذي يندي لها الجبين من القتل والتشريد والذبح في الموصل وسنجار وغيرها الكثير الكثير من الافعال لا ترتقي ان يحدق بها النظر.

وهنا يسأل السؤال هل بعد فشل المشروع الامريكي برسم الشرق الاوسط من جديد وتحويله الى مزرعة امريكية، هل لجأت الرجعية العربية بضرورة ترويض الشعوب العربية لكي تصبح اكثر نعاجاً من حكامها بعد اكثر الحروب الاسرائيلية طولاً ود موية وبعد 50 يوماً من الغارات الجوية وتحصد أكثر من ألفي شهيد وأكثر من عشرة آلاف وخمس مئة جريح.
وهل بسفك الدماء تبنى مصائر الشعوب؟

ديرحنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة