الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 07:01

المعلم الركيزة في بناء الاجيال /بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 26/08/14 07:50,  حُتلن: 09:00

د.صالح نجيدات في مقاله:

 اخلاص المعلم في عمله وتهيئة الاجواء التعليمية له لها تأثير كبير على العطاء وخلق جيل متعلم وواعي يحمل الراية ويكمل المسيرة

المعلم بحاجة الى الدعم المعنوي قبل المادي وهو الاولى بالاحترام النابع من الثقة به وبرسالته وليس احتراما مبنيا على الغمز واللمز فيه فالعوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية

العمليه التعليمية اصبحت في خط، فهنالك قسم من الطلاب لا يدرسون ويقضون معظم وقتهم على الانترنت والفيسبوك على حساب دراستهم ومعلوماتهم ضحلة وهؤلاء دوامهم غير منتظم ويشوشون كثيرا على رفاقهم اثناء العمليه التعليمية وعلى المعلمين

في الاول من شهر ايلول بعد عدة أيام يعود طلابنا الى مقاعد الدراسة، فالأهل تضع فلذات اكبادهم في اعناق المعلمين وبين ايديهم ليقوموا بدورهم المقدس في التنشئة والتربية والتعليم والإرشاد والتوجيه لكي يعدلوا الغصون الغضه ويقويوا تصرفاتهم.
المعلمون شموع تحترق لتنير الطريق امام الاجيال، المعلم يحمل رسالة عظيمة ويقدم عملا انسانيا رائعا في تعليم وبناء الاجيال.
المعلمون يحملون أمانة تنوء بحملها الجبال، ولم يتمكنوا من ادائها ما لم يتضافر المجتمع بأسره معهم ايمانا بالرسالة وتقديرا للدور المهم الذي يقومون به، لس بالصدفة الشاعر احمد شوقي قال: قم للمعلم وفه التبجيلا - كاد المعلم ان يكون رسولا، وذلك لأهميته في التعليم وصقل شخصيات الاجيال وتربيتهم وتأديبهم.

اخلاص المعلم في عمله وتهيئة الاجواء التعليمية له لها تأثير كبير على العطاء وخلق جيل متعلم وواعي يحمل الراية ويكمل المسيرة، ولكن حتى يقوم المعلم بواجبه كمعلم ومربي يجب أن نوفر له الظروف والإمكانيات والأمن والأمان والاحترام.
للأسف رسالة المعلم اليوم والعملية التعليمية تتعرض للخطر، اصبحت الاجواء في بعض المدارس مشحونة بالتوتر والقلق فهنالك طلاب فاشلون في التحصيل العلمي لا يحترمون اساتذتهم وكم سمعنا ان طالبا ضرب معلما وأهانه او تسميعه كلام بذيء او التهجم عليه في شبكة التواصل الاجتماعية، او التسبب لإضرار لسيارته، او التشويش عليه اثناء سير العمليه التعليمية وتهديده بتقديم شكوى ضده في الشرطه او تقديم شكوى فعليه ضده في الشرطه، وهذا مس خطير في شخصية المعلم ومكانته. 

في هذه الظروف يصعب على المعلم ان يقوم بواجبه على الوجه الامثل وهو في حاجه الى حماية ودعم.
المدرسة هي صرح تعليمي هدفها التعليم والتربية ويجب أن لا نقحمها في خلافاتنا وفي الامور السياسية والحزبية، ولكن في بعض المدارس انقلبت الى ساحات للطوشات بين الطلاب، والى عرض الازياء وقصات الشعر وإخفاء الهواتف في الحقائب المدرسية وعلب السجائر وإخفاء سكاكين ومخمسات، فأين الاهالي ولجان اولياء الامور من الذي يجري؟
هنالك فساد وفوضى واستهتار بالأخلاق والآداب والقيم من قبل نسبه من الطلاب وأهاليهم وهذه التصرفات تأثر على نفسية المعلم وعطائه، فالبيت والأهل هم الذين يؤثرون على ابنائهم الطلبة وبإستطاعتهم لجم ابنائهم الطلبه من هذه التصرفات.
العمليه التعليمية اصبحت في خطر، فهنالك قسم من الطلاب لا يدرسون ويقضون معظم وقتهم على الانترنت والفيسبوك على حساب دراستهم ومعلوماتهم ضحلة وهؤلاء دوامهم غير منتظم ويشوشون كثيرا على رفاقهم اثناء العمليه التعليمية وعلى المعلمين. 
يجب على مجتمعنا احترام المعلم ودعم مكانته وتقدير دورة وتوفير جو الامن والأمان له حتى يؤدي واجبه اتجاه طلابه بكل اخلاص وعطاء.
قال الشاعر احمد شوقي :اعلمت اشرف او اجل من الذي -- يبني وينشئ انفسا وعقولا.

قد نأتـي بالمناهج والخطط ونحدد الاهداف، والانظمة الادارية و القوانين من شتى المصادر فهي في العالم كثيرة ولكن لن نأتي بمعلم كفؤ إلا من مجتمعنا وارضنا و دمنا ولحمنا، فليس التعليم هو اتقان المهنة وحفظ المواد الواردة بالمناهج، بمقدار ما هو الاخلاص بالأداء والولاء للمجتمع والتفاني بالعطاء، والفهم العميق للمجتمع، بعاداته وتقاليده وثقافة اهله، واستيعاب لهجتهم المحكية، والمحبة والرغبة الممزوجة في اداء المعلم ، فالاهتمام بالمعلم ليس و اجبا فحسب بل هو فرض لان المعلم هو قائد الاجيال التي تصنع الحضارة والتاريخ، فقدرة المعلم على صيانة الاجيال وصناعتهم مرهونة بالعناية به وانصافه بحقوقه طواعية وانسيابا دون منّة او تعريضه لخدش الحياء وهزم الكبرياء بأنه لاهث وراء كسب المنافع المادية على حساب رسالته المقدسة وان لا يناصبه المجتمع العداء والازدراء، فالمعلم حريص على المجتمع و الطالب معا. 
المعلم بحاجة الى الدعم المعنوي قبل المادي وهو الاولى بالاحترام النابع من الثقة به وبرسالته وليس احتراما مبنيا على الغمز واللمز فيه، فالعوامل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، عوامل هامة في مسيرة المعلم وابداعه، يجب مراعاتها والعناية بها، وهي مسؤولية المجتمع بكل مكوناته الشعبيه والرسمية.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة