الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 10:01

ماذا بعد الانتصار الفلسطيني في غزة؟ ( الجزء الثاني)/ بقلم: محمد برغال

كل العرب
نُشر: 29/08/14 13:50,  حُتلن: 07:52

محمد برغال في مقاله:

شكلت تجربة حزب الله في لبنان مع العدو الاسرائيلي وانجازات مقاوميه البطولية مدرسة تتلمذ فيها ابطال شعبنا الفلسطيني في غزة فأدركوا أولا أنه يتوجب إعداد المقاتل الفلسطيني إعدادا عسكريا واخلاقيا 

لم تكن مفاجآت حزب الله فقط في العمل الجبار على بنائه لقدراته الذاتية الهائلة بل كانت احدى المفاجآت بأن حزب الله لم يحاول اصلا التوجه للانظمة العربية بطلب العون ولا حتى بالعتاب 

ما حصل في غزة من حيث الاعداد والتحضير والتخزين والبناء والتطوير مقارنة بما كان من هدر للوقت والجهود في رام الله يذكرني بقصة مدرسية قرأناها كأطفال عن النملة والزيز ويبدو أن هذه القصة ببطليها ستلازمنا لعدة سنوات قادمة

في الوحدة قوه تجعلنا اقوى في عملية بناء ذاتنا بشكل اقوى وافضل في عملية تحصيل حقوقنا وتجعلنا اقدر على ابتكار اساليب نضالية مؤثرة تحقق لنا المزيد من حقوقنا وتجعل نضالنا المساند لشعبنا في الضفة وغزه اكثر فعالية وتأثيرا

لقد كان من أول المبادئ التي شكلت اعمدة لنهج المقاومة، هي إدراك أننا إنما نواجه عدوا يبغي مصرعنا إن لم نستسلم له، فعليا إذا أن نجهز انفسنا لنزاله. وقد شكلت تجربة حزب الله في لبنان مع العدو الاسرائيلي وانجازات مقاوميه البطولية، مدرسة تتلمذ فيها ابطال شعبنا الفلسطيني في غزة. فأدركوا أولا أنه يتوجب إعداد المقاتل الفلسطيني إعدادا عسكريا واخلاقيا عالي المستوى، وهذا ما ثبت أنه قد تم وبشكل يدعو للفخر والاعتزاز. وثانيا أنه وعلى الرغم من أهمية المساعدات التي يقدمها الاصدقاء والحلفاء من معسكر المقاومة فإنه من الضروري قدر الامكان الاعتماد على الذات وهذا يقتضي تطوير قدراتنا الذاتية وتعلم الخبرات والمهارات التي تجعلنا نعتمد على انفسنا تقريبا بكل شيء وهذا مبدأ هام جدا.

لم تكن مفاجآت حزب الله فقط في العمل الجبار على بنائه لقدراته الذاتية الهائلة بل كانت احدى المفاجآت بأن حزب الله لم يحاول اصلا التوجه للانظمة العربية بطلب العون ولا حتى بالعتاب، وها نحن اليوم نكتشف الحكمة في ذلك نكتشف كيف أن هذه الانظمة لم تبني نفسها ولا جيوشها لتواجه بها اسرائيل، بل أن الكثير منها جمهوريات موز يمكن لتنظيم ارهابي كداعش أن يحتل اراضيها بين ليلة وضحاها ولا نستثني في ذلك دولة النعاج قطر ولا حتى السعودية رغم حيازتها اسلحة بمليارات الدولارات.

وحكمة اخرى أبدع بتطبيقها حزب الله كانت بتمسكه بتركيز الجهود ضد عدوه الاساسي، أو كما قال أمينه العام السيد حسن نصرالله بأن البوصلة تشير نحو فلسطين ولم ينشغل التنظيم بأي معارك جانبية رغم الكثير من المؤامرات التي هدفت لدفعه نحو ذلك. وقد استفادت المقاومة الفلسطينيه في غزة من هذه الحكمة وطبقتها بحكمة. لكن فلسطينيا هنالك درس ليس بجديد ولكنه في غاية الاهمية الا وهو درس تحقق في غزة بالوحدة بين الفصائل المقاومة، وحدة ساهمت في جعل الدعم الشعبي واحتضانه للمقاومو من اقوى عناصر القوو وبالتالي النصر. بينما بذل الصهيوني جهودا جبارو مستعينا بخبراء في شتى المجالات لتحقيق ما اسماه المناعة الاجتماعيه للجبهة الداخلية وقد استمر هذا الاعداد والتحضير لحوالي خمس سنين بعد حرب 2006 على لبنان، وكان التمرين رقم 7 لفحص مدى ما أنجز بهذا المضمار قد بين أن نجاحا بنسبة 56% قد تحقق ولكن بعد الحرب رأينا كم تبقى من هذه النسبة( 0%).

ما حصل في غزة من حيث الاعداد والتحضير والتخزين والبناء والتطوير، مقارنة بما كان من هدر للوقت والجهود في رام الله يذكرني بقصة مدرسية قرأناها كأطفال عن النملة والزيز، ويبدو أن هذه القصة ببطليها ستلازمنا لعدة سنوات قادمة. لأنه بكل بساطة، من تعود وبنى نمط حياته لان يكون زيزا يصعب عليه ان يتحول حتى بتاثير نصر مبين كالذي حققته غزه ، ليصبح كالنمل حتى لو ظهر له كم ان نمط حياة النمله هو الذي يحقق الانجازات ويضمن التغلب على المصاعب والعدوان!
هذا بالنسبة لرامالله وغزه فماذا بالنسبة لنا نحن هنا في الداخل، الا يتوجب علينا ان ندرس هذا النصر العطيم واسبابه وعناصره لنجتهد كيف يمكن لنا ان نستفيد منه؟

فنحن كما يردد اعضاء الكنيست على شاشات الفضائيات لنا خصوصيتنا ووضعنا القانوني ! وهذا الى حد ما صحيح، لكن هل كان تعامل الصهيوني معنا في يوما ما خلال ال 66 عاما من منطلق غير منطلق اعتبارنا اعداء له؟

وأرد طبعا في ظل الخنوع وتقبل سياسة التفرقة العنصرية والتنازل عن حقوق اساسية أن يعيش البعض منا في وهم بأن "إسرائيل" هي دولته ايضا! ولكن هذا لا يدوم طويلا الى ان تصدمه تلك الدوله بحقيقة واقع عيشة حين تمس بكرامته كعربي او بحقوقه كانسان. اذا ماذا يمكننا ان نفعل حيال ذلك؟

أول ما يتوجب عمله استفادة من درس غزة هو المسعى الحثيث والدائم والجدي لايجاد اكبر قدر ممكن من الوحدة في ما بيننا. بهذا ليس ما يخالف القانون اليس كذلك؟ رغم اننا يجب ان لا نغفل حقيقة ان الوحده تبنى هنا على اساس فهمنا لحقيقة واقعنا ولكون الصهيوني لا ينظر الينا الا كاعداء. في الوحدة قوه تجعلنا اقوى في عملية بناء ذاتنا بشكل اقوى وافضل في عملية تحصيل حقوقنا وتجعلنا اقدر على ابتكار اساليب نضالية مؤثرة تحقق لنا المزيد من حقوقنا وتجعل نضالنا المساند لشعبنا في الضفة وغزه اكثر فعالية وتأثيرا.

فلنسترجع معا كم كان مؤثرا وفاعلا الموقف الموحد لاهالي اللد في قرارهم الجمعي بان يقوموا وعلى الفور ببناء كل بيت تهدمه السلطات لاي واحد من اهل بلدنا. ولنتخيل حين نكون موحدين كم هي الفوائد والمكاسب التي ستعود على كل منا في هذا البلد حين سنضطر لمواجهة تعدي المستوطنين الذين استجلبوا لبلدنا بل لا نبالغ ان قلنا ان قوتنا موحدين ستشكل بحد ذاتها رادعا لاي تعدي علينا. وكم سيزداد حالنا سوءا حين يضطر كل واحد منا او كل مجموعة او طائفه لان يواجه هذه المخاطر وغيرها منفردا. لن ننسى من دروس غزة أهمية الاعداد والتحضير والذي بدون شك سيكون كذلك اجدى بتحقق اكبر قدر من الوحدة بيننا الاعداد التربوي والتعليمي والجسدي والنفسي لاولادنا سيكون افضل واشمل.

لقد نجح توجه الصهيونية المعادي لاهلنا باللد والرملة ويافا في تعميق الخلافات العائليه. فتساهلت السلطات بنشر السلاح ليكون اداة تقتيل فيما بيننا وتساهلت كذلك في عدم الكشف عن جرائم القتل لتنتعش وتزداد تلك الجرائم ولتتعمق الفرقة في ما بيننا. بالاضافة الى عمليه نقل مجموعات سكانيه من بلد الى بلد اخر كما فعلت مع ابناء شعبنا من النقب الذين تختلف بعض عاداتهم وتقاليدهم عما هو لدى اهل البلد الاصليين، لتساهم في ذلك في نشر بذور الفرقة بشكل غير مباشر.

بينما حين يتعلق الامر باليهود فانها توظف الاخصائيين الاجتماعيين والخبراء وتقيم الجلسات الاعداديه والدورات واللقاءات التمهيديه وتتابع عبر مؤسساتها لتضمن اكبر قدر من الدمج الصحي بين البهود الشرقيين في الماضي والفلاشا حديثاعلى سبيل المثال وبين باقي الفئات الصهيونية. لنتذكر ان نصرا كبيرا بل اعجازا قد تحقق كنتيجه لفكر مقاوم في غزه ونحن بكوننا ابناء نفس الشعب وجزء اصيل منه سيكون بامكاننا الاستفاده من الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها مما تحقق.

يتبع ...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة