محمد علي طه:

لا بدّ للشعب العرب أن يطلع الفجر وأن يهزم الاستعمار ويفشل مخططاته وأن يلفظ أذناب الاستعمار ووكلاءه في المنطقة

محمد نفاع:

هذه المظاهرة بما تحمله من شعارات تأتي ردا على اعتداء العصابات الفاشية التي اعتدت قبل شهر ونصف الشهر حينما تظاهرنا على قمة جيل الكرمل في هذه المدينة معتقدين أنهم منتصرين

وصل الى موقع العرب بيان من الشبيبة الشيوعية ، جاء فيه: "شارك المئات مساء السبت 30 آب في المسيرة التي دعا إليها الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، تحت عنوان "من غزة لبغداد، أوقفوا العدوان والإرهاب". انطلقت المسيرة من حي عباس تتقدّمها شعارات "شعب فلسطين أقوى من المحتلين"، "داعش صناعة أمريكية وخدمة للصهيونية"، "الفتنة الطائفية مؤامرة استعمارية" و"مع سوريا ضد الإمبريالية والرجعية"، والأعلام الحمراء والفلسطينية والسورية. وسار في مقدّمتها الأمين العام للحزب الشيوعي محمد نفاع ورئيس "الجبهة" محمد بركة وعضو الكنيست عفو اغبارية والقائد الجبهوي رامز جرايسي ونائب رئيس بلدية حيفا د. سهيل أسعد والكاتب محمد علي طه ورئيس اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين المربي فتحي فوراني، وسكرتير "الجبهة" أيمن عودة".

وأضاف البيان: "وردّد المتظاهرون هتافات أبرزها "غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع"، "وحدة شعبك يا فلسطين تهزم كل المحتلين"، "ما منهاب ما منهاب إسرائيل دولة إرهاب"، "من غزة لبغداد – نفس المجرم هون وغاد"، "وحدة وحدة وطنية – شوكة بحلق الرجعية"، "يا داعش يا جبان يا عميل الأمريكان"، "يا قرضاوي يا جبان يا عميل الأمريكان"، "علّمنا التاريخ وقال أمريكا رأس الحية"، "يا امريكا ضبي فلوسك بكرا الشعب الحرّ يدوسك"، "كل الخزي وكل العار يا تركيا ويا قطر"، "العراق لصحابه.. مش لداعش وكلابه"، و "دمّر يا سوري دمّر كل القوى الرجعية". وشقت المسيرة شارع عباس، ثم شارع الجبل، لتنعطف في شارع الخوري وتنتهي في وادي النسناس بمهرجان خطابي قصير، تولى عرافته سكرتير منطقة حيفا للحزب الشيوعي رجا زعاترة، وتحدث فيه السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد نفاع، والكاتب محمد علي طه".

 وجاء في البيان: "وافتتح السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد نفاع كلمته قائلا، إن هذه المظاهرة بما تحمله من شعارات، تأتي ردا على اعتداء العصابات الفاشية، التي اعتدت قبل شهر ونصف الشهر، حينما تظاهرنا على قمة جيل الكرمل في هذه المدينة، معتقدين أنهم منتصرين، وهذه غزة تعطيهم الرد: فشرتم، فقد هتفنا طيلة الوقت: غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع، وها هو بالفعل غزة هاشم لم تركع، وكل التحية للمقاومة، الشعبية والمسلحة، وكل ما يختار الشعب الواقع تحت الاحتلال، وهذا حقه. وتابع نفاع قائلا، لقد سمعنا أولئك الفاشيين، يهتفون "الموت للعرب" ولكن لا يوجد شيء في الدنيا قادر على أن يميت العرب، وهم يردون ايضا على شعارنا: "العرب واليهود يرفضون أن يكونوا أعداء"، فانظروا الى الفرق في المواقف والقيم، بيننا وبينهم. فهذه الهجمة العنصرية علينا، إن كان على مستوى هذه العصابات، أم على المستوى، تهدف الى اقتلاعنا من وطننا، ومرّة أخرى نكرر: فشرتم، فهذه الجماهير، سطّرت بطولات على مر السنين، وحتى يومنا، في جميع مناطق البلاد، ونجحنا في افشال الهدف الاستراتيجي في كل مخططاتهم، وهو دفعنا على الرحيل، ولكننا أثبتنا أننا هنا باقون. وقال نفاع، في الأمس سمعت المؤتمر الصحفي لخالد مشعل، وسمعته يوجه التحيات الى 300 اسرائيلي ناجٍ من الجرائم النازية يوقعون على عريضة تطالب حكومة اسرائيل بوقف العدوان، كما يوجه التحيات الى تركيا وقطر، ولكنه نسي أن يوجه التحيات الى القوى المناضلة الداعمة لنضال شعبنا الفلسطيني، فالسلاح الذي وصل الى غزة، جاء من سورية وكوريا الشمالية، ومن المقاومة اللبنانية البطلة".

وزاد البيان: "وتوقف نفاع عند حركة داعش الارهابية، وقال إن هذه الحركة مادة من صناعة أميركية، وهي عميلة للإمبريالية والصهيونية والرجعية والاستعمار، وهذه هي القضية الاساسية، القضية ليست مسلم مسيحي، فهؤلاء همجيين فاشيين ضد الانسانية جمعاء، فهكذا يتعاملون في العراق وهكذا في سورية. وقال نفاع، إننا طيلة الوقت نحذر من مخططات الإمبريالية الأميركية، ضد العراق وسورية وشعبنا الفلسطيني وايران، وفي كل بقعة من العالم، وهناك من لا يستسيغ هذا احيانا، ولكن ها هي كل الأحداث في هذه المنطقة تؤكد صحة موقفنا، أن أميركا هي رأس الحية، وهي القوة الفاشية والأساسية في العالم، وهذا ما يستدعي ان نوجه سهامنا دائما الى السياسة الأميركية، وهذا ينطبق تماما على الموقف مما يجري في سورية، ونحن من هنا نرسل كل التحيات الى سورية البطالة التي تقاوم الارهابيين، وتقاوم الولايات المتحدة والحركة الصهيونية. واختتم نفاع قائلا، إننا ننظر الى المستقبل بمنتهى المسؤولية، ونريد شراكة يهودية عربية، على أساس ثوابت وعلى خطنا الكفاحي الذي أثبت صحته، وأتوجه أخيرا الى الشباب، أنظروا الى مواقفنا الثابتة، المبنية على أسس أممية ومبدئية انسانية ووطنية وثورية، ولا يستطيع أي أحد أن يزاود على مواقفنا وشعاراتنا".

وشدد البيان: "وقال الكاتب محمد علي طه في كلمته إن ما حدث في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر هذا الصيف لا يمكن فصله عمّا يحدث في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن؛ فهنا الاحتلال المدعوم أمريكيًا، وهناك الأيدي الأمريكية التي تعمل لتمزيق الدول العربية. وحمّل طه حكومة الاحتلال والاستيطان الكولونيالي السرطاني مسوؤلية العدوان على الشعب الفلسطيني، والمجازر البشعة، وقتل النساء والأطفال والشباب، وهو المسؤول عن قتل الجنود الإسرائيليين أيضًا. والاحتلال هو المسؤول عن مأساة 400 ألف فلسطيني بدون بيوت وبدون مأوى، وهو المسؤول عن معاناة قرى وكيبوتسات الجنوب التي هجرها سكّانها وهربوا. وقال طه: آن الوان أن يعرف الشعب الإسرائيلي بأنّ (دبابة) المركافه و(طائرات) الأباتشي والأف 16 لا تجلب الأمن بل تجلب العداء والكراهية، وأن يعرف معلقو القناة الثانية والأولى، المحرّضون على القتل وعلى الدمار أنهم يؤسسون الحقد والكراهية والعداء. وبعث بالتحية إلى قوى السلام اليهودية ممّن تظاهروا ضد العدوان عبى غزة والذي يؤيدون السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967. وأكد طه: "لقد أفشل شعبنا العدوان، وليس له طريق إلا الوحدة ودعم حكومة التوافق الوطني (...) فالنصر هو إنهاء الانقسام، والمحافظة على الوحدة الوطنية، وألا نسمع كلام هؤلاء الذي يتاجرون بالدم الفلسطيني". كما تطرق إلى عمليات الإعدام في القطاع قائلا: "علينا ألا نقدّم صورًا داعشية للعالم حتى نحرف كاميراته عن جرائم الغزاة". وقال طه: يؤلمني ما تقوم به داعش والنصرة واخواتها باسم الإسلام، يذبحون المسيحيين والأكراد والإزيديين والشيعة والسنة باسم الإسلام. يفعلون هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين التاريخ وجبين العالم، كي يستدعوا أمريكا والمستعمرين للدخول إلى سوريا ولبنان والعراق كأنهم مُنقِذون. وتابع: أمريكا هي التي خلقت طالبان، وهي التي خلقت داعش. وداعش تخدم أمريكا. داعش ليسوا بشرًا، إنهم حيوانات ضارية تشوّه صورة المسلمين في العالم. فمتى كان المسلمون يقتلون المسيحيين؟".

وإختتم البيان: "وتحدث طه عن دور العرب المسيحيين في الحضارة الإسلامية على مرّ العصور، في السياسة والثقافة والعلم، وفي صدّ الفرنجة، مؤكدًا: "لحمهم لحمنا، دمهم دمنا، شرفهن شرفنا، وجودهم وجودنا، ومستقبلهم مستقبلنا". وأكد طه: لا بدّ للشعب العرب أن يطلع الفجر، وأن يهزم الاستعمار ويفشل مخططاته وأن يلفظ أذناب الاستعمار ووكلاءه في المنطقة. لا بدّ للشعب العربي أن يعيش في نظام ديمقراطي يحترم الشعب والإنسان وكرامة الإنسان (...) أنا واثق بالشعب العربي، فلا شعب أحسن من شعبنا، كما أن شعبنا ليس بأحسن من الشعوب الأخرى".