الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 01:01

استفحال الجرائم في وسطنا العربي في البلاد/ الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 02/09/14 08:23,  حُتلن: 08:56

الدكتور صالح نجيدات:

لا يمكن منع الجريمة في المجتمع العربي أو التقليل من تأثيرها إلا عبر التعاون والثقة بين المؤسسات الرسمية كالمدارس ومكاتب الخدمات الاجتماعية والشرطة 

الجرائم التي ارتكبت أخيرا وأدت إلى إزهاق أرواح أناس أبرياء قتلوا بأسلحة فتاكة لابد من الدولة أن تتدخل لتجريد هؤلاء المجرمين من تلك الأسلحة وبقوة القانون ويجب على المختصين من دراسة الأسباب الحقيقية لارتكاب وانتشار الجرائم
 

في الايام الماضية، شهد المجتمع العربي العديد من أعمال العنف وجرائم مروِّعة كما حدث في مدينة الطيبة والطيرة وقتل أخوين من جت المثلث وغيرها من أحداث عنف في المجتمع العربي. زيادة نسبة الجرائم البشعة في المجتمع العربي في البلاد وخروج الكثيرين عن القوانين وارتكاب العديد من الجرائم العنيفة كالقتل والسطو المسلح والسرقات الكبيرة والاعتداء على الأرواح والممتلكات والفوضى الأمنية وتهديد السلم الاهلي، لا بد أن تكون وراءها أسباب مباشرة تجعل الشخص يرتكب تلك الجرائم التي تهز المجتمع وتفقد الأمل بالأمن المنشود.
إن الجرائم التي ارتكبت أخيرا وأدت إلى إزهاق أرواح أناس أبرياء قتلوا بأسلحة فتاكة لابد من الدولة أن تتدخل لتجريد هؤلاء المجرمين من تلك الأسلحة وبقوة القانون، ويجب على المختصين من دراسة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى ارتكاب وانتشار الجرائم ويلاحظ أن من الأسباب الرئيسية هي انتشار المخدرات في المجتمع بشكل مخيف وسهولة الحصول عليها وعلى الشرطه أن تعمل بجد للحد من انتشارها إلا انه لابد ان نسلط الأضواء على أوجه القصور في انتشار تلك المواد القاتلة وإبراز أدوار جهات أخرى كالمدارس والبيوت والمساجد والإعلام والأندية وكل مؤسسات المجتمع التي لابد ان تتضافر وتتعاون لحماية الشباب من تلك الآفات القاتلة والسموم الفتاكة التي تتفوق في ان تكون هي السبب الرئيسي لارتكاب جرائم السطو المسلح والسرقات والقتل والعنف. ان المخدرات هي آفة لابد ان تتدخل الدولة وبشكل قوي وعنيف وشديد لحماية الأبناء من تجار الموت الذين يعيثون في الأرض الفساد، فلابد من محاربتهم وتشديد القوانين لردعهم وإنشاء مستشفيات متخصصة لعلاج المدمنين ومتابعتهم بعد التعافي ويجب على الحكومة إعلان حالة الحرب على المخدرات فورا لمكافحتها والحد من انتشارها لحماية المجتمع. وفي هذا المناخ من ازدياد حوادث العنف، أصبحت مسؤولية رجال الشرطه مضاعفة الجهود في حفظ النظام والأمن الاجتماعي، ولهذا بات من المهم جدا توثيق التعاون ما بين رجال الشرطه ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام بكشف تفاصيل الجرائم ومنابع التهديد والعصابات التي تروع حياة الناس، كما أصبح على المواطنين زيادة الحرص والانتباه في أمور الحماية الشخصية والحذر.
ولا شك أن هناك الكثير من الأسباب وراء انتشار الجرائم في المجتمع العربي ومنها السبب الرئيس وهو البحث الدائم عن الكسب السهل غير المشروع ، كما أن مشاكل الفقر والبطالة والمخدرات والسكر تسهم بشكل كبير بتحول الكثير من الشباب عن جادة الصواب إلى درب الإجرام، ولا ننسى أيضا الضغوطات الكبيره التي ترافق الأوضاع النفسية لمعظم الناس تتسبب في اللجوء السريع للعنف. أمَّا السبب الأكبر وراء انتشار العنف فهو الانتشار غير المنضبط للسلاح بين أيادي الناس دون رقيب ولا حسيب والافتخار بحيازته واستخدامه وجعله رمزا للرجولة. لا يمكن منع الجريمة في المجتمع العربي أو التقليل من تأثيرها إلا عبر التعاون والثقة بين المؤسسات الرسمية كالمدارس ومكاتب الخدمات الاجتماعية والشرطة ومؤسسات المجتمع المدني والسلطات المحلية وزيادة الوعي بين الشباب بواسطة الندوات الاجتماعية والمحاضرات التخصصية،  لان الاعتماد على الشرطة في علاج الجريمة في الوسط العربي لوحدها لن يحقق الهدف لان الشرطة تغض الطرف عن الجرائم في الوسط العربي ونجاحاتها قليله جدا في اكتشاف المجرمين لغاية في نفس يعقوب.  يزداد عدد السكان، وتزداد معدلات الفقر والبطالة، ويزداد الإحباط الاجتماعي بسبب التباين الكبير ما بين الثراء الفاحش والفقر المدقع ، وتنتشر آفات المخدرات والمشروبات، وتزداد التعصبات العائلية والطائفية وكل تلك العوامل تزيد من انتشار الجرائم،  لذا اقترع على السلطات المحليه العربية نتيجة تقاعص الشرطه في علاج الجرائم في وسطنا العربي اقامة دوريات حراسة منظمة ذات صلاحيات في كل قرية ومدينه لحفظ الامن والأمان والسلم الاهلي ومنع السرقات والجرائم الاخرى.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة