الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 10:02

وأصبح قانون الغّاب يسود البلدات العربية/ بقلم: وليد عيساوي

كل العرب
نُشر: 06/09/14 13:58,  حُتلن: 08:05

وليد عيساوي في مقاله:

لماذا يحمل السلاح في الوسط العربي ولأي غرض؟

صرخة ألم مدوية تخرج من صميم العائلة العربية وترفع عالياً شعاراتٍ إنسانيةً منددةً بالحالات الإجرامية

بلداتنا فقدت بوصلة الطريق السليم وهذه سمة تدل على قرب إنهيار المعايير الاجتماعية فمصرع المرأة والمربي والشاب والشيخ وآخرين في غضون أسابيع قليل

رغم البربرية المنتشرة لثلة المفسدين في القرى والمدن العربية إلا اننا نرى بصيص أمل وفرصة ذهبية لمعالجة الخلل وتفشي ظاهرة السلاح واستعمالاته المميتة بواسطة تكاتف وتظافر جهود الشرطة

قال (ص) "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، في الآونة الاخيرة تتحدى ظاهرة العنف المستشري في المجتمع العربي ثقافة القيّم الانسانية، والتي أصبح العنف جزءاً من حضارة مجتمع وصل الى انحدار في سلم القيّم وتفشي ظاهرة القتل المتعمد، وكما قال الله عز وجل "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما".

صرخة ألم مدوية تخرج من صميم العائلة العربية، وترفع عالياً شعاراتٍ إنسانيةً منددةً بالحالات الإجرامية، واستعمال السلاح في كثير من البلدات العربية، وتستنجد بالبحث عن سبل لمكافحة الجريمة. الوضع الذي يقول بلسان حاله إن بلداتنا فقدت بوصلة الطريق السليم، وهذه سمة تدل على قرب إنهيار المعايير الاجتماعية. فمصرع المرأة، المربي، الشاب، الشيخ وآخرين في غضون أسابيع قليلة، إشارة تدق ناقوس الخطر في المجتمع الذي سمح بدمج أفكار العولمة التي لا تتوافق مع فكر واتزان الأُسرة العربية التي وجهت أبناءها الى إعلان الولاء وتقديس الطاعة العمياء للأوامر الهدامة كالانتقام، التخويف، والتفنن في حالات الإجرام.

لقد اصبح من الضروري أن نجتث وباء العصر السرطاني العنيف من المجتمع العربي، وذلك لأَن ميادين العنف تعدت الشوارع وإنتهكت حرمات البيوت، الحرم التربوي، ومؤسسات مشابهة، وأدى ذلك لفقدان الأمن والأمان للمواطن مكان وجوده حتى في بيته، فما يحدث من إطلاق رصاص في البلدات العربية دليل على إفلاس اخلاقي، وعدم إحترام، ولا تقبل الآخر، وعلى المجتمع محاسبة ومعاقبة الجناة. ويمكن إجمال الأسباب في عدم تطبيق القوانين بحق المذنبين، وجود بيئة اقتصادية واجتماعية سلبية داعمة، عدم توفير أماكن ترفيهية تليق بمستوى العصر الذي نعيشه، وأسباب أُخرى تقع تحت منظومة عدم تطبيق برامج التوعية والخطط الوزارية.

رغم البربرية المنتشرة لثلة المفسدين في القرى والمدن العربية، والذي أنار أمام أعين الجمهور ضوء احمر، إلا اننا نرى بصيص أمل وفرصة ذهبية لمعالجة الخلل وتفشي ظاهرة السلاح واستعمالاته المميتة بواسطة تكاتف وتظافر جهود الشرطة، اللجان الشعبية، المؤسسات التربوية، السلطات المحلية، الجمعيات الحقوقية والإنسانية، القيادات المحلية ولجنة المتابعة القطرية الذين تقع عليهم مسؤولية وضع حد للفوضى العارمة ومعالجة ظاهرة الوباء الأخلاقي بواسطة تفعيل البرامج التوعوية، تذويت وتعزيز التربية للقيم الانسانية.

وفي النهاية، يمكن القول إن عدم معالجة ظاهرة العنف والتعامل معها بجدية يوفر بيئة داعمة للمجرمين، ويُشرعن العنف الذي يستبيح أمن وراحة المواطن العربي، واكتفي بتوجيه بعض الأسئلة للمؤسسات الفاعلة والقياديين الذين يقفون مكتوفي الأيدي حيال هذا الامر، ويطلقون تصريحات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع:
لماذا يحمل السلاح في الوسط العربي ولأي غرض؟
هل ساد قانون الغاب القرى العربية؟
هل انعدمت الثقافة الصحيحة للتسامح والعيش الكريم؟
أين دور الأهالي، اللجان المعنية حيال ظاهرة العنف؟
هل أصبحت استباحة حقوق المواطن امراً لا أهمية له؟
هل استنفدت الخطط العلاجية في القضاء على ظاهرة العنف (مدن بلا عنف)؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net  


مقالات متعلقة