د. غازي فارس رئيس المجلس المحلي في قرية البقيعة:

 توجه شبابنا الى الخدمة الاجبارية جعل منا مجتمعًا يفتقر لاهم الوظائف الخدماتية 

وصلت الديون في البقيعة الى 30 مليون شاقل، وبدلاً من اعمل على ترتيب أوراقي لبناء خطة مشاريع تطويرية، فإنني أجد نفسي أقوم ببرمجة أوقاتي لقسم الجباية

مرارًا وتكرارًا توجهت لرؤساء السلطات المحلية الدرزية والشركية حتى يكون لنا قرار جماعي في المنتدى وتقديم استقالة جماعية، لأن الوضع في سلطاتنا المحلية على شَفا هاوية

قال د. غازي فارس رئيس المجلس المحلي في قرية البقيعة في الجليل الاعلى ردًّا على ما نشر يوم أمس، بخصوص استقالته من رئاسة المجلس المحلي، لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب: "أنا منذ ترشحي لخدمة أهلي في قرية البقيعة قطعت على نفسي الوعودات أن أكون مخلصًا لهم، وأن أخدمهم على اختلاف شرائح المجتمع في البقيعة، وحتى بعد نجاحي وضعت صوب نظري اهمية كبيرة لانجاز العديد من المشاريع التي تعود بالمنفعة على اهل البقيعة، وقد تسلمت المجلس كباقي زملائي رؤساء السلطات المحلية الدرزية، بعجز بملايين الشواقل والتزامات بالدفع للعديد من الجهات والشركات والمقاولين".

د. غازي فارس

وأضاف قائلاً: "وصلت الديون في البقيعة الى 30 مليون شاقل، وبدلاً من اعمل على ترتيب أوراقي لبناء خطة مشاريع تطويرية، فإنني أجد نفسي أقوم ببرمجة أوقاتي لقسم الجباية، وتحولت ادارة المجلس فقط لقسم الجباية، وقد أبرقنا العديد من الرسائل التي تخاطب الوزارات المختصة وفي مقدمتهم وزارة الداخلية، في سبيل المساعدة لحل الازمات والمشاكل التي تواجه ادارة المجلس المحلي، وما سمعته منهم هو الوعود تلو الوعود والتسويف، وقد مرت سنة على تلك الوعود ولم يتقدم الامر في شيء، وانا التزامًا بوعودي لاهلي في البقيعة، ونتيجة لما آلت اليه الامور في البقيعة، فقد ابرقت برسالة قمت بتسليمها في مكاتب وزارة الداخلية، اعلن فيها عن استقالتي من رئاسة المجلس المحلي، وقمت بالتطرق للعديد من القضايا انفة الذكر".

استقالة جماعية
وردًّا على سؤال موقع العرب فيما لو يقدم نصيحة لزملائه الرؤساء بتقديم استقالة جماعية قال غازي فارس: "فعلاً، مرارًا وتكرارًا توجهت لرؤساء السلطات المحلية الدرزية والشركية، حتى يكون لنا قرار جماعي في المنتدى وتقديم استقالة جماعية، لأن الوضع في سلطاتنا المحلية على شفا هاوية، والامور آخذة بالتدهور ولا يمكن ايجاد أي حلول الا بمساعدة وزارة الداخلية، وقبل شهرين اجتمعنا في بلدية سخنين مع رئيس اللجنة القطرية مازن غنايم وادارة السلطات المحلية في البلاد، وذلك في سبيل المساعدة على عدم الزام السلطات المحلية بدفع ال 25% من ميزانية اي مشروع تطويري او خدماتي لسكان القرية، وهذا يشكل لنا عبئًا كبيرًا، ومن اين لنا الاموال التي يمكن أن ندفعها، وليس هناك من يستمع الينا ونشعر اننا نصرخ في واد والوزارات في واد آخر".

وأضاف غازي فارس: "رؤساء السلطات المحلية الدرزية والشركسية على مدار عشرات السنوات، يطالبون بتقليص الفجوة مع الوسط اليهودي، وما يعاني منه المواطن في البلدات الدرزية يعاني منه المواطن العربي في البلاد، وخاصة في مجال الميزانيات والخرائط الهيكلية وتوسعة مناطق النفوذ للبدات العربية، ولدينا في السلطات الدرزية والشركسية توجهنا للدولة، واكدنا وجود نقص ب 10 الاف قسيمة بناء للجنود المسرحين، ولقرية البقيعة ينقصها ما يزيد عن 500 قسيمة بناء لسد الفجوة، ومنح الجنود المسرحين حقهم الطبيعي في بناء عش الزوجية على قطعة ارض من الدولة التي وعدتهم بتوفير تلك القسائم، وهذا الامر اكدناه للوزارات الا ان احدًا لا يستمع لنا، وقلنا ان مثل هذه المشكلة يواجهها شبابنا وتضطرهم للبناء غير المرخص خارج مسطحات القرى الدرزية، وان الغرامات الباهظة التي تفرضها لجان التنظيم والبناء تجعل الاحتقان يزداد في الشارع الدرزي، حتى اننا نرى ان البلدات العربية قد تطورت اضعاف ما تتطور به البلدات الدرزية، وهذا يؤكد ان اتباع سياسة الاجحاف بحق السلطات المحلية الدرزية كبير، ويجب ان تكون خطوات جريئة لتضييق الفجوة، والا فاننا مضطرون لتقديم استقالاتنا الجماعية، كوننا لم نستطع ان نخدم مواطنينا ولا يمكن لنا ان نكون مشاركين للدولة في ظلم اهلنا في بلداتنا العربية".

واكد الدكتور غازي فارس لمراسل موقع العرب: "إن توجه شبابنا الى الخدمة الاجبارية جعل منا مجتمعًا يفتقر لاهم الوظائف الخدماتية، وعلى سبيل المثال فإن مدينة سخنين تخرج كل سنة 20 – 25 طبيبًا بينما البقيعة تخرج  طبيبًا كل 15 عامًا، بسبب وجودهم في الخدمة العسكرية، وبالمقابل هؤلاء الشباب لا يجدون من يمنحهم قسيمة الارض لبناء بيوتهم لايواء اطفالهم".