الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

شباب فلسطين الى أين..؟ ومن المسؤول؟ /بقلم:سميح خلف

كل العرب
نُشر: 15/09/14 07:42,  حُتلن: 07:44

سميح خلف في مقاله:

صمد االشعب الفلسطيني طيلة 51 يوما وهناك اخفاق سياسي ما بعد الحرب لم يحصد الشعب الفلسطيني ثمنا لما قدمه من تضحيات وصمود

أبعاد سلوك الهجرة في عقلية الشباب هي حالة تمرد على الواقع تاخذ سلوك المغامرة ولو كان المتوقع ان تقع اجسادهم بين فكي الحوت او سمك القرش في عرض البحر

عملية الازهاق لشعبنا في غزة لم تكن هي الحدث الفريد والاول من نوعه بل عانت مخيماتنا في لبنان مثل هذا الازهاق ومنع الوظائف والتوظيف والحصار 

الحدث هو ما فوق العاطفة ، بل حدثا له اعماق ومحاور وربما المليودراما التي تواجهها الايكونات الوطنية من ابعاد لا اعتقد ان نجد لها حلول سريعة ، وهي هجرة شباب فلسطين والقاطنيين في قطاع غزة المحاصر في كل شيء، أبعاد سلوك الهجرة في عقلية الشباب هي حالة تمرد على الواقع تاخذ سلوك المغامرة ولو كان المتوقع ان تقع اجسادهم بين فكي الحوت او سمك القرش في عرض البحر، هذا هو حال شباب فلسطين، الذي تمرد على واقع التشرذم والخصصة الحزبية والفصائلية بل واقع التهميش والانفصام السياسي والامني وسلوكياته المتعددة، شباب فلسطين المهاجرين الى عمق البحر وطريقه المجهول من اجل حياة امنه يسمعون عنها في دول الغرب حيث العدالة والقانون والرخاء الاقتصادي... والبحث عن تأمين معيشي لعائلاتهم التي تخلى عنها ذوي الشأن والمسؤلية في بقايا الوطن وسلطته المفروضة قصرا عليه ببكل حماقتها وتفاهتها ونرجسياتها.

نحن نتحدث عن ظاهرة الهجرة ربما بشكلها الاستراتيجي كتفريق لقدرات المجتمع الفلسطيني من طاقاته البناءة، وربما يصب ذلك بشكل او باخر لخدمة مشروع الترانسفير والازهاق الذي يمارس على شعبنا الفلسطيني لحل مشكلة الديموغرافيا التي تهدد الكيان الصهيوني مستقبلا وتهدد نظريته على الارض، وهي تخدم اطروحات كثيرة ومشاريع كثيرة تم تداولها عبر سنوات الصراع للتوطين في دول شتى في العالم.

عملية الازهاق لشعبنا في غزة لم تكن هي الحدث الفريد والاول من نوعه، بل عانت مخيماتنا في لبنان مثل هذا الازهاق ومنع الوظائف والتوظيف والحصار ولان شعبنا في لبنان هو من اهم الايكونات الوطنية للحفاظ على جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، ولذلك شهدت مخيماتنا في لبنان افواج متتالية من تسهيلات الهجرة لدول امريكا اللاتنية والاسكندنافية واستراليا وغيره من بقاع الارض وتجاوزت الاعداد لاكثر من 100 الف مهاجر ...!! وكان ذلك في نطاق تقاعس منظمة التحرير والسلطة حديثا في مواجهة هذه الكارثة على المستوى الذاتي وعلاقاتها الاقليمية.

نموذج اخر من هجرة شباب فلسطين هي هجرة العسكريين من جناح العاصفة ضباط لهم تاريخهم المقاوم والذين تمردوا على واقع البرنامج السياسي لحركة فتح وقيادتها، وحينما فقدوا الامل في الاصلاح ووقف الهرولة نحو العدو ،وعندما ايقنوا انهم سيصبحون جزء من ايكونات بيع الوطن بمشاريع تصفوية لقضيتنا وحقوقنا.

الهجرة وكما هي مطروحة عارا وطنيا واخلاقيا ولان الشعب الفلسطيني في ارض الرباط هذه هي وظيفته بصموده ووجوده امام خطر المشروع الصهيوني واقامته على ارض فلسطين ، سيبقى هذا المشروه في محل صدام مع واقعنا ووجودنا الفلسطيني والعربي، ولا تبرير مقبول من هذا اوذاك ليقول ان الهجرة مباحة في ظرفنا الفلسطيني، ولان شعبنا في غزة يعاني من البطالة والفقر، وهل نسي هؤلاء ابجديات واجباتهم الوطنية والاخلاقية تجاه شعبهم..؟؟؟!!!

وهنا نتسال..؟؟ لماذا انتشرت ظاهرة الهجرة في قطاع غزة بعد المعركة الشرسة لمدة 51 يوما مع الاحتلال، ومن قام بتسهيل تلك الهجرة ، لم تكن تلك الظاهرة شكلا وموضوعا محل صدفة بل هي عمل منظم ومرتب ، وخاصة اننا نبدع في ميكانيزمات العمل الامني الذي لا يترك كبيرة ولا صغيرة تجاه كل من يمشي على الارض سواء على المستوى الذاتي او الاقليمي، اين الاجهزة الامنية التي لا تنام سواء من امن حماس او امن سلطة رام الله، فكلهم يعملون، وكل حسب برنامجه، هل اصبحت قضية تفريغ الوطن قضية ليست في دائرة اهتمامهم..؟؟ هل تلمك الظاهرة لا تهدد امننا القومي...؟؟ هل تلك الظاهرة لا تشكل خطر على التوازن الفسيولوجي في الشعب الفلسطيني ذكورا واناث ومخا سيترتب عليها من انهيار خلقي وسلوكي في المستقبل ، بالاضافة الى الابعاد الكارثية وطنيا بكل جوانبها.

المسؤليات محددة في هذا الاطار ، نعم هناك بطالة تقدر 100 الف عاطل عن العمل، وهناك بطالة مقنعة من موظفين، وهناك ازمة رواتب لقطاع كبير في غزة ، وهناك ادعاءات بين من هم شرعيون وغير شرعيين، وهناك انقسام يضرب جذوره ليس على مستوى الفصائل بل اصبح على مستوى الاسرة انقسام عمودي وافقي يضرب المجتمع الفلسطيني ، بالتاكيد ان المسؤول هم النخب السياسية والفصائل ونرجسياتها ومسؤلياتها فقط حول اعضائها والمقربين من اعضائها فقط.

صمد االشعب الفلسطيني طيلة 51 يوما وهناك اخفاق سياسي ما بعد الحرب لم يحصد الشعب الفلسطيني ثمنا لما قدمه من تضحيات وصمود، بلا شك ان احد ظواهر الهجرة الاحباط بعينة وفقدان الامل لدى الشباب من تحقيق أي انجاز وطني سواء على مستوى ونطاق مفهوم التحرير او الجانب المعيشي المتهتك، ربما احديقول ان الاحتلال هو المسؤول نعم هناك جانب من المسؤلية ولا يعني ذلك اننا نستسلم لارادة الاحتلال وبرامجه والعمل في نطاقها.

وهنا لنا تساؤلات اخرى ::؟؟ اين الرئيس بمسؤلياته الدستورية والوطنية مما يحدث اليس هو المسؤول الاول وان تلفك الظاهرة احد مؤثرات برنامجه السياسي تجاه غزة،!!! اين منظمة التحرير بصفاتها جميعا الدستورسة والقانونية ومسؤلياتها تجاه الشعب الفلسطيني..؟؟ اين حماس وقوتها وقوة امنها الذي بسط الامن والاطمئنان في غزة وهل مرت تلك الظاهرة بدون علمها؟؟؟ لا اعتقد ذلك.. هل تعمل حماس كمسؤلة عن الكل في غزة ام عن جزء وخاصة بعد اكذوبة حكومة التوافق..

نعم، لا نعفي كل ظواهر الفساد من تفشي ظاهرة البطالة والانانية الحزبية وغيره واستطيع القول ان المال المنهوب من الشعب الفلسطيني والذي يقدر بعشرات المليارات كان يمكن ان يفك الضائقة الاقتصادية والمعيشية والبطالة للشعب الفلسطيني، ولكن يبدو ان ظاهرة الفساد السياسي والامني والاخلاقي تأبى ان تعود لضميرها لتضع تلك الظاهرة محل اهتماماتها الوطنتية ولان من تنازلوا عن فلسطين مقابل مسائل انية ومصالح ذاتية ستروق لهم تلك الظاهرة وهي ظاهرة هجرة شباب فلسطين الى المجهول ولان الوطن والشعب كله ذاهب الى المجهول في ظل القصور القيادي والوطني والاخلاقي من تلك القيادات تجاه شعبهم وقضيته وحقوقه.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة