د. صالح نجيدات في مقاله:

البطالة تسبب لك الصراع الداخلي بسبب عدم وضوح الرؤيا لجوانب حياتك ومستقبله ولديك دائما عدم رضا وشعور بالعجز

البطالة تشكل خطرا على صحتك وتسبب لك الفقر والمشاكل ويمكن أن توقعك في جريمة وهي تجعلك تتسكع في الشوارع والمقاهي 

البطالة هي شعور بالضياع والإحباط والاكتئاب والعزلة والقلق والعصبية ومثل هذا الشعور يولد شعورا عدوانيا مدمرا للشخص ولمن حوله وللمجتمع

الذي جعلني أكتب هذه المقالة هو أن هناك نسبة لا يستهان بها من شبابنا عاطلين عن العمل وهذا الوضع يسبب للفرد والمجتمع مشاكل كثيرة ومنها انتشار الجرائم كما نرى ونشاهد اليوم في مجتمعنا  ولذا اتوجه لكل فرد عاطل عن العمل وأقول له، اعمل بأي عمل ولا تكن عاطلا عن العمل، لأن البطالة تشكل خطرا على صحتك، وتسبب لك الفقر والمشاكل، ويمكن أن توقعك في جريمة، وهي تجعلك تتسكع في الشوارع والمقاهي، وتزيد من امكانية تورطك باستعمال المخدرات أو المشروبات الكحولية، وتدخلك في يأس وإحباط وقهر وظلم، وتقحمك في شجارات داخل العائله أو خارجها، وكل ما يخطر على بالك من كلمات قريبة أو متقاربة من هذه المعاني وقد تكون أعمق منها في المعنى ولكن الأهم أن البطالة قد تؤدي الى الموت والموت سببه الانتحار أو ارتكاب جريمة كما قلنا.

البطالة تسبب لك الصراع الداخلي بسبب عدم وضوح الرؤيا لجوانب حياتك ومستقبلها، فما تعانيه في حاضرك يحرك لديك سلوكا ووجدانيات سلبية لأن طاقتك كامنة وغير متحركة ولا تستطيع ان تفعل شيئا لحياتك ومستقبلك وأنت ترى الفرص تتوافر لغيرك وهذا ما يعرضك لمظاهر غير طبيعية نتيجة الحالة غير الطبيعية التي تعيشها ويكون سببها عدم وجود توافق نفسي واجتماعي في حياتك، فلا يمكن وبأي حال من الأحوال أن تنعم بأي نوع أو بأي حالة من حالات السعادة والراحة ولديك دائما عدم رضا وشعور بالعجز حتى أنك تصل الى حالة من فقدان الثقة بالنفس.

لا تكن عاطلا عن العمل لأنك تعرض نفسك لضغوط نفسية والى حالات البؤس والعجز وعدم القدرة على الفعل ولديك يحصل الملل والوحدة وأنت دائما قد نجدك حاقدا على المجتمع ووضعك هذا قد يؤثر بشكل مباشر على أسرتك التي قد نجدها تعاني أكثر منك بسبب انعكاس ضغوطك النفسي على كل افراد اسرتك، ونحن نعرف معاناة الكثير من الأسر التي لا يجد رب العمل فيها فرصة ليُعيل اسرته وكثير من الأبناء الذين يجلسون في البيوت لا حول ولا قوة لهم أمام عدم وجود جهة توفر لهم العمل.

لا تكن عاطلا عن العمل، حتى لا يصل لديك الاحباط حد اليأس نتيجة الضغوط، واليأس يولد لديك حالة قد تصل الى الانتقام من أي شيء حتى من ذاتك وإنهاء حياتك، أو ارتكاب الجرائم، فلا يمكن -بأي حال من الأحوال- أن تعتبر حالات الانتحار التي تحصل حاليا بعيدة كل البعد عن البطالة والفقر وكذلك عمليات التعرض الى الأسر والتي قد تصل حد القتل لما تعكسه حالة البطالة من يأس وانتقام يتولد لدى المتعطِّل عن العمل الذي لا تتوافر لديه المادة والنقود فيستسهل الثأر من اقرب الناس له عندما لا يساعدونه في الحصول على المال وهو عاطل عن العمل.

البطالة هي شعور بالضياع والإحباط والاكتئاب والعزلة والقلق والعصبية ومثل هذا الشعور يولد شعورا عدوانيا مدمرا للشخص ولمن حوله وللمجتمع، لذا اخي الشاب أنصحك أن تسعى بشكل حثيث وجاد لاجاد أي عمل واعمل به حتى لا تعرض نفسك الى التهلكة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net