الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

رفض التدخل الامريكي في سوريا تحت عنوان "داعش"/ بقلم: رجا اغبارية

كل العرب
نُشر: 16/09/14 21:14,  حُتلن: 08:33

رجا اغبارية / حركة أبناء البلد في مقاله:

بغض النظرعن ان جميع دول الحلف الدنس هذه رفضت المشاركة العسكرية الفاعلة على الارض الأمر الذي يقول الكثير لأيتام هذا الحلف ألا انهم اصروا على استثناء روسيا وايران وسوريا من تطبيق قرار" الشرعية" الدولية !

صحيح ان الخطر على سوريا تضاعف اليوم اكثر من قبل لكن الصحيح ايضا ان الموقف السوري الذي يخضع لناري الحرب الكونية والداخل السوري صاح وجاهز تماماً لكل الاحتمالات بحسب تأكيدات المسؤولين السوريين

ذاب الثلج .... قرر امس "مجلس التحالف" الامبريالي بقيادة امريكا " لمحاربة " داعش، رفض مشاركة ايران وسوريا وروسيا في هذه " المعركة" لمحاربة الارهاب الداعشي. وقد شارك في اجتماع باريس ثلاثون دولة جلها من الدول التي تطلقت على نفسها " اصدقاء سوريا " بما في ذلك مندوب النظام العراقي برئيس حكومته السابق واللاحق _ صنيعي العدوان الامريكي على العراق!

ينسجم هذا القرار مع قرار الكنغرس الامريكي الذي اقر اقتراح اوباما " لمحاربة " داعش بحيث تضمن نفس القرار زيادة دعم ما يسمى المعارضة السورية الأكثر اعتدالاً بهدف الاستمرار في " الثورة " ( الحرب الكونية ) لاسقاط النظام السوري!

لا يوجد اوضح من هكذا قرارات صادرة عن رأس الامبريالية العالمية وذيولها العربية والأسلامية في المنطقة ومساهمة اضطرارية في عملية ترتيب الاوراق التي خلطوها هم انفسهم في الاسابيع التي خلت. وبغض النظرعن ان جميع دول الحلف الدنس هذه، رفضت المشاركة العسكرية الفاعلة على الارض، الأمر الذي يقول الكثير لأيتام هذا الحلف، إلا انهم اصروا على استثناء روسيا وايران وسوريا من تطبيق قرار" الشرعية" الدولية! رغم ان موقف سوريا " الدبلوماسي" اجاز المشاركة بشرط التنسيق والحفاظ على السيادة السورية. الامر الذي رفضه الحلف الدنس من منطلقاته التي ستطهر لاحقاً، ورفضناه نحن من منطلقاتنا المبدئية والاخلاقية والاستراتيجية، سوية مع كل أحباء ومناصري سوريا - المعادية للأمبريالية مبدئياً واخلاقيا حتى قبل صدوره وان كان مشروطاً. ذلك لأننا لا نأتمن جانب الاستعمار حتى لفترة زمنية محدودة تحت عنوان " المصلحة المقدسة المشتركة " بين الاستعمار واعدائه المعلنين. فامريكا التي بنت كل مشروعها الامبريالي الاصلاني في المنطقة للتخلص من دول القومية العربية والاسلامية المقاومة والمناهضة للأستعمار عينه (محور الشر) لا يمكنها ان تنسف مشروعها برمته امام حلفائها لمجرد حصول خلل قيادي في احد مركبات عملائها الاحتياطيين، واعني هنا قيادة داعش. فالحرب المزعومة على داعش حدد سقفها اوباما تحت عنوان انه :" لا يريد القضاء على القيادة السنية الحالية "، أي داعش وحاضناتها في الخليج وتركيا برمتها، وانما يهدف الى استبدال القيادة المتطرفة (التي خرجت عن طوعه – اضافتي ) بقيادة معتدلة "! كان هذا التصريح في نفس الخطاب الذي القاه امام الكنغرس للحصول على موافقته بشن الحرب ضد ارهاب داعش!

أما تركيا ومصر المتحفظتان على المشروع الفرعي الجديد (محاربة ارهاب داعش ) لهما ما يبرر موقفهما. انهما متمسكتين بالمشروع الاصلي الذي تبلور في حينه بين اردوغان ومرسي وامريكا لأقامة دولة " الخلافة الاسلامية السنية " تحت علم حلف الناتو الامبريالي. وقد استمر السيسي بنفس السياسية مع تبديل طفيف بين قاعدة امريكا الصغيرة قطر بقاعدة امريكية اكبر اسمها السعودية. فهما مربيات وحاضنات داعش بصفتها ذراع منفذ للخلافة الاسلامية بقيادة الاخوان المسلمين ( تركيا – مصر ) لا يمكنها المساهمة في " تقنيم أظافر" هذا الذراع دون ان تعرف حصتها بالغنائم المنتظرة ودون ان تعرف وتطمئن على مستقبل مشروعها الاصلاني للخلافة، متجاهلين تماماً الفشل الذي اعتراه بسبب صمود سوريا ومعسكرها المقاوم لهذا المشروع الاستعماري الذي البسوه في اقبية السي آي أيه اسم " الربيع العربي " و"الشعب يريد اسقاط النظام "!

على هذه الخلفية " المبدئية " رفضت امريكا واتباعها مشاركة سوريا وروسيا وايران في تطبيق " الشرعية الدولية " حيال داعش. كذلك قرر اوباما تقديم المزيد من الدعم للمعارضة " المعتدلة " السورية وصولاً الى تحقيق هدفها الاصلي، أي اسقاط النظام السوري مضافاً الى التعديل التصحيحي ( الحرب على ارهاب داعش ) المزمع في العراق للدويلة السنية وبموافقة ومساهمة دويلتي الاكراد والشيعة – الصنيعتين امريكياً في العراق. هذا الموقف الجذري للاستعمار وذيوله لم يسعف بعض مركبات هذا الحلف الدنس اصحاب الموقف الكامل والواضح او اصحاب انصاف المواقف الذين ارادوا ان يرقصوا في كل الساحات.... من جهة التمظهر امام الجماهير العربية والاسلامية بعدم الرضا من امريكا ومشاريعها المتعددة الأوجه والغير ثابتة، الا على مصلحتها الامبريالية، والأنخراط من جهة ثانية في المشروع الامبريالي الاصلاني " الخلافي – الاسلامي – الناتوي "! ماذا نفعل اذا ما اصر هؤلاء على ممارسة رقصة " التانجو" مع الاستعمار مدفوعة الثمن والوقود والتنفيذ الفرداني. فالوهم واحلام اليقظة ما زالا سيدي الموقف عندهم.

ذاب الثلج ... صحيح ان الخطر على سوريا تضاعف اليوم اكثر من قبل حيث ما زال خطر استغلال القرار الدولي لمحاربة داعش يمثل ذريعة بيد امريكا وحلفائها لضرب سوريا ونظامها وجيشها واسقاطها لا سمح الله. لكن الصحيح ايضا ان الموقف السوري الذي يخضع لناري الحرب الكونية والداخل السوري، صاح وجاهز تماماً لكل الاحتمالات بحسب تأكيدات المسؤولين السوريين. وها هي كذبة "العدو الشيعي مقابل السني" لم تصمد امام المصالح الحقيقية لمركبات واقطاب المحور الامريكي الواحد. فنظام العراق الشيعي المتأمرك الذي جاء على ظهر دبابة امريكية ليطيح بالنظام القومي العربي العراقي ايام المغدور صدام حسين، يستدعي مرة ثانية نفس الدبابة الامريكية لتثبيت حكمة الانفصالي بالعراق ومع نفس عملاء السنة التاريخيين!

لقد اتضح ان موقف سوريا منسق تماماً مع ايرا ن وروسيا وحزب الله. فقد صرح السفير الروسي بالامس على شاشة " المنار " : " ان روسيا لن تسمح بضرب سوريا وجيشها ونظامها واسقاطه، معتبراً ذلك تحد لروسياً وخطراً عليها" .... هذا يعني ان معادلة رفض التدخل الامريكي في سوريا تحت عنوان "محاربة" داعش اصبحت هي السائدة وهي اساس الاستراتيجية العسكرية السورية – ايرانية – روسيا – حزب الله في الايام والاسابيع القادمة. "فقد ذاب الثلج وبان المرج " كما يقول مثلنا الشعبي، رغم كل ضباب التضليل وبث الاوهام في داخل محور المقاومة بهدف اختراقه!

شعوب امتنا العربية لن تعود الى الوراء ولن تسمح باعادة خلافة الاستعمار العثماني الذي فسح المجال للاستيطان الصهيوني ان يبدأ ويتجذر في فلسطين واوصلنا الى ما اوصلنا اليه .... قيام الكيان الصهيوني كقاعدة استعمارية متقدمة في جسد الوطن العربي كمقدمة لمسار التفتيت الاول تنفيذا لمشروع سايكس بيكو الاستعماري ومساهماً اليوم باعادة تفتيت المفتت تأميناً لمستقبله ومستقبل الهيمنة الامبريالية في المنطقة .... هذا ما تحفظه الذاكرة الشعبية العروبية لأجداد اردوغان الوريث. وانا واثق ان اعادة التاريخ الى الوراء لن تحصل مهما مر على امتنا من حروب استعمارية ممهورة بطابور خامس من بين ظهرانينا اياً كان نوعه ولونه وديباجته الأيديولوجية! وان شعوب امتنا العربية ستنتصر حتماً على كل اعدائها القوميين والطبقيين مهما طال هذا الليل الاستعماري الحالك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة