الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

سميح القاسم باقٍ فينا/ بقلم: محمد رمال (يركا)

كل العرب
نُشر: 17/09/14 13:03,  حُتلن: 13:05

 
عبثاً حاولت ان استعطف اليراع لأكتب عن انسان عزيز علي وعلى الإنسانية جمعاء، احببته كما أحب كل الشرفاء العظام من شعبنا العربي عامه وشعبنا الفلسطيني خاصه، بل العالم اجمع، وان لم يكن بيننا توافق سروج فهو العملاق الشاعر المعطاء المتواضع والانسان الجريء المقدام وانا الانسان البسيط المعجب بأبي محمد سميح ...

لست ادري وليس لدي تفسير لماذا بخل علي قلمي في الكتابة فكأني به يرفض ان يقر برحيله الى الابد، فاضطررت الى الحيلة، فحملته بيدي وجلست قبالة شاشة الحاسوب لأسمع بعض من وقفاته الخاصه به، بأبي محمد فقط، فاهتزت مشاعره عندما سمعه في حيفا يتحدث عن المشفى، وفي دالية الكرمل، وفي سخنين وهضبة الجولان المحتله، في قصائده الكثيرة والكثيرة جداً، من غوانتاناموا الى رسالة الشام وتقدموا تقدموا ففوقكم جهنم وتحتكم جهنم، ثم منتصب القامة امشي مرفوع الهامة امشي في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي، وفجأة شعرت انه يهتز في كفي عندما شاهدنا وسمعنا سميح يقول : " لماذا تقتلني يا الهي، فانت تعرف انني احبك وانا اعرف انك تحبني، وانا راضٍ بقضائك"، "انا لا اخافك يا موت لكني لا احبك " .

وإذ به يبدأ بذرف الدموع وكأني به يشهق بالبكاء ويقول هات اوراقك، من اين نبدأ ؟ فقلت : مش مهم ! الأهم ان نحاول خط بعض الكلمات ايفاء لحق سميح علينا، وتعبيراً عن شعورنا واحساسنا العميقين اتجاه السميح، الأخ الحبيب، معترفين بعجزنا عن قدرتنا ايفاء حق رجل ليس ككل الرجال وعن طود شامخٍ اسمعت كلماته من في اذنيه وقر في كل اصقاع المعموره، فأينما وجد الظلم وما اكثره هذه الأيام في انحاء العالم ( اللهم ما عدا بلادنا، بلد الديمقراطية والسمنه والعسل فالظالم هنا هو المظلوم والمظلوم هو الظالم، يا رب تستر ) فإنبرى ابو محمد للدفاع عن شعب فيتنام في شرق اسيا يوم تعرضت للهجمات الوحشية الظالمة الامريكيه، وصدح وغنى لشعوب افريقيا في تحريرها، وخاصه جنوب افريقيا ورئيسها الراحل "نلسون منديلا"، ودافع عن حريات جنوب أمريكا وعلى رأسها كوبا برئيسها البطل الصامد "كاسترو"، اما عن نظام الشعوب العربية وحقها في الحرية والتحرير والعلم والثقافة فحدث ولا حرج.

ويهتز اليراع في يدي كأنه يصرخ في وجهي قائلاً : هل نسيت شعبنا العربي الفلسطيني العريق البطل، فكم تغنى به وناصره أبو محمد الانسان المتواضع الذي تألم لآلمه وفرح لصموده ووقفاته البطولية، وشجَّع الحركات التحررية وألهب مشاعر جماهيرنا بقصائده الثوريه كأنه البركان المتفجر، املاً ان تصل شظاياه الى صدور الحكام الظالمين الجاثمين على مقدرات وخيرات أراضيها العظيمه مطالباً بصرفها على العلم والمعرفهوالتكنولوجيا والابداعات متمنياً إعادة عصر ابن ثابت وابن حيان وابن سيناء وغيرهم وغيرهم ليثبت للعالم ان الدماغ العربي لا يقل جداره وقدره عن عظماء هذا العصر الحديث.

وفجأه يتوقف يراعي عن ذرف الحبر ليهمس في اذني: الا تظن أنك تجاوزت حدك يا صاحِ ؟ من اين يحق لك ان تكتب عن بيضة هذا الزمان؟ وصديق عمالقة الاحرار والثوريين، وند لعظماء الشعراء والادباء ونبع فوار في الكتابة والانشاء ورافض الاغراءات الماديه التي حاول بعض الزعماء الأثرياء إغداقها عليه، متمسك بشعبيته ومشاركته للناس كل الناس افراحها واتراحها حاملاً على كتفه نعشه وهموم الفقراء والمساكين أينما وجدوا.

تنهدت طويلاً وقلت له - لقلمي - وبكل بساطة لا أوافقك الرأي لأنني لا ادعي إني ناقد شعري ولا ادبي، فأنا انسان بسيط مغرم بأبي محمد ابن الإنسانية وشاعر الإنسانية، وانا واحد من الأكثرية الساحقة من أبناء شعوب العالم المظلومه وخاصه في شرقنا الحبيب الذين شغفنا وسحرنا بأقوال سميح القاسم تغنينا وسنتغنى بها ما دمنا احياء، واذا اردت الحقيقة فلا انا ولا احد يستطيع ان يوفي هذا الانسان حقه لكني أقول : احببناك يا أبا محمد حياً ونحبك اليوم راحلاً، لان اقوالك شعرٌ ونثرٌ وحديثٌ، ستظل على السنتنا وتصدح في اذاننا وسيبقى صدى صوتك يجلجل في مسامعنا ما دمنا ودام الزمان ولكن وفوق كل فوق ستبقى اراءك التحرريه الثوريه ونصرتك للفقراء والمظلومين ودفاعك عن شعبنا العربي الفلسطيني في الداخل والخارج النبراس والمشعل الذي ينير قلوبنا ودروبنا ما حيينا .

تواضعت فكنت كالنجم لاح لناظره على صفحات الماء وهو رفيع

هيهات ان يجود الزمان علينا بسميح ثانٍ ..
نم قرير العين أيها المفارق الغالي فان مت جسداً ستبقى حياً فينا بكل ما في الكلمة من معنى .
رحمات الله عليك

عليك سلام الله ما هبت الصبا وما رددت السن الناس لك ذكرى

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة