الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 12:01

القمر الشاحب/ بقلم: جنان سجيع أبو ليل

كل العرب
نُشر: 19/09/14 14:33,  حُتلن: 08:06

قبيل مساء جن جنونه اسودادا وحلكة، تتحضر الجياد لعبور ميادين مستعبدة بدكتاتورية الاشياء.. هناك حيث لا فرار من ذاكرة الاشياء يتمادى ذاك القلب بقسوته وسط الغام الحواس.. هناك حبرا تذرع بجنون الليل معتزلا فن الدفاع عن كائنات حبرية ليس لها كيان في قلب يفخخه الضجر باحترافية الارهاب.. اي اجرام يقام ضد زوبعة حواس ثائرة تشي بازقة الاحلام طوعا وتتناوب على اغتيال الناي بصوته الشجن لتهدي تنهداته الصامتة المتكلمة لكمنجات انيقة في امسية لا تخلو من رقص السامبا؟؟ تتنافس لغات الاجرام في السنة الصمت. اكبر جرائم الصمت التي يعاقب عليها هي انه لا يخلو من التشوهات.. كيف للغة مشوهة ألا تكون مشحونة بشجن عميق خلف قضبان البوح؟! وكيف للغة عذراء ان تكون حبلى بالف انفجار؟!

في جيب القدر ذريعة محترفي القتل عمدا، فحتى الكلمات التي تلفظ في ساعة متأخرة من الليل بحضرة القمر الشاحب قد تتعمد ان تقيم عملية انتحارية في فضاء اللهفة والاحتيال، كل تلك القلوب تتناوب على استعباد كلمة من هذا القبيل. وحتى الصفصاف المعتق قد مات كالنبيذ في كاس الغبن غرقا! تلك القلوب التي صممت من اسفلت، كل الجدران بها، كل الازقة، وكل معابر الضمير ترجمت بلغة الاسفلت بحقن ماساوية... وكان الاسفلت يليق بها!
يراهن عليك ذاك الصفصاف الحزين ويزعم بانك ستنجو من ظلم محتم. مسكين هو الصفصاف! يبقى بجانب الماء كئيبا محطما ويتفائل بظلم لا فرار منه... وكيف له ان يدرك انه راهن على ورقة خاسرة بعبثية الشهوة لقمع غبن البشر؟! كيف له ان يدرك انه يوما لن يكون بجمال الاوركيد وباهميته؟!
تلك القلوب المفخخة بالغام الغدر، تحيط بك من كل الميادين وفي كل زقاق مررت به او قد تمر به يوما... لا تعبث برائحة الحمم البركانية التي تصيبك في الصميم الما... كابر وثابر على النسيان، ولا تجعل من حواسك الزئبقية قدرا ومن افكارك النرجسية قيما...
كن كالاوركيد ولا تقبل بملوحة لا تليق بتربتك، انظ
ر الى سماء الاحلام دوما مسترقا الامل من القمر...
واياك، ايك ان تعمر قلبك المحطم بالاسفلت..
اياك ان تتشبه بقلوب تنتحر انتحارا فلكيا لتقاوم هبوب الريح بعواصف تقمع الاحلام وتجعل النظرات تتكلم صامته.
هكذا هي الحياة... تقبل عليها باكيا وتتركها بصمت الحواس وبذاكرة اربع غرف اثاثها يعتمد عليك...
فلتؤثث غرف قلبك الاربع بذوق الافكار ورقي الحواس..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة