الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

ضلال يستوطن أنفسنا/ بقلم: محمد مصطفى شحادة

كل العرب
نُشر: 20/09/14 07:44,  حُتلن: 09:36

إمسح غبار شرفتك بممسحتك، اذهب واعصرها فوق رأس اخيك وتأمل ... امسك شفرة حلاقة حادة واحفر في عين اثيرك وتأمل... انظر لمعالم جسدك وانت عاري في المرآة وتأمل ... املأ كأسا من دمك واسقيه لاحد من اقربائك في السمر، وتأمل ... تعابير تخترق طبلة الاذن عند سماعها، ولكنها تنفِّذ بعنجهية مدروسة.. فجع مدقع واكتظاظ من نوبات تهكمية واستفحال مفجع، نحمل أباريق لري ازهار في داخلنا تكهّن ربيعها بسد ينابيع العطاء التي تعالت فوق مأذنة السلام..

احداث مرت ملوحه بيديها من حرب على ابائنا وامهاتنا واجدادنا واطفالنا في غزة، طوال الوقت ننظر الى صور دماء، شهداء ونقلب صفحاتنا كأن شيئا لم يُرى، وكيف وكل واحد منّا انهمك في اعتناق دين كونّه هو لحياته ليرضي نفسه فقط، وها هي الحرب انطفت ولكن ليس لسلام أتُّفق عليه وانما للتمهيد لحرب اخرى، لأن العالم بأسره ونفوس اجسادنا بأعينها تحتاج الى نفوس اخرى ليطلق عليها صفة الانسانية ..

يكاد اجحاف مصنع احاسيس الضمير واقفاره في نجوانا، يستقطب انغماس غمد بلا سيف في نحورنا، ممانع لاستنهاض سرادق الوجل من وهن مشاعرنا مسيّجة بتعابير جحور افكارنا المسننة. تلوّن الانفس جاري مفعوله، والواننا تتجسد بحراشف لمجسماتِ أفاعي تكاد من كيدها تندلع ثورة صامتون .. وليس صامدون ..

الاكثرية تجتر وتأكل مثل دواب الغاب الذي التهم الحي والميت، ولم نسلم من قمامة الكلمات القارعة في مخيلاتنا... نستحق عرش المكر بجدارة، وشهادات تقدير وتصفيق لما نحن عليه من خبث ودهاء، دوامة الانحلال ترجع على نفسها ودوامة التوبة لا نرى لها من محيص..

نرى الانحياد والانعزال اسمى ما توصلنا اليه، ضالين عن الطريق الصحيح، ومستمرين في اختراق تقاليد ومفاهيم تقودنا لنكون من البشرية، نرى اجسادنا من الخارج ونفعل ما يصونها الى الأفضل، وماذا عن صيانة الارواح من الداخل، ربما تتجلى في اعماقنا سياسة الدنس والانحراف، واذا امتلئ القلب من كأس الفنا، ما ستسكبه من طهر سيندلق خارجا..
شعلة من صلاة الاستغفار تستنجد بداخل عنقود اللا مبالاة في صرخات بأحافيرنا، ومكواة الزمن تلسع كل من ادلى بدلوه وانحنى دون جدوى .. معالم وتضاريس اجساد شوهت نفسها بأوشام مقرفة، وعمليات فاشلة لتحقيق جمال خارجي اصطناعي، بال دون تغيير تقرحات من همسات الصبار ليصبح حبق..

سموم تشعشع بأفكارنا واخرى في احشائنا، افتخارنا بسيجارة نحملها او نرجيلة بجانبنا بات امرا واضحا ولكن الجديد هو اقحام عقولنا بسموم مميته يستنشقها شبابنا خلال اليوم ويدمن عليها، سموم جديدة يطلقون عليها اجمل التسميات ويبدعون في تشكيلها وفقا لموارد معروفة ويزودونا بألذ الاطعمة ليجذبوا شبابنا، ونحن كنّا ومازلنا ذاك الشعب المنجذب كالمغناطيس لتفريغ ميولنا..
كلمة.. او دعوة.. او انتفاضة مشاعر مني لكم، فكّر مليّا في نفسك واكتب صفة واحدة ايجابية تحملها، لم ولن تكتب او تتذكر، لأن كوكبة من قمامة الروح اذا امتلأت أصبح من الصعب سكب الماء لتنظيفها، عدا الروائح المنبعثة والحرائق المشتعله التي تحول الى ترميدها، اقمعوا انفسكم وعذبوا مشاعركم واحرموا شهواتكم، فبغير هذه السبل لن نرتقي نحو الأفضل، وهي شعرة واحدة تفصل بين ان نرتدي لباس العفة او نرتدي عورات وُجداننا..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة