رغم العداء بين الجانبين الأميركي والإيراني لكن يرى مراقبون أن مصالحهما تتلاقى الآن أقله في العراق إذ لا يرغب الطرفان باستمرار تقهقر الحكومة في بغداد أمام المقاتلين المتطرفين
يأمل مسؤولون أميركيون في الحيلولة دون حدوث تعارض بين تحديين دبلوماسيين بخصوص إيران الأسبوع الحالي، هما برنامج إيران النووي والتهديد الذي يمثله تنظيم "داعش"، في الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى مقايضة نووية، بحسب قولهم، مقابل تقديمها الدعم للتحالف الدولي.
هذا ما يشتبه فيه مسؤولون غربيون يعتبرون أن سعي إيران إلى أي مقايضة هو رهان خاسر، لاسيما أن الغرب لن يساوم طهران لكسب مساهمتها في مواجهة الإرهاب الذي يهدد الجميع بلا استثناء.
فمحاولة طهران المقايضة انعكست بطئا على سير جولة المفاوضات بين إيران والدول الست، التي عبر الطرفان عن إستيائهما وإحباطهما من عدم تحقيق التقدم والهدف المرجوين بعد أشهر من انطلاقها وفق ما تشير إليه مصادر مواكبة للمحادثات.
إذن هما تحديان دبلوماسيان يواجهان الولايات المتحدة فيما يتعلق بإيران حالياً، أولهما البرنامج النووي الذي أعربت واشنطن عن عدم قبوله بمستوى التخصيب الجاري العمل به حالياً, وتهديد "داعش" ثانياً. ورغم العداء بين الجانبين الأميركي والإيراني، لكن يرى مراقبون أن مصالحهما تتلاقى الآن أقله في العراق، إذ لا يرغب الطرفان باستمرار تقهقر الحكومة في بغداد أمام المقاتلين المتطرفين.
وهو ما اتضح في تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بتعاون بلاده مع بغداد وإقليم كردستان في مواجهة التنظيم الإرهابي.
ظريف تخوف من أن يشكل تسليح التحالف للمعارضة السورية تهديداً مستقبلياً، لكن مصادر دبلوماسية ترى أن إيران تريد إصابة عصفورين بحجر واحد، ضرب المقاتلين المتطرفين، وعدم تسليح المعارضة السورية المعتدلة, خوفاً منها بأن ينتهي مآل الأمور بمواجهة مباشرة بين الأسد والمعارضة السورية, وما قد تحمله من مخاطر انهيار النظام أو سقوطه.