المحاضر الجامعي د. عوفر كسيف:

الحركات الفاشية اشتركت بملامح مشتركة تتضمن تبجيل وهيبة الدولة وحب شديد لقائد قوي وتشديد على التعصب الوطني والعسكرة

الفاشية تبلورت عبر تجارب سياسية خاضها عدد من بلدان أوروبا في فترة ما بين الحربين العالميتين لتصل إلى شكل أيدولوجي واعي بذاته

عقد مساء اليوم في جمعية روافد السلام في مدينة سخنين المؤتمر الخامس لجبهة سخنين الديمقراطية ضد الفاشية والعنصرية بكل اشكالها تحت عنوان النضال الطبقي لمواجهة الفاشية. وكانت مشاركة واسعة من قيادة الجبهة والنشطاء من الحزب والشبيبة الشيوعية والعديد من الضيوف. افتتح الندوة قاسم طربية بكلمة ترحيبية بجمع الحضور، وقدم شرحًا مفصلًا عن مخاطر الفاشية والعنصرية التي تتفشي اليوم في العالم.

وألقى المحاضر الجامعي د. عوفر كسيف محاضرة جامعة تطرق خلالها الى خطورة الفاشية على البشرية معتبرًا أن "الفاشية قد تمثلت تاريخياً في تجارب لحركات سياسية قوميّة أو وطنيّة ونظم أسستها تلك الحركات، تبلورت عبر تجارب سياسية خاضها عدد من بلدان أوروبا في فترة ما بين الحربين العالميتين لتصل إلى شكل أيدولوجي واعي بذاته، وقد سعت الحركات الفاشية لتوحيد الأمة التي ينتمون لها عبر الدولة الشمولية مروجة للتحرك الجماعي للمجتمع الوطني وتميزت بالحركات الهادفة إلى إعادة تنظيم المجتمع بحسب مبادئ منسقة مع الأيدولوجية الفاشية".

المحاضر الجامعي د. عوفر كسيف

وأضاف المحاضر كسيف: "قد اشتركت الحركات الفاشية بملامح مشتركة تتضمن تبجيل وهيبة الدولة، حب شديد لقائد قوي، وتشديد على التعصب الوطني والعسكرة، وترى الفاشية في العنف السياسي والحرب والسطوة على امم اخرى طرقاً للوصول لبعث ونهضة وطنية. ويقر الفاشيون برؤيتهم أن الأمم الاقوى لها الحق في مد نفوذها بإزاحة الأمم الأضعف".

وخلص بالقول:" كانت إيطاليا أولى البلدان التي تأسس بها نظام فاشي. وتستخدم كثيراً لتمثل النموذج الذي تقاس عليه تجارب لاحقة ومذهب الفاشية له صورتين، صورة سياسية وأخرى اقتصادية وكان نشوء المذهب في إيطاليا عام 1920م، على أثر أضطرابات عمالية حاول فيها العمال الأستيلاء على عناصر الإنتاج، وعلى أثر ذلك قام موسوليني بتأييد من جماعات كبيرة وأعاد النظام إلى نصابه وتولى الحكم عن طريق القوة، ومنذ ذلك الحين أقترنت الفاشية باسمه".