الحاج أحمد مصطفى:

منظر رهيب بقدرة الله اذ يحتشد ملايين البشر في مكان واحدة من اجل العبادة وقد جاؤوا كما تقول الآية الكريمة "من كل فج عميق"

يستعد حجاج بيت الله الحرام لبدء مناسك فريضة الحج هذا العام اليوم الخميس، إذ يصعدون الى مشعر منى لقضاء ليلة التروية، وسط إحتياطات أمنية غير مسبوقة في تاريخ الحج. هذا وكانت السلطات السعودية قد اعلنت في وقت سابق، عن خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج الى مشعر منى، من حيث توفير السلامة والأمن.

هذا ويشار الى ان التقارير الرسمية في المملكة العربية السعودية تشير الى ان عدد الحجاج هذا العام قد تجاوز الـ 3 ملايين حاج، وعلى الرغم من اشتراطها على الحجاج تلقي التطعيمات اللازمة خاصة التلقيح ضد الحمى الشوكية ولقاح الانفلونزا الموسمية، وسط تركيز على حمة إيبولا وكورونا والحمى الصفراء، إلا ان أكثر من مليوني حاج أصيبوا بالأنفلونزا، وبدت اعراضها تظهر عليهم. هذا وعلى الرغم من موسم الحج، تواصل المملكة بسعيها لإنجاز مشاريعها المختلفة في الحرم، من حيث عمليات التوسيع والترميم، ليتسع لكميات أكبر، والحديث عن ملايين اضافية، مشاريع تحتاج لعدة سنوات من اجل انجازها.

وقال الحاج أحمد مصطفى لموقع العرب وصحيفة كل العرب:"انه لمنظر رهيب بقدرة الله، اذ يحتشد ملايين البشر في مكان واحدة من اجل العبادة، وقد جاؤوا كما تقول الآية الكريمة "من كل فج عميق" اذ ترى وفود من الصين والهند وباكستان واندونيسيا وماليزيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وكندا ومن جميع الدول العربية ودول افريقيا، وحتى من سوريا ورغم الأزمة التي تعصف في البلاد هناك".

وتابع:"بالنسبة للنظام فإن النظام سارٍ بشكل رائع، اذ ترى ان الحجاج متفهمون ورغم اللغات المختلفة بتعدد الجنسيات تراهم يمنحون لبعضهم الفرص ومساعدة بعضهم البعض، فالحج يراعي أخيه الحج الآخر، لأن الانسان هنا يأتي من اجل ان يطهر نفسه بالعمل الصالح والجميل، هذه ظاهرة رائعة لا تتكرر في العالم، ظاهرة مسلمة، ظاهرة تتعلق بديننا الحنيف، فالحجاج هنا يأتون من اجل السلام". وحول المشتريات والتجارة في فترة الحج قال الحاج مصطفى:"ان فترة الحج عمليًا هي تجارة ايضًا، تجارة جائزة ومباحة بحسب الإسلام، منذ قيامه، فنرى تجارة المواد الغذائية للحجيج، المطاعم، والمشتريات، تجارة الذهب، وحتى الفنادق، وأشهر انواع التجارة ايضًا، تجارة الذهب وتجارة العطور الفاخرة والملبوسات، كذلك الأمر بالنسبة للإتصالات، تجارة تقدر بمليارات الدولارات، التي تدر على الإقتصاد السعودي الذي يستثمر ايضًا في قطاع الطيران والمطارات والبنى التحتية والشوارع".

واضاف الحاج: "لا ننسى كلمة شكر للجان الحج هذا العام الذين قاموا بدورهم كاللازم ويحاولون التسهيل على الحجاج ومنحهم كل متطلباتهم والإستجابة لهم، ونحن لا ننكر دورهم الإيجابي ونقدر طبيعة تعاملهم مع عدة جهات، مما يصعب مهامهم، كما كلمة شكر للمملكة العربية السعودية والسلطات المسؤولة عن النظام والجهات الأخرى المسؤولة عن الامن والامان وحتى النظافة وكل شخص ذات علاقة، لأننا نتلقى معاملة رائعة وحسنة".
وحول مستوى السكن قال الحاج:"انا أقطن في ابراج الكعبة، بمستوى 5 نجوم، هنالك بعض السلبيات فقد اضطرت الأبراج الى استقطاب واستيعاب اكثر من قدرتها، إذ ينزل فيها عشرات آلاف الحجاج وهذا امر غير طبيعي مما يجعل الخدمة غير ناجعة وتكاد لا تتمكن من تلبية مطالب الحجاج، لا من ناحية الاكل ولا خدمة الغرف وحتى المصاعد المشغولة بشكل دائم، رغم المقابل المادي الغالي نسبيًا، لذا نطالب الجهات السعودية ان تراعي تلك الأمور".
وحول أمور عرب الداخل هناك وأحوالهم قال:"نحن بخير وصحة وعافية وسلامة، ونتمنى العودة الى احضان عائلاتنا كذلك، لنكون قد أدينا فريضة الحج، وهي من أجمل ما يمكن ان يفعله الإنسان في هذا العالم".
وحول الإنفلونزا كانت وزارة الصحة السعودية قد اصدرت بيانًا سابقًا جاء فيه انه:" تم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وجهات عالمية أخرى لكي لا نبقي جانب لم يتم تغطيته ولا خبر لا يستفاد منها لخدمة الحجاج”.
وأكد أن اللقاحات الطبية تم توفيرها في كافة المراكز الطبية، مشيرا إلى الاهتمام بتقديم الخدمة والرعاية الطبية للجميع.