الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:01

ويل للعرب من شر قد إقترب /بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 08/10/14 06:59,  حُتلن: 07:15

 د.صالح نجيدات في مقاله:

من الضروري التأكيد أن هنالك أهمية لوجود كيان الدولة كنظام أساسي وغياب وجود الدولة ومؤسساتها

هيمنة امريكا وفرنسا وبريطانيا على الدول العربية وزرع الفتن والاقتتال والحروب الاهلية والصراعات الطائفية التي من نسجها والتي يدور رحاها على الساحة العربية

العرب اليوم أحوج ما يكونوا إلى تفاهم سني - شيعي –علوي – مسيحي يجنب المنطقة بأسرها ويلات الحروب الاهلية الطائفية والحل للخروج من هذا الوضع المزري

وضع الأمة العربية في خطر وشيك، والقيادات العربية التقليدية التي تحكم البلدان العربية اليوم غير قادرة على تحليل الوضع العربي الراهن وتقدير حجم الاخطار التي تهدده، فأجهزة المخبرات الغربية مسيطرة على هذه القيادات التي تحميها وأصبحت هذه القيادات اداة ولا تستطيع اتخاذ قرارات وطنية مستقلة، أضف الى ذلك غياب واضح للحركات الوطنية والمثقف العربي مما يحصل لهذه الامة، وفي ظل هذه الاوضاع والظروف، هنالك امر خطير يخطط له ويجري في المنطقة العربية وهو أن الأحداث تتجه نحو الغاء مفهوم كيان الدولة، وإقامة محافظات وإمارات تدير شؤونها المحلية فقط، حيث يكون لها أمير أو سلطان ومليشيات تحكمها، بحيث تتحول كل منطقة أو عدة مدن أو قرى إلى ولاية قائمة بذاتها، على غرار روابط القري التي اقامتها اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة قبل أكثر من عشرين سنة، وهذا يعني الانتقال الى مرحلة تجزئة المجزأ وتأسيس حكومات وأنظمة سياسية على اساس طائفي وقبلي في ربوع العالم العربي، ولإثبات ذلك، فقد بدأ تطبيق هذا المخطط في عدة مناطق في سوريا والموصل في العراق، والعمل متواصل لتعميم هذه النماذج الخطيرة على المنطقة العربية، من هنا فإن الدلائل والاتجاهات السياسية القائمة اليوم في المنطقة العربية تتجه نحو الغاء نظام الدوله وبنا امارات على اساس عرقي وطائفي وهي حالة إذا انتشرت، فإن هذا معناه دخول العرب جميعا في فوضى قاتلة وانفلات أمني رهيب، ستمارس فيها كل أشكال الفوضى والقتل على الهوية وضياع الحقوق بكل مستوياتها، وهذا الوضع قد يعيد الأمة الى ما كانت عليه في العصر الجاهلي.

إن هيمنة امريكا وفرنسا وبريطانيا على الدول العربية وزرع الفتن والاقتتال والحروب الاهلية والصراعات الطائفية التي من نسجها والتي يدور رحاها على الساحة العربية، هي التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه وهي من شأنها الغاء نظام الدولة لتعم الفوضى وتسري كل أشكال النهب والتعدي على الحقوق بدعم من كل القوى المعادية للعرب. من هنا نرى أن الخطط التي ترسم في الدوائر الغربية ضد الأمة العربية بواسطة وكلائها في المنطقة مثل تنظيم داعش وأخواتها والرجعية العربية هي الاداة التنفيذية للمخطط بتفكيك النظام القائم وتشكيل ولايات وإدارات محلية على اساس الانتماءات المذهبية والقبلية والدينية، وان الغاء كيان الدولة وتجزئته الى امارات وروابط قرى أو مدن يعني تغييباً دائماً للعرب على كل المستويات الإقليمية والدولية وسرقة ثرواتها، وانتصار تاريخي للمشروع الغربي في المنطقة. وإزاء هذه التطورات الخطيرة التي تشهدها العديد من الدول العربية مثل سوريا والعراق واليمن حيث تحول مواطنو هذه الدول المكونه من مذاهب وأعراق إلى مجموعات متحاربة مع بعضها البعض بدون أي بارقة أمل للحل والمصالحة.

من الضروري التأكيد أن هنالك أهمية لوجود كيان الدولة كنظام أساسي وغياب وجود الدولة ومؤسساتها، يعني انتشار الانفلات الامني والفوضى والحروب الاهلية، ولذا يجب على الشرفاء في هذه الامة والقوى الوطنيه في كل الوطن العربي السعي إلى إصلاح الاوضاع، ومنع التقطب والتعصب الطائفي والعرقي ولملمت الجراح والوقوف امام هذه المخططات الغربية وإفشالها ومن الضروري أن تعي جميع القوى الفاعله في الساحة أنه مهما كان سوء الدولة وخياراتها، إلا أنها أفضل من تجزئتها وإنهاء وجودها كناظم وإطار يجمع كل المواطنين.

من هنا يجب على كل القوى الأهلية التي تحارب بعضها البعض إلى ضرورة الالتفات إلى طبيعة المخطط الذي يستهدف المنطقة العربية، وتدمير جيوشها وتخريب البنية التحتية، وتغذية مستمرة للفتن الطائفية. في هذه الاوضاع الخطيرة، يجب الوصول وصياغة تفاهم جديد بين السنة والشيعة في المنطقة العربية، يستهدف هذا التفاهم إنهاء حالة الاقتتال القائمة في أكثر من بلد عربي، وإرساء قواعد وأسس ومبادئ لعلاقة تفاهم جديدة تجنب المنطقة بأسرها احتمالات الحروب الطائفيه المتنقلة والتي لا رابح منها سوى أعداء الأمة المتربصين بها وبمستقبلها، لأن بقاء حالة الانقسام الحاد والاقتتال المستمر سيدمر ويقضي على الامة كلها.

العرب اليوم أحوج ما يكونوا إلى تفاهم سني - شيعي –علوي – مسيحي، يجنب المنطقة بأسرها ويلات الحروب الاهلية الطائفية. والحل للخروج من هذا الوضع المزري، هو المصالحة بين النظام القائم والمجتمع، بحيث يلبي النظام حاجات ومتطلبات المجتمع وتعمل على تلبيتها وفق إمكاناتها وقدراتها والانتقال الى انظمة ديمقراطية. وهذا الحل سيجنب المنطقة الكثير من المخاطر، كما أنه سيجدد في شرعية النظام السياسي ويوسع من قاعدته الاجتماعية وسوف تنفرج حالة التوتر والاحتقان السائدة في المجتمع العربي.
وأخيرا اجراء أامصالحة بين الفرقاء المتصارعين، من شأنه إخراج المنطقة من احتمالات السقوط في مهاوي العنف الأعمى .. وخلاصة القول: إن الوطن العربي، يتعرض إلى مشروع خطير يستهدف تفجير المجتمعات العربية من الداخل، وإسقاط دولها وتأسيس أمارات ودويلات تتناحر مع بعضها في اقتتال شيطاني، وإن بداية هذا المشروع بدأت بالظهور والتطبيق في العراق وسورية، لذلك على كل انسان عربي ينتمي الى هذا الوطن اليقظة والوقوف في وجه هذا المخطط الاستعماري الهدام الذي اذا تحقق سيجعل الامة في شتات الى يوم الدين . لذلك على العرب جميعا أن يتوحدوا،ويمنعوا انهيار كيانهم وتشتيت شعوبهم واستغلال ثرواتهم على يد الغرب الذي يسعى بكل قوة لذلك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة