الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 08:01

شبكات التواصل الاجتماعي والسياسي تحت مظلة القانون /بقلم:بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 17/10/14 08:46,  حُتلن: 08:50

بلال شلاعطة في مقاله:

ظهور التيارات السياسية في العالم العربي اثرت كثيراً على شبكات التواصل الاجتماعي في المجتمع العربي

الصراعات "الفيسبوكية" في العالم العربي انعكست بمفاهيم شبكات التواصل الاجتماعي لدينا في الداخل

حرية التعبير عن الرأي وعند معظم الشعوب المتنورة مبدأ اساسي من اسس الحياة الكريمة ولكن لهذا المبدأ نتجت ايضاً موازين منها الحفاظ على الخصوصية

شبكة التواصل الاجتماعي عليها ان تغير اسمها الى شبكة تفاعل دولي لان الذي يحدث في الشرق الأقصى اصبح تابعاً للشرق الادنى والعكس هو الصحيح

كنت قد كتبت قبل نحو السنة مقالاً يعنى في طبيعة شبكات التواصل الاجتماعي وطريقة التعامل معها وذلك من خلال منظار اعلامي مهني. في هذا المقال سأقوم بالتعمق اكثر في حيثيات عالم شبكات التواصل الاجتماعي مع طرح التغيرات التي طرأت عليها. طبيعة الاسم تعكس مضمون الشبكة أي انها بنيت للتواصل الاجتماعي، الا ان الاوراق تبعثرت حتى أصبحت الشبكة ايضا مكاناً للتواصل السياسي والاقتصادي على حد سواء. عند مدخل هذا الباب، نرى ان شبكات التواصل الاجتماعي في السنة الاخيرة تواصلت مع قريناتها من وسائل الاعلام ليظهر شكلاً آخر من أشكال الجاهزية الاعلامية والتي كانت مفقودة قبل ثلاث سنوات على سبيل المثال.

ظهور التيارات السياسية في العالم العربي اثرت كثيراً على شبكات التواصل الاجتماعي في المجتمع العربي، بمعنى ان الصراعات "الفيسبوكية" في العالم العربي انعكست بمفاهيم شبكات التواصل الاجتماعي لدينا في الداخل. لا شك أن الصورة ما زالت المحرك الاعلامي الأكبر، ولذلك تبنت مدرسة شبكات التواصل الاجتماعي الرسالة القصيرة والتي عليها ان تصل الى المستهلك اسرع ما يمكن. في عصر التطور التكنولوجي كما في عصر التطور التكنولوجي، وفي عصر السرعة كما في عصر السرعة فحياة المواطن العادية لم تصبح عادية في ظل التسارع في العمل والدراسة، والعائلة . اجزم بشكل قاطع ان مخترع الفيسبوك لم يعي ان هذا التأثير لهذه الشبكة سيكون على هذه الشاكلة والذي دعا الى هذه الحالة هو عدم وجود ضوابط مجتمعية واحيانا قيمية من خلال الشبكة لأنها لم تبنى بالأساس على ايجاد ضوابط، بل حقيقةً كان هدفها اجتماعياً، لكن وبما ان الهدف يوماً بعد يوم اصبح يتغير من مفهوم اجتماعي الى مفهوم سياسي لصقل الرأي العام فان الضوابط نفسها اصبحت ضرورة قصوى. بعض المستعملين للشبكة يقتبسون والبعض يكتبون هنا او هناك اقوالاً لكتاب ومبدعين وهذا جيد للخروج من النص الخاص الى النص العام في معنى التنوير والتثقيف وهي افضل الطرق لتربية الاجيال. ولكن عندما تتحول الشبكة مكاناً خصباً للصراعات والسجالات عبر سطورها مع العلم انك تعرف احياناً كاتبها واحياناً اخرى لا تعرفه، النتيجة باعتقادي دمار مجتمعي . حرية التعبير عن الرأي وعند معظم الشعوب المتنورة مبدأ اساسي من اسس الحياة الكريمة ولكن لهذا المبدأ نتجت ايضاً موازين منها الحفاظ على الخصوصية، عدم التشهير وعدم التجريح. ومن هذا الباب بالتحديد نرى أن العديد ممن يستعملون الشبكة لا يعون ان هنالك ضوابط حقوقية وقانونية بطبيعة الحال محلية وعالمية ، مع ان هذه القواعد لا تملك انياباً في الفترة الحالية الا انها قائمة واعتقادي الجازم سيتم العمل بها وتفعيلها قريباً، هذا ما يعرف بالجريمة الفيسبوكية والتي تحولت من جريمة محسوسة وملموسة الى جريمة افتراضية ولكنها بالتالي قابلة للتطبيق على ارض الواقع.

التحول من المفهوم المجتمعي الى المفهوم السياسي وحتى الى المنافسة الاقتصادية شكّل حيزاً عاماً فيه التنافس على المنتوج الكتابي واضح، فالتابع للحزب والتيار السياسي وبما ان الشبكة موجودة يمكنه ان يجاهر بموقفه ومبدأه ولكن الأنكى من ذلك ان الإعلان عن الموقف او المبدأ يمكن ان يتحول الى "طوشة" عمومية عبر الشبكة، وتزخر عندها الشبكة بالمسبات واللعنات والجميع كان شاهداً حاضرا على حالة هنا او هناك. الضوابط المجتمعية والاخلاقية ضرورية في كل وسيلة اعلامية، وما يمكن التحكم به عبر وسائل الإعلام التقليدية لا يمكن التحكم به عبر الشبكة وذلك لوجود حسابات فيسبوك مزورة والتي اعطت مفهوماً قانونياً يجري الآن التداول به عالمياً لإيجاد ضوابط قانونية تمنع ذلك.

كل تطور تكنولوجي له حسناته وله سيئاته في مفهوم ايصال الرسالة ونحن نعلم ان العديد من الشباب والشابات وحتى الاطفال يستعملون الشبكة. التحول من شبكة اجتماعية الى شبكة سياسية خلط اوراق مفهوم الشبكة بالشكل الطبيعي ولكنه حدد بالتالي فراغ سياسي مجتمعي لم يفلح القادة بصقله قبل ان تظهر الشبكة. كنا في السابق نلاحظ وجود التعقيبات في الخبر الاعلامي الالكتروني ولكن ليس بهذا الزخم، أما الآن نلاحظ وجود كم هائل من المعلومات والتي من الصعب غربلتها في المفهوم الاعلامي للكلمة لان الشبكة نفسها لا تملك مقومات الغربلة لأنها بالأساس وجدت لتشكل قاعدة اجتماعية ولكن المقومات والاسس تغيرت وهذا الامر ادى لان تكون الشبكة وسيلة مدمرة على بعض المستهلكين اعلامياً مثل الصور الملطخة بدماء الحرب أو القتل . هذه الصور تؤثر وبشكل غير ارادي على الطبيعة السلوكية المجتمعية للشباب والشابات وبشكل غير ارادي يمكن ان تؤثر على أخلاقياتهم. المفهوم المجتمعي للشبكة جيد لكن ومن خلال هذا المقال اصل الى نتيجة ان البعد السياسي في الشبكة ادى الى ضياع الرسالة المجتمعية ضمن فقدان الروابط القيمية التي من الحري ان ترتكز عليها الشبكة. على القيمين على شبكة الفيسبوك العالمية ان يطوروا آليات للضوابط والفرامل التقنية والتي تعمل على صياغة جديدة لمفهوم عالم الفيسبوك الاجتماعي والذي تغذى بمفاهيم سياسية دولية والتي اثرت كثيراً حتى على مجتمعنا هنا في البلاد. شبكة التواصل الاجتماعي عليها ان تغير اسمها الى شبكة تفاعل دولي لان الذي يحدث في الشرق الأقصى اصبح تابعاً للشرق الادنى والعكس هو الصحيح. قواعد اللعبة الفيسبوكية تغير دون ان يدرك مخترعها انها ستؤثر بهذا الشكل لهذا وجب الحذر من تبعات تفاعلاتها المستقبلية.

الكاتب إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الادارة العامة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة