الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 10:02

استفزازات السيد الرئيس المتلاحقة/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 17/10/14 12:55,  حُتلن: 07:06

سميح خلف في مقاله:

الشعائر السياسية للسيد عباس واطروحاته الفاشلة لم تتوقف بل تاخذ الشكل التدريجي الممنهج في لغة الاسقاط الضعيف المتهاوي في دراماتيكا فاشلة ولمسرح فاشل ولرواية فاشلة منهزمة 

تصريحات عباس الاخيرة حول المقاومة قد جردته من شرف الانتماء لمفجري الثورة ومؤسسيه

تأتي تصريحات عباس المطمئنة للجانب الاسرائيلي فربما صدق ما صرح به توفيق الطيراوي بانه يمكن ان يكون مستهدفا كما استهدف ابو عمار

اللجنة المركزية لفتح اصبح وجودها اخطر من وجود عباس بحد ذاته ولانها سمحت لهذه الهرطقات ان تخرج للاعلام وان تكون عبارة عن منهجية للتطبيع النفسي والسيكولوجي للاجيال الفلسطينية 

عندما يقول الرئيس انه لن يقبل ان يكون خيال مآته ، فإنه يدل على واقع الحال على مسيرة رئاسته في السلطة ويقر انه كان خيال مآته الى حين تصريحاته المذلة للشعب الفلسطيني وللتجربة الفلسطينية 

ما زال السيد عباس مستمرا في استفزازاته للشعب الفلسطيني وهي استفزازات موجهة للتاريخ والتجربة واصول المشكلة والمريحة في نفس الوقت للعدو الصهيوني، يبدو ان السيد عباس قد شعر بالقلق والذعر من بعض تصريحات قادة العدو تجاهه تلك التصريحات التي لا تاتي الا في اطار توزيع الادوار بين من يسمو متطرفين ومعتدلين من قادة الاحتلال وهي سياسة الترهيب والترغيب، فهناك من قادة العدو والمؤثرين قد اثنوا على السلطة ووجودها وفاعليتها في ملاحقة ما يسمى الارهاب!! من خلال عمليات التنييق الامني المتكررة والدائمة والتي يصر عليها السيد عباس حتى في الاشهر العجاف بينه وبين البعض من قادة العدو.

الشعائر السياسية للسيد عباس واطروحاته الفاشلة لم تتوقف بل تاخذ الشكل التدريجي الممنهج في لغة الاسقاط الضعيف المتهاوي في دراماتيكا فاشلة ولمسرح فاشل ولرواية فاشلة منهزمة لا تنعكس عن نفسية شعب وارادة شعب دفع من قدراته وابناءه الكثير من اجل مشروع التحرير الذي بدات خطوطه منذ فجر 1/1/ 65م ، ويبدو ان السيد عباس قد نسي تاريخه وتاريخ الانطلاقة واهدافها وادبياتها وشهدائها حتى اصبح ينتقل من موقع التعهير للمقاومة الى موقف عدم المعترف بها اصولا ومعطيات ومتطلبات.

ربما تصريحات عباس الاخيرة حول المقاومة قد جردته من شرف الانتماء لمفجري الثورة ومؤسسيها، وربما هزت تصريحاته الاخيرة قبور الشهداء والمؤسسين من ابو على اياد الى ممدوح صيدم وابو جهاد وابو اياد وابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وابو على شاهين وجورج حبش ووديع حداد والشيخ احمد ياسن والرنتيسي وابو علي مصطفى والشقاقي وابو العباس وكل شهداء الثورة الفلسطينية ، وربما كانت تصريحات السيد عباس قد طعنت هتاف ابو عمار """ على القدس رايحيين شهداء بالملايين.

تأتي تصريحات عباس المطمئنة للجانب الاسرائيلي فربما صدق ما صرح به توفيق الطيراوي بانه يمكن ان يكون مستهدفا كما استهدف ابو عمار ......!! وشتان بين الرجلين ، بين كاريزما ابو عمار كقائد وزعيم يصنع حدث وبين من قبل ان يكون خيال مآته كما تحدث عن نفسه ، ومتلقي للحدث ومتلقي للمتغيرات حتى اصبحت القضية الفلسطينية في الحضيض ، واصبح الشعب الفلسطيني مهتك على المستوى العمودي والافقي بسياسته الممنهجة المدمرة .

يتحدث السيد عباس كرئيس للسلطة ورئيس لحركة فتح الذي هو رئيس المركزية لها ، ولا ادري وكما عودتنا الاطر ان الرئيس في داخل اطار المركزية او أي اطار حركي اخر يعتبر مديرا ً للجلسة وليس رئيسا اذا ماذا يمنع ابو ماهر غنيم والمركزية عن مراجعة السيد عباس في تصريحاته المدمرة ، ماذا يمنع اللجنة المركزية ان تتخذ قرار بحق السيد محمود عباس ، لقد نفى محمود عباس وجود المركزية وخطها وخط حركة فتح عندما قال لا يعترف "بالمقاومة " أي بمقاومة الشعب الفلسطيني وبتجربة الشعب الفلسطيني منذ عام 1928 ! يبدو ان اللجنة المركزية فاقدة ظلها وفاقدة نفسها في اطار تصورات عباس النرجسية الممنهجة والخاضعة لتقدم سنه ، فلا يمكن لحركة فتح ان تصاب بالكهولة كما اصيب رئيسها ، بل حركة فتح مازالت شابة بشبابها ، تلك الحركة المتطلعة للاصلاح وما افسده السيد عباس ، بلا شك ان اللجنة المركزية مدانة ليس امام تصريحات عباس ولكن امام كل الخط السياسي الحركي الذي اتاح للسيد محمود عباس الحركية الكاملة في خض وعجن وتفتيت حركة فتح والساحة الفلسطينية والبرنامج الوطني .

اللجنة المركزية لفتح اصبح وجودها اخطر من وجود عباس بحد ذاته ولانها سمحت لهذه الهرطقات ان تخرج للاعلام وان تكون عبارة عن منهجية للتطبيع النفسي والسيكولوجي للاجيال الفلسطينية . السيد عباس لم يبقي شيء في التاريخ ولم يبقي شيء في ابجديات العمل السياسي او العمل التنظيمي لشعب محتل ، فما زال السيد عباس يطبع كل شيء لتأكيد الخارطة السياسية للعدو الصهيوني في ظل تهتك في البيت الفلسطيني الذي يحتاج الاولويات في العمل والمثابرة لبنائه من جديد .

عندما يقول الرئيس انه لن يقبل ان يكون خيال مآته ، فإنه يدل على واقع الحال على مسيرة رئاسته في السلطة ويقر انه كان خيال مآته الى حين تصريحاته المذلة للشعب الفلسطيني وللتجربة الفلسطينية .

نعم لماذا يقبل السيد الرئيس أن يكون خيال مآته للاحتلال ولغير الاحتلال ؟ اتعلمون لماذا لأنه تخلى عن قواعد حركة فتح الاصيلة وعن كوادرها المعطائين وعن منهجيتها وبرنامجها التحرري ، بل تفرغ السيد عباس لعمليات الفصل والاقصاء وهو سعيد ببطانته التي تساعده على ذلك وسعيدا ً بصمت اللجنة المركزية وضعفها وعدم مقدرتها على مجابهته في طريقه المتهور الذي اودى بالايكونة الفلسطينية والقضية الفلسطينية الى مراحل التصفية والتشتت وموت شباب فلسطين في عرض البحر ودمار غزة الذي ما زال يبتز هذا الدمار بشهدائها وبيوتها المهدمة من اجل استثمارها ماليا ً وبشكل ابتزازي من خلال مؤتمر الدول المانحة وشروط عباس التي يقع تحت ظلها 2 مليون فلسطيني محاصرين ، أي مسؤولية تلك لهذا القائد عن شعب ؟!

بلا شك ان من يفقد تاريخه وينفيه اما هو في حالة انقلاب على التاريخ وعلى الشعب ويجب محاسبته واما انه قد فقد عقله وبالتالي يجب ان يبتعد ويرحل في اقرب فرصة !

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة