الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 07:02

رَعْنا أَحَبَّتْ أَرْعَنَا/ شعر: محمود مرعي

كل العرب
نُشر: 18/10/14 06:58,  حُتلن: 12:36

قالَتْ: جُنِنْتَ بِغَيْرِنَا .. وَعَقَلْتَ لَـمَّا جِئْتَنَا؟
وَبِغَيْرِنا اسْتَبْدَلْتَنا .. وَالْغَيْرُ يَعْرِفُ قَدْرَنَا
أَنا هِنْدُ يا أَغْبى الْوَرى.. وَالْخَلْقُ يَقْبِسُ خُلْقَنَا
وَالْحُسْنُ فينا أَصْلُهُ .. وَبِغَيْرِنا مِنْ صُنْعِنَا
وَالْـمِسْكُ نَحْنُ أَراكُهُ .. عَنَّا هَمى، وَبِأَمْرِنا
وَلَكَمْ أَبَحْتُكَ قُبْلَتي .. أَوْ كانَ مَهْدَكَ حِضْنُنَا
وَلَكَمْ لَهَوْتَ بِعُبِّنا .. وَهَصَرْتَهُ، أَسْكَرْتَنَا
وَلَكَمْ أَنَلْتُكَ في الْهَوى .. جَسَدًا وَكُنَّا وَحْدَنَا
في الْبَيْتِ أَوْ في مَرْقَصٍ .. وَلَكَمْ نَسينا أَيْنَنَا؟
وَهَتَفْتَ لي يا جَنَّتي .. يا هِنْدَنا يا سَعْدَنَا
قَدْ خُنْتَ ذلِكَ كُلَّهُ .. قَدْ بِعْتَنا وَتَرَكْتَنَا
فَأَجابَ: كَلَّا إِنَّما .. صادَفْتُ ظَبْيًا مُوْهَنَا
يَبْدو الْعَيا في خَطْوِهِ .. وَيَكادُ يُسْقِطُهُ الْوَنَى
ضَلَّ الطَّريقَ لِبَيْتِهِ .. نادَيْتُ رَدَّ: اسْمي سَنَا
اَلذُّعْرُ مِلْءُ عُيونِهِ .. شَعْرٌ أَبى أَنْ يَسْكُنَا
أَمَّنْتُهُ فَاسْتَأْمَنَا .. لَـمَّا أَحَسَّ الْـمَأْمَنَا
ثُمَّ اسْتَرَحْنا بُرْهَةً .. وَمِنَ الْأَمانِ تَيَقَّنَا
وَلِبَيْتِهِ وَعَشيرَةٍ .. أَوْصَلْتُهُ، قالَ: ائْتِنَا
فَجَزا الْجَميلِ بِمِثْلِهِ .. وَجَزاكَ أُحْسِنُهُ أَنَا
أَوْ شِئْتَ مِنْ أُخْتي هَنا .. أَوْ شِئْتَ سَلْمى أَوْ جَنى
أَوْ شِئْتَ مِنْ جيرانِنَا .. وَزَقاقِنا أَوْ حَيِّنَا
أَوْ شِئْتَ دونَكَ قَرْيَتي .. أَوْلى بِبَعْضٍ بَعْضُنَا
أَوْ شِئْتَ فَانْزِلْ بَيْتَنَا.. تَلْقَ الرِّضى يا ضَيْفَنَا
إِنَّا لَأَكْرَمُ مَنْ جَزا .. تُنْبيكَ سُفْرَةُ قَدِّنَا
لَبَّيْتُ دَعْوَتَها وَذي .. عاداتُنا مُذْ خَلْقِنَا
وَبَقيتُ عامًا أَخْضَرًا .. وَلَكَمْ طَعِمْتُ مِنَ الْجَنى
وَحَياةِ رَأْسِكِ يا أَنَا .. لَمْ آتِ فُحْشًا أَوْ خَنى
بَلْ عِشْتُ وِفْقَ شَريعَةٍ .. ما في الشَّريعَةِ مِنْ عَنَا
فَنُصوصُها قَدْ حُدِّثَتْ .. "أَبْدِيتُ" وافَقَ عَصْرَنَا
وَلَدَيْهِمُ شَيْخٌ ذَكِيْ .. بَرَكاتُهُ فَوْقَ الْـمُنى
"ديليتُهُ" في طَرْفَةٍ .. أَلْغى "مِموري" رَأْسِنَا
فَنَسيتُ سابِقَ عِيشَتي .. وَنَسيتُ نَفْسي مَنْ أَنَا
وَالشَّيْخُ ثَمَّ "مُرَفْرَشٌ" .. وَجَميعُ حالي حَتَّنَا
هُوَ "فَايْلُ دِسْكٍ" يُرْتَجى .. فَحْواهُ جَلَّ عَنِ الثَّنَا
لكِنْ أُصِبْتُ بِمَقْتَلٍ .. مِنْ "سِرْشِهِ" إِذْ أَعْلَنَا
أَنِّي حَليفُ تَشَيْطُنٍ .. بِالذَّمِّ يُغْري الْأَلْكَنَا
وَالشَّيْخُ فاضَ زَعيقُهُ .. وَالْجِسْمُ مِنِّي أُوهِنَا
قَدْ كِدْتُ أَسْقُطُ رَهْبَةً .. إِذْ مالَ نَحْوي وَادَّنَى
وَزَئيرُهُ يُدْني الرَّدى .. إِذْ صاحَ: خُنْتَ لِـمِلْحِنَا
هذا مِلَفُّكَ ناطِقٌ .. لَسْنا نَشُكُّ بِـ"سِرْشِنَا"
وَبِزِرِّ "كيبُورْدٍ" هَوى .. قَدْ طِرْتُ أَسْرَعَ مِنْ سَنَا
وَحَطَطْتُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ .. أَلْفَيْتُني في بَيْتِنَا
وَلَقَدْ تَذَكَّرْتُ الَّذي .. يا هِنْدُ أَزْهَرَ بَيْنَنَا
فَرَكَضْتُ نَحْوَكِ مُسْرِعًا .. حَتَّى نُتابِعَ دَرْبَنَا
وَنَعيشَ باقي عُمْرِنا .. وَالسَّعْدُ يَغْمُرُ عَيْشَنَا
هذي الْحِكايَةُ كُلُّها .. وَالْأَصْلُ أَنْتِ، فَمَنْ سَنَا؟
قالَتْ لَهُ مِنْ بَعْدِما .. لَطَمَتْهُ: قُمْ يا ابْنَ الْخَنَا
وَارْجِعْ لِأُمِّكَ طالِقًا .. قَدْ خُنْتَنا لَمْ تَرْعَنَا
هذا جَزائي، إِنَّني .. رَعْنا أَحَبَّتْ أَرْعَنَا
إِنْ كُنْتُ أَرْضى مِثْلَكُمْ .. بَعْدَ الَّذي.. يا وَيْلَنَا
إِنِّي خَلَعْتُكَ فَانْصَرِفْ .. إِنْ عُدْتَ كُنْتَ قِرى الْفَنَا
وَحَثَتْ عَلَيْهِ قُمامَةً .. وَعَدَتْ وَراهُ فَعَنْعَنَا
وَارْتَدَّ تَسْبِقُ عَيْنَهُ .. رِجْلاهُ سَبْقًا بَيِّنَا
وَأَتى لِغَفْلَتِهِ شَفَى .. جُرُفٍ، هَوى في الْـمُنْحَنَى
نَظَرَتْ إَلَيْهِ وَقَدْ بَدا .. شِلْوًا تَمَزَّقَ في ثُنَى
دَمُهُ يَسيلُ تَحَدُّرًا .. بِقَناةِ صَرْفٍ قَدْ قَنَا
قالَتْ وَأَشْرَقَ وَجْهُها .. كَمَنِ انْتَشى عِنْدَ الْغِنَا
هذا جَزاءُ مَنِ ارْتَضى .. بَخْسًا وَعافَ الْأَثْمَنَا
أَوْ ذاقَ بَعْدَ ثِمارِنا .. ثَمَرًا كَأَرْدَئِ تَمْرِنَا
هذا جَزا مَنْ خانَنا .. وَاخْتارَ عَنَّا غَيْرَنَا

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة