يحتضن المعرض عشرات الصور الفوتوغرافية لخمس مدن في البلاد التقطها المصور السائح في الثلاثينيات من القرن الماضي زيئيف الكسندروفيتش

وصل لموقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن سامية عرموش، الناطقة الرسمية بلسان بلدية حيفا للمجتمع العربي، جاء فيه:"يحتضن متحف المدينة المتواجد في جادة بن غوريون الحيفاوية، هذه الايام، معرضا تصويريا بعنوان "بين حيفا وأريحا"، يحتضن عشرات الصور الفوتوغرافية لخمس مدن في البلاد، التقطها المصور السائح في الثلاثينيات من القرن الماضي زيئيف الكسندروفيتش، ليعكس طبيعة البلاد وطبيعة الحياة فيها".

تصوير زيئيف الكسندروفيتش

وتابع البيان:"اذ وصل زئيف (فيلهلم) ألكسندروفيتش (خاركوف، 1905 – تل أبيب، 1992) إلى أرض إسرائيل/فلسطين لأول مرّة كسائح، وكان ذلك في أواخر عام 1932. لقد التقط فيها مئات الصّور، وعاد لزيارتها لاحقًا عام 1934 وعام 1935. تمكّن ألكسندروفيتش خلال هذه الفترة القصيرة من إنتاج مجموعة أعمال لافتة وشاملة، تحكي قصّة المنطقة من وجهة نظره الخاصّة. كانت أعماله مكرّسة، في الأساس، لوصف حياة الثراء التي كان ينعم بها السكّان المحليّون، كما خصّص جزء صغير من هذه الأعمال للمشهد المدينيّ والحيّز الطبيعيّ.
ويتقصّى هذا المعرض توجّه ألكسندروفيتش السّياحيّ الذي يسعى خلفَ المغامرة الكامنة في أماكن جديدة وغير معروفة، وفي مواقع تاريخيّة وحضاريّة. كما يتقصّى المعرض جانبًا آخر هو نظرة المُصوّر الخاصّة - نظرته الغريبة، "المتسكّعة"، بالمفاهيم المشتقّة من مصطلح "المتسكّع" (flaneur)، الذي يعود مصدره إلى الأدب الفرنسيّ في القرن التاسع عشر، وتناوله بالبحث الفيلسوف وباحث الثقافة الألمانيّة فولتير بنيامين عندما تطرّق إلى تجربة التسكّع المدينيّة. ارتباطًا بهذه التّقاليد، تمكّن ألكسندروفيتش خلال تسكّعه من التقاط عابري سبيل مجهولين ومن تصوير حالات يوميّة استثنائيّة بعيدة عن أيّ إخراج. يحرف المعرض زاوية النظر من مشاهد الاستيطان الصهيونيّ الواضحة التي وثّقها ألكسندروفيتش في رحلاته إلى أرض إسرائيل/فلسطين، ويتمحورُ في المناظر المدينيّة لمدن ذات تاريخ غنيّ وفي التقاط جوانب المصادفات والمشاهد العابرة في مدن تزخر بالحياة التجاريّة والإنسانيّة المحليّة.
المدينة والسّائح في أرض إسرائيل/فلسطين خلال الثلاثينات
تنعكس في صور المدن التي التقطها ألكسندروفيتش في أرض إسرائيل/فلسطين التغيّرات التي طرأت على الوسط المدينيّ مطلع ثلاثينات القرن الماضي. تشير هذه الصّور إلى التطوّر الذي طرأ على مدن البلاد في مجالات البناء، التجارة، طرق المواصلات، ووسائط النقل البريّة والبحريّة. من هذه الناحية، تثير أعمال ألكسندروفيتش جدلا بخصوص طرق توثيق هذه المدن على مرّ تاريخ التصوير المحلّي. إنّها تعكس بصورة آسرة ومتعدّدة الأوجه التطوّر المدينيّ في البلاد، كمرحلة تاريخيّة هامّة، سيتمّ التطرّق إلى ما ماهيتها لاحقًا" إلى هنا نص البيان.