الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

التكبر والشموخ ازاء التواضع والرسوخ/ بقلم: عزّت فرح

كل العرب
نُشر: 21/10/14 12:25,  حُتلن: 12:28

 ملاّى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ
قال هذه الحكمة الشاعر المؤرخ المصري القبطي عبدالله جرجس بن ياسر بن ابي المكارم بن الطيب بن قردينة بن يوسف ابن العميد الذي كان يقال له الشيخ المكين، الشعر له قدرة على الوصف بطريقة رائعة وجميلة متخذا مما قل ودل ايها الاعزاء_ انا اساّل وارجو ان تمعنوا في الاجابة:
هل في نظركم ان الاختلاف والتباين في الجنس والنوع والدين او التفاوت في الجيل سبب ليفسد لود الثقافة قضية؟ متى يبلغ منسوب نقاشنا ان ناّخذ ما نتفق عليه، ويعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه، وهل يعقل النقد من اجل البناء معولا للهدم ام لبنة للبناء؟
يجب ان تبقى المودة رسولا بيننا لان اختلاف الراّي لا يفسد للود قضية.
اين ملاّى السنابل من الرؤوس الطاووسية الشامخة، واين الثرى من الثريا
ما عاتب الحر كنفسه والمرء ينفعه القرين الصالح،
ان نقراّ في مجتمعاتنا الكبرياء الجوفاء سداهم ولحمتهم والادعاء مبتداّهم وخبرهم، ونحن نترك لهم المقود، وسكتنا في وقت وجب فيه ان نتكلم واختلط علينا الامر او الشحم بالورم على راّي المتنبي. وهؤلاء الذين في شحمهم ورم يتسلقون ويتسلمون مناصب ليسوا اهلا لها وذلك بتفويض من السلطة العادلة جدا جدا التي تدع الرجل المناسب في المكان المناسب؟
والنصيحة اخي القارئ ان تسمع الى حكمة الشاعر البحتري في مدحه لاحد ممدوحيه قائلا:
تواضع من مجد له وتكرم وكل عظيم لا يحب التعظما
يكفينا فقط ان نتاّمل سنبلة مثقلة بقطافها تنحني بتاّدب امام مواكب الرياح الهوجاء بينما السنبلات الفارغات يطاولن برؤوسهن للقاء حتفهن. هذه الحالة تشبه ذوي عقول اخف من مثقال حبة خردل، وافاق ضيقة اضيق من سم الخياط، منهم متنطعون وفاقدو اهلية حتى للاستماع. ان هذا الامر يتجلى نشيج المحابر وضجيج المنابر وهي تعج بتشنجات بغيضة.
يتطاول هؤلاء الفارغون يتربصون الدوائر من اجل الانقضاض على كل طرح غير طرحهم وتاّويله على اسواّ محمل الى درجة ان الود النبيل بين التاس تذوب شموعه سدى في حنايا ظلمات( الانا والانت). بدل ان نتفرد بعضنا لبعض باذرعنا ونمد بعضنا لبعض حبال صبر.، ونتنزل لبعضنا بعض علياء موج الكبرياء ، فنتيح لبعضنا متعة ادمان التسكع على شطاّن بحرنا الطويل، كي نمارس الاعتكاف غلى هوامش متصفحات ذوائقنا الشفيفة التي لولاها لظلت احرفنا جامدة لا تجود باي معنى تماما كالمزن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة