الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

المصلحة العامّة والانتخابات/ بقلم: زهير دعيم

كل العرب
نُشر: 21/10/14 14:28,  حُتلن: 06:22

زهير دعيم في مقاله:

ماذا كان نصيبي في دفع عجلة الحضارة في بلدتي وحارتي ووطني؟


هيّا نحاسب أنفسنا كلٌّ في موقعه قبل ان نحاسب الرئيس او المُرشَّحين للرئاسة ونتساءل: ماذا قدّمتُ انا لمجتمعي وشعبي من أشياء تستحقّ الحياة؟!

"المصلحة العامّة "هي اللفظة الاكثر تداولاً في موسم الانتخابات وفي كلّ المواسم والمحافل، هذه العبارة هي رمز للتعبير عن النزاهة السياسية والشّرف القياديّ. فالكلّ يتشدّق بها، ويزيّن بياناته بألوان قوسها القُزحيّ، والكل يتبناها فهي "البقرة المقدّسة" التي يتعبّد في محرابها كلّ من أراد ان يتسلّق َسُلّم المجتمع وافق الحياة.
انها الكلمة السّحرية التي تشدّ المواطن وتجعله يحني هامته اجلالًا وتقديراً لقائلها ، حتّى ولو كانت ضريبة كلام لا أكثر ولا اقلّ.!

والرجال العظام كالجبال لا تُنقِص المغاير من عظمتها ، وقد يكون هناك جزء من هذه المغاير هو عنصر الكذب ، وهذا العنصر كالأوكسجين للرجال ، ألم يقل السالفون : انّ الكذب ملح الرجال ؟! فلا بأس ان يكذب الرجل اذن ؟!...بل الأجدر به أن يكذب، والا سيبقى في عيون المواطنين ساذجًا لا يعرف من أين تؤكل الكتف، ولا يُحسن فنَّ السّياسة. فالسياسة دُنيا واسعة تستدعي التسويق والجحود والرقص على الحبال والبهلوانية، وأحيانا كثيرة الشّقاوة. حقا الكلمات المعسولة كثيراً ما تنطلي على الشعب فيصدّقها ويجعلها "تعويذةً" في رقبته يتبارك بها ولا يقبل لها تبديلاً ولا تحويرًا.

والانسان على ذمّة الكاتب الرائع سلام الراسي كلمة جاءت من النسيان ، فأنه سريعًا ما ينسى الوعود التي نثرها "الزعيم" والقيادي ليعود ليصدّقها من جديد في مرحلة انتخابية جديدة. ولعلّ التعبير المُضادّ للمصلحة العامّة هو المصلحة الخاصّة وهذا يعني حسب ادّعاء العامّة وأهل الاقتصاد والمجتمع القُرب من الكعكة ذات حبّة الكرز الحمراء اللذيذة ، والالتهام منها ما استطاع القائد الى ذالك سبيلًا. على انّ علماء الاجتماع يبحرون اكثر في لُجّة المصالح ، فيقولون: "انّ المصلحة العامة ما هي الاّ مجموعة من المصالح الخاصّة !!"

ونضيع بين "حانا و "مانا" ويختلط علينا الأمر، وتضيع قُرانا ومدننا ومصالحنا ، وينسى قادة المجتمع او يتناسون انّ أموال السلطات المحليّة هي أموال وقف ، علينا أن نُكرّسها ونوظّفها في خدمة المجتمع برُمته، وأنّ ذاك الذي يتلاعب بها انما يخون الأمانة التي حمّله إياها المواطنون ، وأناطوا عنقه بها ، فالزعامة كانت منذ بدء الخليقة صنواً للكرامة والخدمة، وعنوانًا للتضحية ونِدّا للعمل الدؤوب، العمل على اثراء خزينة المجلس بكلّ الوسائل المشروعة، فتعالوا نُرضي الربّ المُحبّ، إله الجود والعدل، فنكسب التاريخ والأمجاد دنيا وآخرة.

وهيّا نحاسب أنفسنا كلٌّ في موقعه قبل ان نحاسب الرئيس او المُرشَّحين للرئاسة ونتساءل: ماذا قدّمتُ انا لمجتمعي وشعبي من أشياء تستحقّ الحياة ؟! وماذا كان نصيبي في دفع عجلة الحضارة في بلدتي وحارتي ووطني؟.

هل انا عضوٌ فعّال في المجتمع أم على هامش الحياة؟
كم أتمنى أن نكون جميعاً كالنحلات العاملات لا كذكور النحل فقط!!!
صلاتي لله ان يحفظ وشائج الاخوة في عبلين متينة ابدّا ، حتى تبقى بلدتنا التي نحبّ عروسًا تتجلّى على تلال الجليل الأشمّ.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة