أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية- ياسر عبد ربه لـ"كل العرب":

نحن بحاجة لحكومة وحدة وطنية سياسية لا تعمل فقط على اعمار قطاع غزة بل على اعمار الوضع الوطني الفلسطيني

لا توجد مفاوضات سلام جدية في المستقبل المنظور واي حديث عن ذلك مجرد وهم مدمر

المصالحة متعثرة وفي حالة تراجع ولا تسير في اي اتجاه

أكد أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه في حديث خاص بـ"كل العرب" أن "العنصرية الاسرائيلية بكل اشكالها تظهر في الممارسات التي تقوم بها حكومة نتنياهو في مدينة القدس". واضاف عبد ربه:" هذه الممارسات تهدف الى الاجهاز على المعالم الوطنية والدينية وفرض لون استعماري على هذه المدينة، المعركة في القدس ليست معركة الدفاع عن الاماكن المقدسة فقط كما تدلل على ذلك مقاومة ابناء القدس نفسها، هي معركة الدفاع عن التراب الوطني وجزء منه المقدسات، وهي معركة الدفاع عن الهوية الوطنية للمدينة ومعركة المقاومة للاحتلال بأوسع اشكالها، المعركة التي يخوضها ابناء القدس ينبغي ان تشمل الفلسطينيين بأكملهم، فالقدس مركز قلب المستقبل الوطني للشعب الفلسطيني".

أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية- ياسر عبد ربه (reuters)

وقال عبد ربه انه يتوجب القيام بحركة شعبية واسعة من اجل حماية القدس واضاف: "الشعب الفلسطيني باسره على الاستعداد للانخراط في هذه الحركة التي اصبحت القدس العنوان لها، ولا بد قبل التفكير بالبحث للذهاب الى مجلس الامن او بالترافق مع هذا من اجل الحصول على قرار سياسي شامل، ان يتم التوجه لطرح قضية القدس التي هي عنوان للمشروع الوطني الفلسطيني باسره، للمطالبة بتدخل دولي للمدينة بكل اجزائها، نستطيع الحصول على دعم دولي شامل، المعركة المقبلة ستكون على القدس والمناطق المحيطة بها".

وقال ياسر عبد ربه ان التوجه الى المحافل الدولية يندرج في اطار عملية وطنية شاملة ينبغي الشروع فيه، لكن العبء الاكبر يقع على الحركة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال وهذا يتطلب اعادة ترتيب الحركة الوطنية الفلسطينية. وتحدث عن شكل الحكومة التي ينبغي ان تكون وقال:" لا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية، حكومة سياسية تتحمل كل المسؤوليات وليس فقط اعمار قطاع غزة بل اعمار الوضع الوطني الفلسطيني المتردي".

وعن مفاوضات السلام قال: "مفاوضات سلام جدية ليست في المنظور القريب فأي جهد دولي وتصريح امريكي لا يمكن ان يعدل الاوضاع وان يدخلنا في عملية سلام، هذا مجرد وهم مدمر".

وعن عودة السلطة الى غزة قال: "ارفض الحديث عن عودة السلطة للسيطرة على غزة، غزة جزء من وطننا ومن شعبنا ولا يمكننا التخلي عنه، نحن بحاجة الى مصالحة تقوم على قاعدة المشاركة الوطنية ومن خلال هذه المشاركة يمكن ان نعيد بناء وترميم المؤسسات الوطنية التي ستكون مؤسسات لسلطة وطنية واحدة، وقاعدة المشاركة لا تسمح لاحد بالتهرب والتملص من المصالحة، المصالحة الان لا تسير في اي اتجاه بل تتعثر وتتراجع ولن تتم اي خطوات جادة على طريق تحقيقها، صحيح باننا نتوافق على اعمار قطاع غزة لكن الاعمار ليس هدفنا الوحيد، بل التوحد في مواجهة السبب الرئيسي للدمار المتلاحق الذي يلحق بقطاع غزة ويوميا بالقدس والضفة، فعليه لا بد من البدء بالتحضير لانتخابات على قاعدة مفهوم المشاركة".