الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 13:02

آفة النفاق الاجتماعي/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 25/10/14 11:16,  حُتلن: 07:49

شاكر فريد حسن  في مقاله:

يتجسد النفاق ويتمثل في التلون والتزلف والتملق والخداع والرياء والإطراءات المزيفة والقبل المصطنعة بحثاً عن المصالح والمطامع الذاتية الضيقة

للنفاق مساوئ وأضرار جمة ولن يتقدم مجتمعنا خطوة واحدة للأمام إذا استمرت هذه الآفة الخطيرة في الانتشار فهي كالسرطان تفتك في الجسد وتدمر خلاياه

كثيرة هي الظواهر السلبية والآفات الاجتماعية المنتشرة على نطاق واسع بين الناس في هذه الأيام ، في زمن الرويبضة ، منها آفة النفاق التي تغلغلت في عمق مجتمعنا من الرأس حتى أخمص القدمين ، وأصبحت ظاهرة مرضية نتلمسها في المناسبات وكل مناحي الحياة ، وداخل الشركات والمؤسسات المختلفة ، وحتى بين الزوجين اللذين تربطهما أنبل وأعمق الروابط والمشاعر والأحاسيس الإنسانية الدافئة ، وبات لكع بن لكع يتصدر المشهد الحاضر بكل قوة.

ويتجسد النفاق ويتمثل في التلون والتزلف والتملق والخداع والرياء والإطراءات المزيفة والقبل المصطنعة بحثاً عن المصالح والمطامع الذاتية الضيقة ، وسعياً لتحقيق الغايات والأهداف الشخصية . وهو أسلوب رخيص وسلوك مذموم لأنه ينزع من قلب الإنسان كل الفضائل والقيم الأخلاقية السامية والعظيمة ، ويشل حركة تقدم ونهضة ورقي المجتمع ويتسبب في تقويضه وسقوطه وانهياره . وقد جاء في الحديث الشريف أن النبي المصطفى صلى اللـه عليه وسلم ، قال : "آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ".

وللنفاق مساوئ وأضرار جمة ، ولن يتقدم مجتمعنا خطوة واحدة للأمام إذا استمرت هذه الآفة الخطيرة في الانتشار ، فهي كالسرطان تفتك في الجسد وتدمر خلاياه .
إن التخلص من النفاق يتطلب التنشئة الاجتماعية الصحيحة والسليمة للأجيال الشبابية الجديدة ، والعمل على تهذيب النفوس وتصويب السلوك والأخلاق ، وإشاعة الوعي الجمعي والقيم العليا ، التي تدعو وتنادي فيها الأيديولوجيات والديانات السماوية . وهذه هي مهمة كل المثقفين ورجالات الإصلاح والعاملين الاجتماعيين وأئمة المساجد وكل الغيورين على مستقبل شعبنا ، حتى نجتث ونقتلع هذه الآفة من جذورها ، التي تتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة