الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 01:01

لاءات نتنياهو ولاءات عباس/ بقلم: سميح خلف

كل العرب
نُشر: 25/10/14 16:21,  حُتلن: 07:43

سميخ خلف في مقاله:

اللاءات في السياسة الاسرائيلية ومنذ النكبة لم تتغير وان تغير شكلها وعرضها وطولها

لم يكن تصريح نتنياهو أثناء مقابلته للأمين العام للأمم المتحدة إلا إنعكاسا لمستقبل السياسة الاسرائيلية 

باس يمارس العمل المسرحي على الشعب الفلسطيني بدون جدوى من الرواية سواء الذهاب الى مجلس الأمن او الى المنظمات الدولية ويعرف انه سيصطدم بجدار صلب من الفيتو الأمريكي والتخوين الامريكي لاسرائيل 

اللاءات في السياسة الاسرائيلية ومنذ النكبة لم تتغير وان تغير شكلها وعرضها وطولها، فبالتأكيد أن اسرائيل كدولة غازية للارض الفلسطينية وتجسد ما فوق القانون الدولي وقراراته بخصوص القضية الفلسطينية وكسلوك للمحافظة على هويتها وكيانيتها المغتصبة للارض، فلا جديد في الموقف الاسرائيلي الرافض والمتعنت في التجاوب مع كل القرارات الدولية بدءا من قرار 181 وكذلك الى قرار 194 وغيره من القرارات التي اصبحت مكدسة في الأمم المتحدة ومجلس أمنها، فإسرائيل وبمختلف سمات زعمائها يعملون في نطاق إستراتيجية واحدة لا تخرج عن النظرية الصهيونية فكرا وممارسة وسلوك، ويتبارى زعماء اسرائيل ويختلفون فيما بينهم تحت سقف واحد هو أمن اسرائيل وجغرافيتها السياسية والسكانية.

ومع تساقط البرنامج الوطني الى أدنى مستوى له بقبول قرار 242، و338 والمبادرة العربية وخارطة الطريق وجرف اوسلو والطموح بدولة فلسطينية على اراضي 67م وفي نطاق معاهدات واتفاقيات ورؤية ملتزمة من الجانب الفلسطيني والعربي بأمن اسرائيل ونزع سلاح للدولة الفلسطينية وإرتباطها إقتصاديا وأمنيا باسرائيل، إلا أن كل تلك الخيارات والتدني والهبوط من الجانب الفلسطيني، لم تقبل اسرائيل بتلك التصورات السياسية لمستقبل المنطقة، ولم تخرج سياسة اسرائيل عن تصوراتها الدائمة في نطاق ما هو أدنى من إتفاق اوسلو والمضي قدما في تكريس حلمها كواقع في الضفة الغربية من خلال موجات إستيطان بلغ تعدادها للان 650 ألف مستوطن وهو حلمها فيم يسمى مملكتها في يهودا والسامرا ويبقى التصور في الضفة هو حكم ذاتي كنتوني وبدون بنية تحتية تعطي مفاهيم الاستقلال الوطني.

لم يكن تصريح نتنياهو أثناء مقابلته للأمين العام للأمم المتحدة إلا إنعكاسا لمستقبل السياسة الاسرائيلية، ففي تصريح له اوضح "أن الضفة ارض اسرائيلية ولها خيارات التحرك فيها كما تريد وتشاء المصالح الاسرائيلية ومستطردا أن غزة محررة " في حين أن غزة محاصرة ومحتلة ايضا ولا سيادة فيها فما زالت مرتبطة بالشيكل وتحت قانون الإدارة المدنية والعسكرية الاسرائيلية، ولكن هذا التصريح له بعد في إتجاه السيطرة الكاملة على الضفة ومنح سكانها وتجمعاتها السكانية برابط ما مع الاردن او مع مستقبل الدولة الفلسطينية في غزة مع شروط محكمة على تصور الدولة التي لا تمنح لتلك الدولة السيادة.

لاءات نتنياهو لا دولة فلسطينية ولا قدس عاصمة للدولة ولا مطار ولا ميناء وفك حصار مجزء على غزة بعد حروب طاحنة مع الشعب الفلسطيني في غزة وقواه الشبابية ما زالت اسرائيل وعبر رئيس وزرائها تسير قدما في تنفيذ برنامجها في كل من الضفة وغزة، وفي إتجاه إبتلاع الضفة وإنفراج جزئي لغزة يخضع لكثير من المتغيرات الإقليمية والرمال المتحركة في المنطقة.

عندما نتحدث عن لاءات عباس فاننا نتحدث عن اختزال المشروع الوطني والمؤسسة الفلسطينية في شخصه، لاءات عباس تتلخص في جمود وثبات على دولة على اراضي 67م مع اقتصار حلقات النضال الوطني في الشغل الدبلوماسي وتعزيز قوى الامن الفلسطيني للسلطة في الضفة أي في مدنها فقط وربما تكون تلك القوى الامنية مستقبلا جوهر الحل الاسرائيلي لتهويد الضفة والادارة الذاتية المدنية والشرطية في داخل المدن، لاءات عباس لا تفاوض مع اسرائيل تكسرها دائما هشاشة القيادة وبرنامجها وبدائلها وخياراتها المعدومة التي لا تستطيع ان تتصلب في موقف، فمن خلال المركزية ومجلسها الثوري بالموافقة على طرح كيري بفتح المفاوضات من جديد كما قال عباس لتسعة شهور كما كان في السابق وتدور الدائرة من جديد لمسرح دراماتيكي تكسب فيه اسرائيل ويخسر فيه الفلسطينيين، وانتظار اسرائيلي لاحداث اقليمية توفر لها تماما انهاء احتلاله لغزة ضمن اتفاقية سياسية او هدنة طويلة الامد له ضوابطها، ويبقى مصير القيادة السياسية في الضفة كمصير امين الحسيني بشكل او باخر مع بقاء الاجهزة تودي دورها وظيفيا في الضفة.

غزة ولاءات عباس
لاءات عباس لا تصمد الا اذا كانت موجهة لغزة وشعبها وربما عملية الازهاق التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبله لا تعدو بانها تصب في لاءات نتنياهو تجاه غزة وتتلخص في سحب سلاح المقاومة وتطويع الشعب في غزة لفكرة التنازل عن الطموح الوطني في التحرير والعودة والاستقلال والسيادة، السيد عباس يطلب بهيمنة اجهزته على غزة لكي تسير في نفس مركب اجهزته المنسقة مع الاحتلال، وهيمنة فئوية لفئة مصالحها تتشابك مع الاحتلال، بالمقابل لم تكن لاءات عباس موجهة للاحتلال ودعم كفاح وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة ليرتقي الموقف السياسي الفلسطيني لتعديل شروط المعادلة في الصراع بل يريد من لاءاته ان يبقى القطاع محاصرا تحت زاوية ما يسمى الشرعية ولا يختلف حال تلك الشرعية عن شرعية الاحتلال لشعب محتل ومن خلال تصور البرنامج السياسي الامني والسياسي للسلطة، فالسيد عباس يرفض الكفاح المسلح ولا يعترف بالمقاومة ويؤمن بالتفاوض والحل السلمي بدون التمتع باوراق قوة من شعبه بل يقزم حركة هو احد مؤسسيها ويلاحق كوادرها ويتلصص عليهم ويقوم بفصل بعضهم وتجويع اخرين والتفريق بين ابناء الوطن جغرافيا وشرعيا ولا شرعيا، كلها تلك لاءات عباس التي قد تقع في نفس خندق لاءات نتنياهو.

السيد عباس يمارس العمل المسرحي على الشعب الفلسطيني بدون جدوى من الرواية، سواء الذهاب الى مجلس الأمن او الى المنظمات الدولية ويعرف انه سيصطدم بجدار صلب من الفيتو الأمريكي والتخوين الامريكي لاسرائيل بفعل ما تريده من استيطان في الضفة الغربية، فلا نعتقد انه هناك خلاف على البرنامج السياسي الاسرائيلي الامريكي في اتجاه الحل المستقبلي للصراع في المنطقة، السيد عباس مازال يرفض لملمة قوى حركة فتح التي قد تعزز الورقة السياسية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، بل مازال يعمل على تهميش حركة واسعة الانتشار في اوساط الشعب الفلسطيني ويعمل كدكتاتور من خلال تنحية كوادر وقادة اقوياء لهم رؤية سياسية في حركة فتح ، و في نفس الوقت يفرض شروطا ً مجحفة على فصائل المقاومة حماس والجهاد للانصياع لبرنامجه الذي يهرب للأمام دائما نحو خنادق الاحتلال لتطويع غزة لفرض معادلة لا تحقق الحد الادنى من الشروط الوطنية الفلسطينية .

كل من نتنياهو وعباس ويعملان كل بطريقه لنزع صمود الشعب الفلسطيني وثقافته الوطنية تبويبا ً لحل مختزل ربما لا يحقق اكثر من % على ارض فلسطين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة