الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

ابواب البيوت لم تغلق في الماضي/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 28/10/14 07:49,  حُتلن: 08:03

د. صالح نجيدات في مقاله:

الرئيس أو المسؤول الذي هو بالمحصلة قيادي يجب أن يمتلك القدرة على التأثير في الأشخاص وتوجيههم بطريقة صحيحة

كثر اللصوص وازدادت السرقات وارتفع عدد العصابات وتعددت أنواع الجرائم وانتشرت الأسلحة غير المرخصة وانتشر استعمال المخدرات وضعفت التربيه لجيل كامل

أي شخص اختير لمنصب رئيس مجلس محلي اذا لم يستطع ان يفعل شيئا في الكيان الذي اختير لكي يكون على قمة الهرم فيه سواء كان هذا الكيان مجلس محلي أو دولة أو ما دون ذلك عليه أن يستقيل من منصبه

في الماضي غير البعيد، ابواب البيوت في قرانا لم تغلق ولم يهتم الناس بإغلاق أبواب بيوتهم، ولا يوجد مفاتيح لأي باب، الناس ذهبت الى الاعراس والمناسبات ليلا وتركت بيوتها مفتوحة ولا أحد يسمح لنفسه أن يقوم بأي اعتداء على حرمات بيوت الناس، لان معظم الناس اتصفت بالشهامة وعزة النفس، والضمير الانساني كان هو الرقيب على تصرفات الانسان نفسه ولذا كان امن وأمان، والمحافظة على املاك الغير وبيوت الناس كانت من القيم الاصيلة التي غرست في نفوس الناس آنذاك، والسرقة كانت تعتبر عمل ناقص ومشين وتمس بشرف الانسان، لذا كان الانسان يحافظ على اسمه واسم عائلته وعلى ممتلكات جيرانه والآخرين كما أنه يحافظ على ممتلكاته، كانت الناس تنام ملء عيونها، ساد الأمن والأمان في المجتمع، ولم يكن رجال شرطه يسهرون على استتباب الأمن والهدوء في قرانا، ولم تكن دوريات الشرطه تلف في الشوارع، والحرامية والمنحرفون عددهم قليل جدا، ولا يجرؤون على ارتكاب أي مخالفه ضد العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية خوفا من العقاب الجماعي، ولكن للأسف الشديد في العقد الاخير من الزمن خربت وتدهورت الاوضاع، وأصبحت قرانا معرضه للفوضى والانفلات، لا ينام أهلها إلا واحدى عيونهم مفتوحة، من فرط الخوف والحذر على ممتلكاتهم وأمنهم الشخصي.

كثر اللصوص، وازدادت السرقات، وارتفع عدد العصابات، وتعددت أنواع الجرائم، وانتشرت الأسلحة غير المرخصة، وانتشر استعمال المخدرات، وضعفت التربيه لجيل كامل، وضعف الوازع الديني وأصبحت أملاك الموطنين عرضة للاعتداء وللسرقة، بداية من بالونات الغاز والسيارة المركونة عند باب المنزل، انتهاء بسرقة خزنة أو صندوق موجود في غرفة النوم وضع فيها ما وضع من نقود وحلي، والجاني مجهول، ونادرا ما يتم الامساك به.

المشكلة الأخرى التي نعيشها هي العبث الكبير، اللا متناهي بالأملاك العامة التي هي أملاك الشعب في النهاية، فكل شيء يسرق ويصدّر، أسلاك التلفونات النحاسية، سرقة المدارس وروضات الاطفال وغيرها، وكذلك الفوضى في الشارع، والشرطة غائبة عن المشهد، أما نحن، أبناء الشعب، فليس بيدنا شيء غير الكلام والثرثرة كوسيلة لتبريد وتهدئة غضبنا.

في هذه الأوضاع المزرية، لماذا السلطات المحلية لا تحمي مواطنيها؟ أليست هي سلطة؟ ما هذه السلطات التي تفتقد الى سلطه وصلاحيات؟ في البلدات اليهودية توجد حراسة ويسهرون على أمن ومصلحة المواطن، اما في سلطاتنا المحلية فوظيفة ضابط الأمن هي من ضمن صفقة التصويت وتقسيم الكعكة بين المتحالفين وتنقصه الخبرة وروح المبادرة، وعمله في مجال الحفاظ على أمن وممتلكات المواطن لا تكاد تذكر وكذلك الشرطه الجماهريه في قرانا لا تعمل شيء.

أي شخص اختير لمنصب رئيس مجلس محلي اذا لم يستطع ان يفعل شيئا في الكيان الذي اختير لكي يكون على قمة الهرم فيه سواء كان هذا الكيان مجلس محلي أو دولة أو ما دون ذلك عليه أن يستقيل من منصبه، ولكن في مجتمعنا العكس هو الصحيح، وعلى سبيل المثال رئيس مجلس خسر وراح منها وجاء آخر، الذي ذهب يشعل الفتن فيها للعودة الى منصبه مرة اخرى، جاعلا من أرض بلده أرض فوضى وخراب بأكثر مما كانت عليه في عهده، والسبب في فشله عدم تمتعه بمؤهلات تدير البلد وعدم ممارسته الصلاحيات المعطاة له، التي تخوله الحفاظ على الأمن والاستقرار في بلده وتطويرها مهما تطلب ذلك، وهو أمر لا نفهم منه إلا أنه رجل غير مناسب جلس على كرسي يفوق قدراته بكثير.

إن الرئيس أو المسؤول الذي هو بالمحصلة قيادي يجب أن يمتلك القدرة على التأثير في الأشخاص، وتوجيههم بطريقة صحيحة، وأي رئيس أو مسؤول عاجز عن تحقيق الأهداف عليه ان يترك كرسيه ويرحل. هذا الكلام موجه لكثيرين في قرانا ومجتمعنا، ولكن هل من يسمع !!!.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة