ابراهيم حبيب- شقيق الشهيد محمود محمد حبيب مصاروة:

اللجان لم تقم بواجبها واكبر دليل على ذلك أن المجزرة مرت دون معاقبة

الطيبة برمتها حزنت عليه وافراح كثيرة أجلت بسبب استشهاده على مدار سنة واكثر

شهداء المجزرة لم يكونوا في معركة وكانت فضيحة بكل المقاييس لدولة اسرائيل على المستوى العالمي لأن الجيش قتل مواطني دولته بطريقة بشعة ليس لشيء إلا لأنهم عرب

بمناسبة الذكرى الـ58 لمجزرة كفرقاسم، التي وقعت في مساء التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 1956م، وقتل فيها 51 مواطنا  في كفرقاسم، أطفالا ونساء، رجالا ومسنين، وذلك بالتزامن مع بدء حرب العدوان الثلاثي على مصر، حاورنا شقيق الشهيد الطيباوي محمود محمد حبيب، الذي ارتقى في تلك المجزرة.

أخي كان المعيل في العائلة
وفي حديث مع شقيق الشهيد محمود محمد حبيب مصاروة، ابراهيم حبيب قال: "لا شك ان الذكرى مؤلمة لي ولعائلتي، خصوصا وان محمود كان الاخ الاكبر في العائلة في ريعان شبابه وهو الذي كان يعيلها، لأن ابي كان في تلك الفترة متقدما بالسن".

وأضاف: "كان شقيقي يعمل في كفرقاسم، بنقل العمال من كفرقاسم الى تل ابيب ومن ثم يعيدهم الى كفرقاسم، وينام هناك، وكان يستكفي بالعودة للطيبة بين الفترة والأخرى، وكان متزوجا وزوجته كانت تعيش في الطيبة، وهذا طبعا كان في العام 1956 أي عام ارتكاب المجزرة الشنيعة".

صدمنا برؤية الجثة والجيش قام بقتل المواطنين فقط لأنهم عرب
هذا، وتابع حبيب قائلا: "اذكر ان سيارة كان يقودها شخص من كفرقاسم، ومعه شاب من الطيبة، توقفت امام بيتنا، ثم وضعا جثة شقيقي محمود ونزل من السيارة الشاب الطيباوي وبدأ يصرخ ويسأل عن اقرباء الشاب الشهيد، فسرعان ما خرجنا ونظرنا الى الجثة واذا بها لشقيقي محمود، صدمنا، وعمّ الحزن جميع افراد العائلة لدرجة ان عددا منهم اغمي عليه، واذكر انني لم استطع النوم بعد هذه الحادثة لثلاثة ايام حتى تناولت الأدوية التي كتبها لي الطبيب".

واستمر في الحديث: "المرحوم كان محبوبا، خلوقا لا يسيء لأحد، لهذا السبب الطيبة برمتها حزنت عليه، وافراح كثيرة أجلت بسبب استشهاده على مدار سنة واكثر". وأردف "لم نتوقع أبدا ان يقوم جيش دولة، بقتل شعبه، فشهداء مجزرة كفرقاسم لم يكونوا في معركة، لقد كانت فضيحة بكل المقاييس لدولة اسرائيل على المستوى العالمي، لأن الجيش قتل مواطني دولته بطريقة بشعة ليس لشيء إلا لأنهم عرب".

المجزرة مرت دون محاسبة
وفي حديث سابق، قبل نحو عام انتقد ابراهيم حبيب عمل لجان التحقيق التي شكلت في اعقاب المجزرة، قائلا: "للاسف فإن اللجان لم تقم بواجبها، واكبر دليل على ذلك أن المجزرة مرّت دون معاقبة، محاسبة أو حتى محاكمة الضباط والجنود المسؤولين عن المجزرة".