الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 13:01

الزيتون في القرآن الكريم/بقلم:مؤسسة حراء

كل العرب
نُشر: 01/11/14 12:43,  حُتلن: 14:41

الحمد لله بجميع محامده، والصلاة والسلام على أفضل أنبيائه ورسله، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه وإهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أشارت آيات كثيرة من القرآن الكريم إلى أهمية شجرة الزيتون وعظيم شأنها، ومن ذلك قول الله تعالى في سورة التين: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ"، والله سبحانه لا يقسم إلا بعظيم.

ولقد سمى الإسلام بأخلاق المسلمين وأعمالهم فميزهم عن غيرهم من الأمم، فأزال من قلوبهم حب النفس والأنانية، وأرشدهم إلى الأكل من رزق الله وإطعام ذوي القربى والفقراء والمساكين وابن السبيل، فقال الله جلّ في علاه: "كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ"، فاعتبر بعض المفسرين أن المقصود من الآية هي الزكاة المفروضة، واعتبر بعضهم أن المقصود هو التصدّق المطلق أو الإطعام لمن يمر بأصحاب الزرع يوم الحصاد أو جني الثمار.

ولما في هذه الشجرة من البهاء والجمال فقد استُخدمت في القرآن الكريم في معرض المثل، فقال الله عزّ وجل: "مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ. الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ. الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ، يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ...", قال المفسرون أن نور زيت الزيتون كان أصفى نور يعرفه المخاطبون لذا ورد في هذا المثال.
وقد حثّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأكل من زيت الزيتون والادهان به فقال: "كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ". (مُستَدرَك الحاكم)
ونحن في هذه الأيام الأولى من العام الهجري الجديد، جدير بنا أن نستثمر هذا الموسم في طاعة الله تعالى ورضوانه، فنتعاون على قطف ثمار الزيتون ونساعد الأهل في هذا العمل، واضعين نصب أعيننا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" (مسند الإمام أحمد).
وعلى المسلم دائمًا أن يتذكر أن ما ينطق به من كلام هو حجة له أو عليه، لذا فاحرص أخي المسلم أن تستثمر أوقاتك خلال قطف الثمار بالذكر الحسن، أو قراءة القرآن، أو غيره من طيب الكلام.
ولأهمية هذا الموضوع فإن عمل المربين في المراكز القرآنية في مؤسسة حراء قائم على بث روح التربية وبث هذه القيم العظيمة في نفوس طلابها، وذلك من خلال البرامج والمناهج لمختلف الأجيال، صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا.

مقالات متعلقة