الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 07:01

معادلة الضحية والجلاد/ بقلم: نبيل بصول

كل العرب
نُشر: 10/11/14 15:36,  حُتلن: 08:03

نبيل بصول في مقاله:

اذا كنا نريد أن نرتقي بأنفسنا ومجتمعنا الى مراتب المجد والعلا فيجب علينا اولا لأن نحترم هذه الفئات لا الحط من قيمتها

بدلا من كل انواع الاذلال هذا يجب تشجيع واحترام هؤلأ الفئات وتقديم العون والنقد البناء واعطائهم الاهتمام المناسب تحفيزهم

الضحية والجلاد هي معادلة غير متكافأة وغير عادلة بين طرفين. فالطرف الاول الا وهو الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، حتى وان كان يمتلك نوعا من القوة فانها ليست بالدرجة الكافية ليدافع بها عن نفسه. اما الطرف الثاني الا وهو الجلاد وهو الظالم الذي يستمد ظلمه من الظلم ،ظلام الجهل الدامس والتخلف.

وهنا اقصد بالضحية أولئك ممن يعانون من مختلف انواع القصور والعاهات منها العقلي، الجسدي، العسر التعليمي والتعليم الخاص ودرجاتها وغيرها وغيرها. هذه الضحية للأسف الشديد تقع فريسة سهلة للبيئة المحيطة لها، كذلك المجتمع الذي يقوم باستغلال ضعف هؤلأ الفئات شر استغلال في قدرتهم في الدفاع عن نفسهم، للسخرية، الشماتة بهم، التسلية،الاستهزاء، التقليل من قيمتهم وحجمهم، اتهامهم بالعته والغباء والجهل والتفاهه، من اجل التحكم بهم عن طريق احباطهم بواسطة التعليقات والتحليلات السخيفة، الافكار النمطية، المسبقة، اتخاذ القرارات وخصوصا المصيرية بدلا منهم وتوجيه الانتقادات لهم وخصوصا الهدامة منها عند عمل او قول اي شيء، فبهذه الطريقة يقومون باضعاف هؤلأ الفئات اكثر من ما هم عليه من ضعف لا وبل سحقهم، يحدون من تقدمهم، من تطورهم ونشأتهم وهذا يتجسد في عدم منحهم المساحة المناسبة، والمكان المناسب لإثبات قدراتهم، فيتكون لدى ابناء هذه الفئات حاجز نفسي يمنعهم من فعل او حتى فكرة اتخاذ اي فعل الا بامر من الاخرين بسبب الفكرة او الاعتقاد الذي تكون عندهم بان كل ما يقومون به هو خطا.

أولئك الذين كتب الله عليهم ان يعيشوا في بؤس وشقاء حالات القصور والعجز بكل انواعه ومختلف درجاته يقعون لقمة سائغة لأولئك الذين هم انفسهم يعانون من قصور التخلف، الجهل، التفاهة، السذاجة والتنطع في كل اشكاله وألوانه. وهذا ان دل على شيء، فأنه يدل على تدني المستوى ألأخلاقي، العلمي، الاجتماعي، الديني والتربوي. لانهم غير مدركين بأن القدر لربما سيكتب لهم في يوم من الايام ان يكونوا من هؤلأ الفئات. بالأضافة الى افتقارهم الى الوعي والألية اللازمة لفهم وللتعامل معهم ومع ظروفهم واوضاعهم.

فبدلا من كل انواع الاذلال هذا يجب تشجيع واحترام هؤلأ الفئات، تقديم العون، النقد البناء، اعطائهم الاهتمام المناسب، تحفيزهم، التوجيه السليم، عدم النفور منهم والقدرة على تقبلهم. فهم لم ياتوا من فراغ بل هم نتيجة مجتمع نعيش فيه، وهم ليس بغزا او محتلين اتوا وزرعوا نفسهم بيننا، او اتوا حتى من كوكب اخر ولم يفرضوا انفسهم علينا عنوة. وما دامو كذلك فان الواجب يقتضينا بل ويحتم علينا تقبلهم بيننا وان لا نقوم بتحميلهم مسؤلية او ضريبة مشاكلهم وقصورهم لانهم وبكل بساطة لم يختاروا لانفسهم ولمجتمعهم ان يكونوا بما هو عليه، بل لان القدر فرض عليهم قسرا ان يكونوا كذلك.

فاذا كنا نريد أن نرتقي بأنفسنا ومجتمعنا الى مراتب المجد والعلا، فيجب علينا اولا لأن نحترم هذه الفئات لا الحط من قيمتها. كما ينبغي محاولة دمجهم في المجتمع، لا اقصائهم وذلك بما تسمح فيه قدراتهم ليكونوا عنصرا فعالا قدر الامكان ولكسر الحواجز التي فرضت عليهم من اجل تنمية قدراتهم لكي يستطيعوا مواجهة مصاعب ومشاق الحياة، فمنهم وبالرغم من المشاكل والقصور التي يعانون منها فأنه يتمتع بذكاء، قدرات علميّة، واجتماعيّة من الممكن الاستفادة منها، ويجب تشجيعها وتنميتها. كما يجب نشر وتنمية الوعي والثقافة بالنسبه لهذه الفئات وكيفية التعامل معها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة