الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 12:01

محاولة فاشلة لنزع فتيل الحرب الدينية/بقلم:د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 15/11/14 13:11,  حُتلن: 08:20

د. هاني العقاد في مقاله: 

لن توقف حكومة نتنياهو دعم المستوطنين تبني الإستيطان في كل مكان في القدس ولا في الضفة لأن حكومة نتنياهو هي حكومة إستيطان وتطرف والتهويد تسعي لإحباط كافة مشاريع الوصول الى سلام حقيقي يعيش فيه الشعبين بدولتين متجاورتين

حركة التطرف والعنصرية الاسرائيلية وصلت لأن يعتدي المتطرفين على كافة المساجد في الضفة الغربية وإحراقها وكتابة عبارات عنصرية على جدرانها وخطف وقتل وإعدام الشبان الفلسطينيين دون أن تكبح جماحهم او تمنعهم اسرائيل بل أن غالب الإعتداءات تتم تحت حماية الشرطة والجيش الاسرائيلي

لا يبدو أن اسرائيل تحاول أن تتجنب الحرب الدينية في المنطقة ولا يبدو أنها تكبح جماح التطرف الديني الذي يضرب قطاعات كبيرة جدا في المجتمع اليهودي بدءا بالمزراحيين والحريديم وانتهاء بالليبراليين بل تسهل تحول الكثير من المؤسسات اليهودية الاستيطانية الى مؤسسات دينية, وتسارع الى تثقيف الجيش دينيا وتوظيف المئات من الحاخامات لهذا الغرض لاستخدام تعبئة عنصرية قاتله ضد المسلمين في كامل الارض الفلسطينية وأهمها المركز وهو العاصمة الفلسطينية القدس الشرقية والمسجد الاقصى باعتباره عنوان المسلمين الاول وقبلتهم، ولا يبدو أن اللقاء الثلاثي بعمان نهاية الاسبوع الماضي والذي جمع نتنياهو بالملك عبدالله وكيري تمكن من نزع فتيل القنبلة التي ستنفجر في المنطقة والتي قد يؤدي إنفجارها الى نشوب حرب دينية طاحنة على خلفية إستمرار إقتحامات المسجد الأقصى وتسارع الإستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية ، لا أعتقد أن اللقاء إستطاع أن ينزع الفتيل نهائيا من يد نتنياهو بل عمل على تأجيل إستخدام المزيد من محاولات إشعال الفتيل من قبل اسرائيل بعد أن حذر الطرفان نتنياهو من خطورة مخططه الرامي الى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى والإستيلاء على القدس بالكامل وإعتبارها مدينة موحدة عاصمة لإسرائيل وتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود وإقامة الهيكل المزعوم، ولم يتمكن اللقاء من وقف التطرف اليميني الذي يقوده نتنياهو نفسه نهائيا والإعلان بالقبول بوقف كافة إجراءات التصعيد الاحتلالية ووقف تهويد القدس وإقتحامات المسجد الأقصى يوميا، ووقف الإستيطان وإنهاء الاحتلال والإعتراف بحدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها، والإقرار بكل حقوق الشعب الفلسطيني المهدورة، وما حدث باللقاء مجرد دفع باتجاه ضبط النفس أكثر من الماضي لتجنب إشعال فتيل القنبلة، ورفع الحرج عن الأمريكان وإنقاذ معاهدة السلام الأردنية من الإنهيار.

لن توقف حكومة نتنياهو دعم المستوطنين تبني الإستيطان في كل مكان في القدس ولا في الضفة لأن حكومة نتنياهو هي حكومة إستيطان وتطرف والتهويد تسعي لإحباط كافة مشاريع الوصول الى سلام حقيقي يعيش فيه الشعبين بدولتين متجاورتين، بل أن حركة التطرف والعنصرية الاسرائيلية وصلت لان يعتدي المتطرفين على كافة المساجد في الضفة الغربية وإحراقها وكتابة عبارات عنصرية على جدرانها وخطف وقتل وإعدام الشبان الفلسطينيين دون أن تكبح جماحهم او تمنعهم اسرائيل بل أن غالب الإعتداءات تتم تحت حماية الشرطة والجيش الاسرائيلي، وخاصة إعتداءات وإقتحامات المسجد الأقصى التي قد تتوقف مؤقتا أمام التهديد الاردني لإسرائيل بسحب إتفاقية السلام "وادي عربة" الموقعة بين الجانبين 1994 على خلفية ابطال فرض السيادة الاردنية على المسجد الأقصى وبالتالي عدم إعادة السفير الأردني وكل هذا بالطبع يحرج أمريكا التي تقود تحالف كبير في المنطقة لمحاربة داعش والقضاء عليها بإعتبار أن أمريكا تحارب الإرهاب وتبقي في نفس الوقت على إرهاب اسرائيل المنظم وتتغاضي عما تفعله حكومة اليمين المتطرف في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية وغزة.

إذا نشبت الحرب الدينية فإن المنطقة ستتحول الى شعلة نار لن يبقي فيها مكان هادئ ولا دولة مستقرة، وبالطبع ستكون مركز النار القدس وتل ابيب ومعظم البلدات الإسرائيلية التي يعتقد نتنياهو انها في منأى عن أي تهديد او أعمال فدائية، وستصل النار ساعتها كل بيت يهودي اسرائيلي في فلسطين وسيكون صعبا على المستوطنين اليهود داخل الضفة الغربية الخروج والدخول الى مستوطناتهم دون توقع الموت في كل لحظة، اما على مستوي العالم فإن كل مصالح اسرائيل وأمريكا سوف تتضرر بشكل كبير وسوف تزداد قوة تنظيم داعش في المنطقة في المقابل بإعتبار أنها قوة متطرفة ولدت بسبب التطرف الإسرائيلي والإنحياز الأمريكي لليهود وعدم إيجاد حل نهائي للصراع وستكون كافة المصالح الأمريكية والاسرائيلية هدفا إنتقامي لما يحدث في القدس لان نشوب الحرب الدينية يعني أن الجهاد أصبح فرض عين على المسلمين للدفاع عن دينهم الاسلامي ومسجدهم الأقصى وقدسهم العربية الاسلامية.

تستطيع اسرائيل أن تتجنب كل هذا وتغلق الطريق أمام الإنزلاق نحو تلك الحرب بإغلاق الأبواب أمام تطرفها ومنع أي أعمال من شأنها أن تمس بعقيدة المسلمين في القدس والارض الفلسطينية وتسعي الى السلام العادل الحقيقي الذي يوفر للشعبين الحرية والأمن والإستقرار، ويستطيع نتنياهو أن يبعد شعبه عن حافة السقوط في النار التي لن ترحم أحد في المنطقة وفي النهاية سيكون مجبرا على الجلوس مع الفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم إن شاء او أبى لأن حياة كل اسرائيلي ستصبح على المحك ولن يستطيع كل جيش اسرائيل بعتاده وعدته أن يوفر الحماية لكل اسرائيلي في اسرائيل والعالم، ولعل صاعق الحرب والتفجير الذي يعطي إشارة اشتعال المنطقة مازال بيد نتنياهو وحكومته ولم يتمكن لقاء عمان من سحب فتيل التفجير من يد هذا الابله المتطرف، فاذا اراد العالم أن يفعل ذلك يستطيع وبيده أن ينهي الاحتلال ويفرض على نتنياهو التخلي عن بلاهته والتخلي عن تطرفه وعنصريته لصالح الامن والاستقرار واغلاق كل الطرق والممرات التي يؤدي الى الحرب الكبيرة، وإن استمر العالم في التغاضي عما يفعله ابله اسرائيل ومريضها يكون بذلك ترك الباب مفتوحا أمام الحرب الكبيرة واعطي نتنياهو مزيدا من الدعم ليبقي الفاعل الوحيد ومن يعبث بأمن واستقرار الاقليم بل والعالم المحيط .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة