الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 13:01

الإعلام العبري ومعاداة الآخر والمغاير/ بقلم: عمر مصالحة

كل العرب
نُشر: 15/11/14 13:53,  حُتلن: 10:32

عمر مصالحة في مقاله:

يتصرف غالبية الصحفيين الاسرائيليين على أنهم جزء من القيادة العسكرية والسياسية ولم يعد الأمر يقتصر على البعض من الصحفيين بل اصبح الأمر نمطاً يشمل الجميع

من يتعقب البرامج والمواقف لبعض العاملين بهذه القنوات التي تسمى بسلطة البث الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل يلمس على مدار الساعة التفوهات العنصرية والمهينة لنا نحن العرب في البلاد

يتصرف غالبية الصحفيين الاسرائيليين على أنهم جزء من القيادة العسكرية والسياسية ولم يعد الأمر يقتصر على البعض من الصحفيين، بل اصبح الأمر نمطاً يشمل الجميع في غالبية وسائل الإعلام، وأصبحت استضافة العربي في وسائل الإعلام خبراً بحد ذاته، وفي حالة استدعاء العربي للحديث عن أي موضوع، أي كان عنوانه، يكون هذا الشخص عرضة للتهجم والتهكم والتجريح. لمجرد انه لا يشاطر الصحفي اليهودي آرائه، وقد قاد الإعلام حملة الترهيب والكراهية العمياء ضد العمال الأجانب بوصفهم السبب والمسبب لمصائب المجتمع الإسرائيلي.

ينظر الى إسرائيل أنها من واحات الديمقراطية عالمياً، لاعتبارها محاطة بعالم تحكمه الدكتاتوريات والممالك، وما الى ذالك من أنماط الحكم التي لا تحترم الحريات. يعتبر الأساس في الديمقراطيات العالمية حرية التعبير، ودولة إسرائيل مشبعة بوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، ويعتقد البعض أن هذه الوسائل تعمل من منطلق النزاهة واحترام كرامة الإنسان بدون تفريق عرقي وديني، وأخص بالذكر وسائل الإعلام الحكومية مثل: القناة الأولى للتلفزيون، والتلفزيون التعليمي، وصوت إسرائيل بالعبرية والعربية وفروعها باللغات الامهرية والروسية. بالإضافة الى وسائل الإعلام المستقلة كالقنال الثانية والعاشرة وغيرها من القنوات باللغات المختلفة..

من يتعقب البرامج والمواقف لبعض العاملين بهذه القنوات، التي تسمى بسلطة البث الرسمية وغير الرسمية في إسرائيل، يلمس على مدار الساعة التفوهات العنصرية والمهينة لنا نحن العرب في البلاد، كل ذلك بحجة حرية التعبير، وبذريعة المحافظة على الأمن، حتى عندما لا تتدخل الاجهزة الامنية في عمل هذا الاعلام، يشعر ويعتبر العامل في وسائل الاعلام الإسرائيلي انه يمثل ويتحدث باسم الأمن برمته، وفي المدة الأخيرة بدأ يتحدث الإعلام باسم الحاقدين على العرب وهم ليسوا بقليلين.

في مقابلة للإعلامي القدير اوري أفنيري والتي بثت بالقنال العاشرة، في منتصف شهر تشرين اول عام 2009 ، شبه "أفنيري" منهجية الإعلام الإسرائيلي في العمل، بنفس منهجية عمل الإعلام في الأنظمة الفاشية، جاء ذلك في مقابله له حول واقع الإعلام في دولة إسرائيل ، وقال في هذا السياق:" كان مسؤول الإعلام في الأنظمة الفاشية، يجتمع مع رؤساء التحرير في الصحف ويحدد لهم ما يجب نشره في الغد، وما هي العناوين التي يجب أن تظهر في الصحف، وما هي فحوى المقالات التي يجب أن تنشر، ومن يطالع الصحف الرئيسة الإسرائيلية اليوم يجدها بنفس المنهجية في العمل، وكأن شخص واحد قام بإعداد كل هذه الصحف".

"وقد عبر أفنيري" عن فقدان الإعلامي الإسرائيلي لحريته الإعلامية لصالح السلطة السياسية في إسرائيل حتى بات جزء من هذه السلطة، وحسب اعتقاده فقد أضحى المراسلون السياسيون في الإعلام الإسرائيلي بمثابة ناطقين باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، وكذلك المراسلين للشؤون العسكرية بات من الصعب التفريق بينهم وبين الناطق الإعلامي للجيش الإسرائيلي.

في العام 2005 أصدر المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، كتابًا تحت عنوان "الصحافة والإعلام في إسرائيل: بين تعددية البنية المؤسساتية وهيمنة الخطاب القومي" للباحث بروفيسور أمل جمّال، بحيث اعتبر الإعلام في إسرائيل من القضايا الحساسة التي يهتم بها الإسرائيليون كثيرا، خاصة وأنها قضية تمس ديمقراطية الدولة والأمن في آن واحد، إضافة إلى التحولات الديناميكية التي تعصف بالإعلام الإسرائيلي نحو الخصخصة المطلقة التي تبحث عن النجومية في إطار الفهم القومي والأمني الذي تقتضيه القوانين المسيطرة.

يكشف جمال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب من خلال كتابه هذا حقيقة الإعلام الإسرائيلي وعمقه التاريخي والاجتماعي والسياسي والأمني، من خلال دراسته العلمية التي تعرض العلاقة بين الإعلام ونظريات الواقع الاجتماعي والسياسي، مرورا بالصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، إضافة إلى الحديث عن دور المؤسسة العسكرية والأمنية ومدى ضوابطها ورقابتها على وسائل الإعلام في إسرائيل.

يشير جمّال في كتابه إلى أن الإعلام الإسرائيلي تعددي، حيث تنتشر المؤسسات الإعلامية الكثيرة وتنشر وتبث ما يحلو لكل مشاهد تقريبا ومن وجهات نظر مختلفة، لكنه في نفس الوقت يؤكد أن الإعلام الإسرائيلي وخاصة بعد تطوره في السنوات الأخيرة يبقى أسيرا لسيطرة قوتين اجتماعيتين أساسيتين، هما نخبة أصحاب رؤوس الأموال، والنخبة السياسية والأمنية التي تسيطر على المؤسسات الرسمية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة