في هذه الأيام العصيبة والتي تشكل دورة من دورات دولاب الحياة تعلو الشعارات المنددة للعنصرية ضد العرب في إسرائيل وكأن الامر جديد وكأن العنصرية كانت قد توقفت للحظة ثم ضغط أحدهم على مفتاح ليعيد تكرار الشريط . وتعيدني هذه الأفكار الضالة والمضللة الى سن الثامنة عشر حين بدأت أتتلمذ في جامعة الحياة فذقت للمرة الاولى مرارة العنصرية وأحسست كيف يتطهر قلبي من تصورات بناها لعالم مثالي يمتد الى ما وراء بلدتي الصغيرة والذي فيه تستمر الأخوة والوئام بين الجميع ومنذ ذلك اليوم الذي دست فيه على التصورات البريئة لعالم نزيه وعادل.

لم تعد تفاجئني تصرفات لاحقتني فيها أضعاف أضعاف عنصرية اليوم الظاهرة والعلنية والتي كانت تختبأ تحت قناع موجه نحو أفراد معينين لانتمائهم القومي والديني وكل ما حصل أن وسائل الإعلام التي اجتاحت كل بيت صارت وسيلة ناجعة توصل أخبار العنصرية الى كل بيت وهذا في الحقيقة ما حصل.

أما ان نشوه وجه الحقيقة ونرسم بالكلمات إعلانا يوهمنا أن العنصرية قد كانت قد ماتت يوما وولدتها أحداث الحاضر بمخاض مؤلم لتحيا من جديد بعد أن عشنا فترة من السلام والمساواة فهذه أفكار لأشخاص لم يعرفوا أبدا أنواع العنصرية والتي يتذوقها بشكل خاص القابض على وطنيته بشكل عام ودينه بشكل خاص ... أشهد الأحداث بألم ولكن أعلم علم اليقين أن العنصرية ولدت مع خلق الانسان ولن تنتهي الا بنهاية عهده .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net