الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 11:02

يبدو أن الأسد لم يكن يوماً أولوية/ بقلم: بديع يونس

كل العرب
نُشر: 25/11/14 08:22,  حُتلن: 08:23

بديع يونس في مقاله: 

حال اليوم... فهي تماما كأي أرض صراع ومعارك سوق سوداء تجارة سلاح ومخدرات ورق وأعضاء بشرية ونفط..

مسألة إسقاط الأسد لم تعد أولوية فيما الوزير كيري يعيد ضبط الايقاع للإبقاء على التوازن لدى الرأي العام بالقول "الأسد ديكتاتور يقمع شعبه ويتبادل المنفعة مع داعش"

في "ثانية" يقتل شخص أو أشخاص، ويدمر بناء سكني، مدرسة، مستشفى أو مستوصف. في ثوانٍ يمكن أن تساوى مدن بالأرض، فينزح من نجا، ويلجأ آخرون. أما العودة الى ما قبل تلك "الثانية" فهي شبه مستحيلة، فيما إعادة ما خُسر بالمادة لا يعوض قبل عشرات السنين، وروح الانتقام لذوي القتلى لا تُشفى إلا بعد أجيال... إذا تم تصحيح المسار طبعا. فالقتيل... يحمل أحبابه روح الانتقام التي تتغذى في كل نفس يستنشقونه.

والمدن المدمرة... تحتاج سنوات لإعادة إعمارها، وسكانها يتجذرون مع الوقت في نزوحهم ولجوئهم، ينتظرون العودة المحمودة كما يورثون هذا الشعور الى أبنائهم فأحفادهم... في هذه الصورة، قد نرى سوريا وبعض مدن العراق. فما حدث بعيد الحربين العالميتين، لا يشبه هذه المشهدية إذ أنّ أطراف النزاع حينها هم نفسهم اليوم "أسياد هذا العالم"، يقررون مصير رئيس وبلاد وشعوب بناء على "لعبة ورق" دولية.

ففي خبايا كل ذلك، تتراقص المصالح على أنغام ما حصل أو استحصل... فالفاجعة الأكبر وتداعياتها قد تمت. من قُتل قُتل ومن نزح نزح ومن لجأ لجأ... والرأي العام أكل الطعم وامتصه. فعندما تندلع الحرب، تكون أصعب الأيام لـ"أسياد العالم" في بدايات الحدث... وطريقة التعاطي مع الأزمة لتخطي المرحلة الاولى ووقعها لدى الرأي العام العالمي.

أما حال اليوم... فهي تماما كأي أرض صراع ومعارك. سوق سوداء، تجارة سلاح، ومخدرات ورق وأعضاء بشرية، ونفط... والتقارير والمعطيات التي نقرأها عن أسعار النفط وشهادات لضحايا كل تلك الآفات والجرائم تصف صدقا واقع الحال.

وفي حين سقطت الاعتبارات الأولى التي برزت أوائل الأزمة من تفاعل الأحداث واعتاد القاصي والداني على الستاتيكو الجديد... فإنّ هذه الأزمات دخلت مرحلة اللاعودة وإعادة إستباب الإستقرار في القريب المنظور... ناهيك عن تجميع التطرف في رقعة واحدة من الأرض، داخل سجن كبير... ومن هنا، تعود المادة لتسكب على حساب البشر و"الإنسان".

وها هم قالوها صراحة، بعد سقوط مئات آلاف القتلى... في جواب للرئيس الأميركي باراك اوباما، الناطق باسم السياسة الدولية، أنه الآن مسألة إسقاط الأسد لم تعد أولوية، فيما الوزير كيري يعيد ضبط الايقاع للإبقاء على التوازن لدى الرأي العام بالقول "الأسد ديكتاتور يقمع شعبه ويتبادل المنفعة مع داعش". إنها السياسة... والإنسان فيها وسيلة، فيما يبقى "إبن آدم" الأبخس ثمنا في لعبة المصالح.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة