الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

يهوديّة دولة اسرائيل/ بقلم: المحامي صلاح كريّم

كل العرب
نُشر: 26/11/14 10:44,  حُتلن: 13:10

المحامي صلاح كريّم في مقاله:

ممارسات دولة اسرائيل ومنذ قيامها تدلل بشكل واضح على انها تتعامل معنا نحن اصحاب هذه البلاد على اننا أعداء

كل القيم التي نادت وثيقة الاستقلال بقيت حبرًا على ورق لا بل أنّ الدولة تعاملت ولا تزال تتعامل معنا بشكل تعسفي منافٍ لجميع تلك القيم

صوتت الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على قانون "القومية" بأغلبية اربعة عشر وزيرا ممن دعموا اقتراح القانون فيما عارضه ستة وزراء من الحكومه ومن المتوقع أن يتم التصويت عليه في الكنيست الاسبوع القادم.

وبغض النظر عن النتيجة والتبعات المتوقع حدوثها في حال تم اقرار هذا القانون، فإنّه من وجهة نظري لم يأت بأي جديد، ذلك أن وثيقة الاستقلال التي اعلن عنها بتاريخ 14.05.1948 وهي بمثابة اعلان قيام دولة اسرائيل قد نصت صراحة على ان الجمعيه التأسيسيّة التي اقيمت باسم الشعب هي حكومة مؤقتة للدولة اليهوديّة التي سيتم تسميتها بدولة إسرائيل، بمعنى أن يهوديّة الدولة أعلن عنها منذ قيام دولة اسرائيل في العام 1948 وأن مشروع القانون المطروح للتصويت هذه الأيام انما يشكل الغطاء الشكلي لمشروع اكبر وأخطر بكثير وهو تفريغ الدولة اليهوديّة منّا، نحن اصحاب هذه البلاد حيث بتنا نشكل هاجسًا أمنيًا وعبئا ثقيلا على الدولة اليهوديّة وعلى أحزابها التي باتت تتنافس فيما بينها على المزيد من التطرف لكي تواكب الشارع الذي بات يدفعها نحو الهاوية.

من الواضح أن ممارسات دولة اسرائيل ومنذ قيامها تدلل بشكل واضح على انها تتعامل معنا نحن اصحاب هذه البلاد على اننا أعداء وما جاء في تقرير لجنة التحقيق بقيادة القاضي ثيودور اور التي اقيمت في اعقاب مقتل ثلاثة عشر شهيدا في أحداث انتفاضة الاقصى الا ليكشف حقيقة ملموسة وواضحة للعيان وهي أنّ الشرطة تتعامل معنا كأعداء وليس كمواطنين، اضافة الى أنّ اعدام الشاب خير حمدان من كفركنا وكثيرون من اقرانه انما يشكل دليلًا اضافيًا على الكثير من الأدلة التي تشير الى ان هذه الدولة ما زالت تتعامل معنا كأعداء وأنه لا نية لديها للتراجع عن هذا النهج بل بالعكس تماما ان كل الاشارات تدلل على ان وجهتها نحو مزيد من التصعيد.

لقد نصت وثيقة الاستقلال على أنّ دولة اسرائيل سوف تقوم بتطوير البلاد لصالح جميع السكان وأنها سوف تبنى على اسس الحرية والعدالة والسلام وان تقيم مساواة تامّة في الحقوق بين جميع المواطنين بدون اي تمييز بين دين او جنس او قوميّة وبأنها سوف تحترم حرية الأديان وحرية الرأي وأنها سوف تحافظ على جميع الاماكن المقدسه لجميع الاديان. وعلى هذا الاساس طلبت من دول العالم الاعتراف بها.

في ظل هذا الواقع المرير الذي نعيش خاصة وأننا بتنا على يقين بأن كل القيم التي نادت وثيقة الاستقلال بقيت حبرًا على ورق لا بل أنّ الدولة تعاملت ولا تزال تتعامل معنا بشكل تعسفي منافٍ لجميع تلك القيم، مما يحتم علينا جميعا قيادة وكوادر السعي نحو اعادة تقييم والبحث عن استراتيجيّة نضاليّة جديدة، وعليه فإنّ على جميع الاحزاب الفاعلة أن تتدارك الأخطار المحدقة بنا وأن تعمل جادة على اعادة بناء وهيكلة لجنة المتابعة العليا بما يحقق المصلحة العليا لنا نحن اصحاب هذه البلاد بعيدا عن المناكفات والمصالح الحزبيّة الضيّقة وأن ترتقي بنا نحن اصحاب هذه البلاد نحو العيش أعزاء كرماء على تراب وطننا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة